مليون ونصف المليون إنسان.. ضحايا "حرب الخدمات" بين "قسد" وأنقرة

وسام دالاتي - وكالة أنباء آسيا

2020.08.20 - 10:42
Facebook Share
طباعة

 كشفت معلومات حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، من مصادر صحفية مقربة من "قوات سورية الديمقراطية"، أن الأخيرة رفضت رفع كمية الكهرباء الواصلة إلى محطة التحويل الكهربائي في قرية "المبروكة"، إلى ١٥ ميغا واط، الأمر الذي قابله الجانب التركي برفض إعادة تشغيل محطة آبار علوك التي تغذي مدينة الحسكة بمياه الشرب، إذ تعتبر "قسد"، أن كمية ٧ ميغا واط كافية لتغذية المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية من ريف الحسكة والرقة بالطاقة الكهربائية في الوقت الحالي، بسبب انخفاض إنتاج الكهرباء من السدود الكهرومائية الواقعة على مجرى نهر الفرات، المرتبط بانخفاض منسوب النهر، نتيجةً للممارسات التركية، حسب توصيفها.
وفيما تؤكد وسائل الإعلام الموالية للجانب التركي أن "محطة آبار علوك"، خرجت عن الخدمة نتيجةً لقطع "قسد" للتيار الكهربائي عنها، فإن المعلومات تشير إلى أن "علوك" تمتلك خط تغذية خاص بها مستجر من مدينة "الدرباسية"، الواقعة بريف الحسكة الشمالي، كما أنها تحتوي على أربع مجموعات توليد كهربائي خاصة، تعمل بمادة "المازوت"، وهي مجموعات مخصصة لتوليد الطاقة للمحطة في حالات الضرورة، ما يعني أن الجانب التركي يمارس نوعاً من الضغوط السياسية على "قسد"، لإعادة وصل الكهرباء إلى المناطق التي يسيطر عليها بالكميات التي يريدها.
يؤكد مدير مؤسسة المياه في محافظة الحسكة "محمود العكلة"، ألا وجود لأي حل بديل خلال المرحلة الحالية لمشكلة "محطة آبار علوك"، التي تعد المصدر الوحيد والأساسي لمياه الشرب لمدينة الحسكة و٥٤ منطقة وقرية تتبع لها، ويمكن تلخيص المشكلة بأن المحطة التي تحولت إلى واحدة من أوراق الضغط السياسي بيد "القوات التركية" التي تسيطر عليها، وترمي بها على طاولة التجاذبات كلما قامت "قوات سورية الديمقراطية" بقطع التيار الكهربائي الواصل إلى "محطة مبروكة للتحويل الكهربائي"، وهي التي تعمل على تغذية المنطقة الممتدة بين مدينة "رأس العين"، بريف الحسكة الشمالي الغربي، ومدينة "تل أبيض"، بريف الرقة الشمالي، وهي منطقة تخضع للسيطرة التركية منذ تشرين الأول من العام الماضي، والذي كان قد شهد إطلاق الحكومة التركية لعملية عسكرية في الشمال السوري تحت مسمى "نبع السلام".
خلال حديثه لـ "وكالة أنباء آسيا"، يشير العكلة إلى أن الاعتماد على بحيرتي السد الشرقي والغربي لتأمين مياه الشرب مسألة مستحيلة، نتيجة لانخفاض منسوب المياه فيهما، بسبب موسم الجفاف، كما أن الرواسب الثقيلة المرتفعة جداً في مياه بحيرة السد الجنوبي، نتيجة للتسربات النفطية التي شهدتها المنطقة في أوقات سابقة، تحول دون إمكانية استثمار هذه البحيرة في تأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة، كما يشير إلى أن فكرة القيام بحفر آبار ارتوازية بالقرب من مجرى نهر الخابور غير ممكنة، نتيجة لانعدام وجود المياه الجوفية الصالحة للاستهلاك البشري في المنقطة، ولو كان الأمر ممكناً لتم حفر هذه الآبار بالسرعة الكلية.
يؤكد العكلة أن الآبار التي لجأ السكان إلى حفرها ضمن منازلهم ستكون بهدف تأمين المياه للاستخدامات المنزلية، فيما تعمل الصهاريج التابعة للمؤسسة على نقل مياه الشرب من "آبار نفاشة"، لتكون بديلاً مؤقتاً في تأمين المياه بالقدر الممكن لأحياء المدينة، ويعتبر "العكلة"، أن الحل المثالي والوحيد لإيجاد بديل لمياه "محطة آبار علوك"، هو تفنيذ مشروع "دجلة الكبير"، الذي كان الرئيس السوري بشار الأسد قد وضع حجر الأساس له في العام ٢٠١١، إلا إن ظروف الحرب حالت دون استكماله.
وتؤكد المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، أن مشروع استجرار مياه نهر الفرات من محافظة دير الزور إلى الحسكة والذي كان قد وصل إلى مراحل متقدمة من التنفيذ قبل الحرب، غير ممكن الاستكمال حالياً لعدة أسباب، منها التخريب الذي تعرضت له محطات الضخ والرفع في كل من "الصور"، بريف دير الزور الشمالي، والشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وسرقة محتوياتها، إضافة إلى التخريب الذي تعرض له خط الأنابيب، الذي كانت قد وصلت عملية مده إلى منطقة الـ ٤٧ بريف الحسكة الجنوبي.
وتقول مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية"، التي حصلت على تمويل من عدد من المنظمات لإنشاء محطة آبار في منطقة "الحمة"، بريف الحسكة الغربي، إن ٧ آبار من هذه المحطة ستدخل الخدمة خلال ٧٢ ساعة كحد أقصى، لتأمين مياه الشرب لأحياء مدينة الحسكة، وقد عملت "قسد"، على الحصول على تمويل لإنشاء هذه المحطة بهدف إخراج "محطة آبار علوك" من حسابات السياسة التي تمارسها الحكومة التركية في مناطق شمال غرب المحافظة، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، من مصادر هندسية في المحطة ومؤسسة مياه الشرب في الحسكة، ومؤسسة الموارد المائية في المحافظة، تؤكد أن منطقة الحمة ليست غنية بما يكفي من المياه الجوفية، ولا يمكن مقارنتها بغزارة "آبار علوك" التي دخلت الخدمة في العام ٢٠١٣ كمصدر أساسي ووحيد لمياه الشرب لمدينة الحسكة، بعد أن تم تخريب "محطة آبار رأس العين"، التي كانت المصدر الأساسي قبل ذلك.
يشار إلى أن الأزمة الحالية هي "أزمة العطش"، رقم ١٣ التي تعيشها مدينة الحسكة والمناطق التي تتبع لها منذ شهر تشرين الأول الماضي، والذي شهد سيطرة القوات التركية على مدينة "رأس العين"، والمناطق التابعة لها من خلال العملية العسكرية التي عرفت آنذاك باسم "نبع السلام".ً

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1