"واشنطن بوست": إصلاح لبنان مرهون بتغيير نظامه السياسي

ترجمة : عبير علي حطيط

2020.08.18 - 01:45
Facebook Share
طباعة

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه على النظام السياسي الحالي في لبنان الاختفاء، وذلك بعد استقالة الحكومة اللبنانية في أعقاب الانفجار الذي ضرب بيروت.
فبعد أيام من الانفجار الضخم الذي هشّم معالم العاصمة بيروت، مخلفًا حوالي 170 ضحية فَقَدوا حياتهم على الأقل وآلافًا من الجرحى، استقالت الحكومة اللبنانية في الأسبوع الماضي. وربما كانت فرصة لإنهاء الفصل الحزين من تاريخ لبنان. فالمتظاهرون في الشوارع منذ تشرين الأول/أكتوبر تعبيرًا عن غضبهم على فساد وسوء إدارة المسؤولين والتضخم المتزايد. ومع الاستقالات الجماعية فقد تكون هذه نقطة تحول. ولسوء الحظ يبدو أنه ستكون هناك فصول حزينة أكثر ستتحملها هذه الأمة المعذبة.
وتقول إن مأساة لبنان اليوم أنه واقع وسط المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث اقتربت إسرائيل والإمارات مع بعضهما البعض في الأسبوع الماضي. وتدعم إيران حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة كجماعة إرهابية، ولكنه أصبح عمادًا من أعمدة الدولة اللبنانية نتيجة لعقده شبكة من التحالفات الطائفية. ويلعب حزب الله دورًا في الحكومات اللبنانية منذ عقد تقريبًا. وفي الماضي كان حزب الله يكمن في الظل تاركًا الآخرين للقيام بالدور وإدارة الحكومة، محتفظًا بالقدرة على التدخل في اللحظة المناسبة. وعندما تم تشكيل حكومة جديدة في كانون الثاني/يناير بعد إجبار المتظاهرين الحكومة السابقة على الاستقالة كان حزب الله يسيطر عليها بشكل كامل. وهذا يعني أنه يتحمل مسؤولية عجز الدولة التي لم تقم بعمل ما يجب، أو لديها القليل لعمله لإصلاح الوضع. وهناك شكوك بأنه خزّن الأسلحة قرب مكان الانفجار، مما يعني أن الجماعة التي تدعمها طهران ستجد صعوبة في استعادة تأثيرها وسيادتها.
وترى الصحيفة أن النظام السياسي الطائفي في لبنان هو في أساس عجز الدولة. وهو يقوم على النظام الذي فرضه الاستعمار الفرنسي، وتم تأكيده في اتفاق الطائف عام 1991 بعد نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا، ويتم من خلاله تخصيص مقاعد البرلمان بناء على الطوائف، وكذا الوظائف العامة. وكان يجب على هذا النظام الاختفاء بأول برلمان بعد الحرب الأهلية. إلا أن الأحزاب السياسية اللبنانية لم تكن مهتمة بتفكيك نظام الرعاية هذا، بل واستخدم قادتها الوزارات لتوزيع الوظائف على أتباعهم. ويعتمد النظام السياسي اللبناني على القوى الأجنبية التي دعمت جماعات محلية وكيلة. وأدارت سوريا البلد، بدعم تكتيكي من أمريكا حتى 2005. وسحبت قواتها بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وستعلن المحكمة الخاصة التي شكلتها الأمم المتحدة هذا الأسبوع قرارها النهائي في قضية اغتياله. وفي قلب التحقيق أربعة عناصر من حزب الله. وكان يجب أن يؤدي اغتيال الحريري إلى تحول جذري في البلاد ومصالحة بين الطوائف كما تصور اتفاق الطائف، وإنشاء برلمان لا يلتزم بالمحاصصة الطائفية. ولكن انفجار بيروت جعل النخبة السياسية تتملص، من خلال إعادة تفعيل قانون يعطي الجيش سلطات واسعة في وقت تتوسع فيه التظاهرات. ويجب على اللبنانيين الذين استقبلوا 1.5 مليون لاجئ سوري اختيار حكومتهم التي يريدونها. ومن حقهم الغضب، فالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، والنقص الحاصل في المواد الغذائية، وارتفاع الأسعار، كلها عوامل أثرت بشكل سلبي على حياة الشعب اللبناني اليومية، وساهمت في تأجيج الشارع وانفجاره.
وهناك حاجة ماسّة لمساعدتهم على مواجهة كوفيد-19. وحذرت الصحيفة من عقوبات أمريكية جديدة على لبنان بأنها هزيمة للنفس. وربما ساعدت انتخابات جديدة، مع أن التصويت بناء على النظام الحالي لن يدعم إلا الموجودين في السلطة. وهناك مطلب للمتظاهرين قبل أي انتخابات، وهو تغيير قانون الانتخابات لنظام لا يقوم على المحاصصة الطائفية. وهذا يعني تسليم حكومة تصريف الأعمال الحالية إلى حكومة ممثلة. ويجب على النخبة التنازل، ومن الأحسن الاستماع إلى الشارع العربي، فكما لاحظنا كيف تحولت الانتفاضة السلمية غير الطائفية في سوريا إلى حرب أهلية، وهذا فصل لا يريد أحد في لبنان العودة إليه وكتابته من جديد.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10