كورونا في ريف دير الزور ..مركز وحيد للحجر وغياب للإجراءات الوقائية ...

خاص - وكالة أنباء آسيا

2020.08.20 - 01:38
Facebook Share
طباعة

 
مع انتشار فيروس كورونا في منطقة الجزيرة السورية، بدأت الحاجة الملحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس بين الأهالي، في ظل تدني الخدمات الطبية الموجودة في المنطقة .
وبدا اعتماد الأهالي على وعيهم أكثر من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية الكردية وفرقها الطبية في ريف دير الزور الواقع تحت سيطرتها .
إجراءات الوقاية غائبة ..
خلال جولة لآسيا في ريف دير الزور الشرقي، تم رصد القليل من الأهالي، ممن يلتزمون بارتداء الكمامة، فلا تتجاوز نسبتهم 1بالمئة، حيث تجد الازدحام في الأسواق دون وجود أي إجراء متخذ لقواعد الرعاية الصحية والسلامة العامة ، ويقول المواطن عليان .م ، من بلدة الحوايج إن هناك عدم اهتمام من قبل الأهالي وجهل بخطورة الفيروس الذي انتشر عالمياً، حيث تجد أن معظم الأسواق مزدحمة، والتباعد الاجتماعي غير مطبّق، وعندما ترتدي كمامة تصبح محطاً للسخرية، وهذا دليل على الجهل الذي يسيطر على المنطقة، كما أن الحملات والإجراءات المتخذة من قبل الفرق الطبية التابعة للمجالس المحلية في البلدات لا تكفي، ولم نلحظ اي نشاط للمنظمات الدولية المتواجدة على الأرض تجاه السكان، حيث يطالب الأهالي في توزيع معدات الوقاية والتعقيم، وأن يكون هناك دور أكبر للمنظمات التي تقدم المساعدات للأهالي ، وخصوصا أن القدرة الشرائية للمواطن في المنطقة لا تسمح له بشراء كمامة بشكل يومي، في ظل ارتفاع سعرها الذي وصل إلى 300 ليرة سورية .
ضعف الإمكانات الطبية والخدمية ..
تعاني منطقة الجزيرة ضعفاً في الخدمات الطبية، في ظل غياب المشافي الحكومية وأطباء الاختصاص، الأمر الذي يجعل الأهالي أمام كارثة حقيقية في حال انتشر المرض. يقول الدكتور ع .ح والذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من قوات "قسد" ، إن الإدارة الذاتية تركز جلّ اهتمامها وخدماتها في المجال الطبي في الوقت الحالي باتجاه مدينة الحسكة التي ينتشر بها المرض والاصابات أكثر من دير الزور ، ولكن هذا لا يعني ألا يكون هناك تعامل جاد مع واقع المنطقة وتقديم خدمات طبية لها، وخصوصاً أن هناك كثافة سكانية تشهدها المنطقة في الريف الشرقي .
كما أن هجرة الكثير من الأطباء أبناء المنطقة إلى دول الجوار أو مناطق الدولة السورية، نتيجة غياب الأمان، جعل المنطقة تعاني من فراغ كبير في مجال الخدمات الطبية، كما أن المشافي المتواجدة حالياً في المنطقة تعاني من نقص كبير في المعدات، مما يجعلها دون المستوى المأمول لها في ظل انتشار فيروس كورونا .
وحول انتشار كورونا في المنطقة، يقول الطبيب "يوجد حالات في المنطقة لكنها غير منتشرة بشكل كبير بين الأهالي، وعدد الإصابات قليل، الأمر الذي يبعث الطمأنينة بين الأهالي، ولكنهم إلى اليوم لا يتخذون إجراءات وقواعد السلامة الصحية العامة، مما يجعلهم ضمن دائرة الخطر".
الحمى التيفية ليست كورونا ...
ينتشر مرض الحمى التيفية كما يسميه الأطباء والصيادلة في المنطقة، ويتمظهر في ارتفاع درجة حرارة الجسم والإرهاق الشديد وعدم الرغبة في الطعام .
ويقول الصيدلي ح .س إن أسباب انتشار الحمى التيفية في المنطقة هو عدم وجود محطات تصفية لمياه الشرب، كما أن معظم المرضى لايذهبون إلى الأطباء، بل يكتفون بتشخيص الصيدلية ونتائج التحاليل المخبرية دون الرجوع الى الطبيب، نتيجة الظروف المادية. هذا الأمر أسهم بشكل كبير في انتشار المرضى في بلدات الريف الشرقي، وتختلف الحمى التيفية عن كورونا، لذلك لا يمكننا المقارنة أو اعتبار أن المصاب بالحمى مصاب بكورونا .
إغلاق المنافذ مع الدولة السورية ..
وعن الخطوات المتخذة من قبل الإدارة الذاتية لتجنب انتشار فيروس كورونا، أصدرت الإدارة قراراً بإغلاق كافة المعابر البرية و النهرية التي تربط دير الزور بالحسكة وبمناطق سيطرة الدولة السورية بوجه الأهالي، باستثناء الحالات المرضية الحرجة والإسعافية، إضافةً إلى سيارات نقل البضائع على اختلاف أنواعها .
هذه الإجراءات دفعت الأهالي إلى التساؤل حول مدى فاعليتها في ظل انتشار المرض، وهل تكفي لمواجهة الفيروس .
مركز للحجر الصحي في دير الزور ..
افتتحت هيئة الصحة التابعة لـ"الإدارة الذاتية" مركزاً للحجر الصحي في منطقة المعامل بدير الزور، وهو المركز الوحيد في المنطقة .
فيما أعلنت هيئة الصحة عن تسجيل 34 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في مناطق سيطرتها ، ليرتفع العدد الكلي للإصابات إلى 253 حالة منها 8 حالات في ريف دير الزور، وحالة وفاة وحيدة .
وفي ظل الأوضاع الطبية والاقتصادية الصعبة التي تشهدها المنطقة، وغياب الإجراءات الوقائية، تبقى حياة الأهالي مهددة بفيروس كورونا، بانتظار تحرك جاد لهيئة الصحة في مناطق سيطرة "قسد" لتجنب مخاطر انتشار كورونا .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10