الذبابة البيضاء.. تهدد محصول الزيتون وتأكل قوت أهل الساحل السوري!

وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة

2020.08.14 - 03:35
Facebook Share
طباعة

 

 
انتشرت هذا العام، وبكثافة، حشرة "ذبابة الزيتون"، الأمر الذي عمّق معاناة المزارعين في الساحل السوري، في ظل غياب المبيدات الحشرية اللازمة للقضاء عليها، وارتفاع أسعارها في حال وجدت.
وذبابة الزيتون أو "الذبابة البيضاء" تضرب ثمار الزيتون، وتُسقط معظم ثمارها على الأرض، ما يهدد إنتاج الساحل الاستراتيجي من الزيت والزيتون.
وقدّر المهندس الزراعي علي بدور، الخسائر التي يمكن أن تنتج عن الإصابة بالذبابة، بأكثر من ثلثي إنتاج الساحل، والذي كان مقدراً بأكثر من "200 " ألف طن، ويقول في حديثه لوكالة أنباء آسيا إن "ما سيتبقى من ثمار ستكون مصابة، وذات إنتاج منخفض، ولن يتمكن المزارعون من تغطية مصاريف أشجارهم".
انتشار كبير
ويرى مزارعون أن انتشار الذبابة أصبح كبيراً، وربما يخرج عن نطاق السيطرة، لذلك يجب مكافحتها عبر تدخل كبير من قبل وزارة الزراعة، وبواسطة آلات ومعدات وأدوية قادرة على إحداث نتائج سريعة، تكون كافية للقضاء على الذبابة، لإنقاذ ما تبقى من ثمار غير مصابة.
نقص أدوية
من جهته أكد الصيدلي الزراعي أحمد أسد (ريف اللاذقية) أن جميع الأدوية اللازمة حالياً للقضاء على ذبابة ثمار الزيتون غير متوفرة، وأن الأدوية الكيميائية الموجودة هي ذات صلاحية منتهية، وتعود لأعوام مضت.
وأضاف في تصريح لـ"آسيا" أن وزارة الزراعة لم تستورد المبيدات الضرورية، ولم تسمح للشركات الخاصة باستيرادها أو تصنيعها.
هذا وحمّل المزارعون الجهات الحكومية المسؤولية عن انتشار الذبابة، بالإضافة إلى الحشرات الضارة الأخرى التي سببت أضراراً فادحة في مواسم أخرى غير الزيتون.
إهمال متعمد
وفي حديثه لوكالة "آسيا" قال المزارع "مسعود داوود" من ريف مدينة اللاذقية، إن الإهمال من قبل الحكومة متعمد، وقد استمر لسنوات طويلة بهدف القضاء على الزراعة". مشيراً إلى أن مسؤولي الزراعة في اللاذقية لا يهتمون بمعاناة المزارعين، ولا بتوفير وسائل الوقاية لمزروعاتهم.
هذا الرأي في أوساط أبناء جبال الساحل، تعزز مع الخسائر التي تكبدها الفلاحون، ومازالوا يتكبّدونها من خلال نفوق أبقارهم، دون أن تتدخل الدولة لتأمين اللقاح المناسب لذلك.
طرق الوقاية
أوضحت الدراسات أن لهذه الحشرة ثلاث أجيال في المناطق المرتفعة. يظهر الجيل الأول خلال حزيران - آب والجيل الثاني في آب - تشرين أول، بينما يظهر الجيل الثالث من منتصف تشرين أول وحتى قطف الثمار، بحسب ما يذكر فهر المشرف مدير الوقاية في وزارة الزراعة.
ويضيف في حديثه لوكالة "آسيا" أن هذه الحشرة تتسبب في خفض إنتاج الثمار بسبب تساقطها، وكذلك خفض إنتاج الزيت وتدهور نوعيته بسبب زيادة الحموضة، كما أن الثمار المصابة لا تصلح للتخليل. نافياً أن تكون نسب الإصابة مرتفعة وتشكل خطورةً على المحصول بشكل عام.
وحيال الوقاية بيّن المشرف أن هناك برنامج للوقاية، استخدام بعض العمليات الزراعية والمصائد بقصد مراقبة تطور أعداد الحشرة في الحقل، ثم العمل على تكثيف صيد الحشرة عند ارتفاع أعدادها، وكذلك استخدام الطعم السام في حالة الإصابة الشديدة، على ألا يستخدم أية مبيدات زراعية لضمان إنتاج زيتون وزيت عضوي خالي من الآثار المتبقية للمبيدات.
استهلاك الزيتون
كشفت إحصائيات "المجلس الدولي للزيتون" احتلال سوريا مراتب متقدمة في قوائم استهلاك الزيتون وإنتاجه في عامي 2019 و2020. وعلى صعيد إنتاج زيت الزيتون، حلّت سوريا في المركز الثالث على الصعيد العربي بنسبة 3.8% من الإنتاج العالمي، وناهز محصولها لعام 2019، 100 ألف طن، على أن يرتفع حسب التوقعات إلى 120 ألفًا في العام الحالي.
الصادرات
سوريا هي ثانية دولة عربية بصادرات زيت الزيتون، إذ صدّرت في الموسم الماضي 25 ألف طن، ومن المتوقع أن تصدر في الموسم الحالي 34 ألف طن. وتوقعت وزارة الزراعة زيادة إنتاج الزيتون في العام الحالي مقارنة بالسنوات السابقة.
أسعار مرتفعة
بات زيت الزيتون بعيد المنال عن معظم السوريين، لارتفاع أسعاره بشكل جنوني، على الرغم من أن الإنتاج المحلي منه يعادل ضعفي الاستهلاك المحلي.
وذكر رئيس غرفة زراعة دمشق “عمر الشالط” أن سعر صفيحة (تنكة 17 كيلو غرام) زيت الزيتون، تضاعف مرتين عن الموسم الماضي. وأكد الشالط في تصريحات إعلامية عدم وجود مبرر لارتفاع سعر صفيحة الزيت، لأن إنتاج سورية السنوي من زيت الزيتون يصل إلى 150 ألف طن تقريباً، فيما يقدّر الاستهلاك المحلي السنوي بـ 75 ألف طن فقط، ولا يزيد التصدير عن 30 ألف طن.
يذكر أن ذبابة ثمار الزيتون تنتشر بنسب متفاوتة في كل مناطق طرطوس (صافيتا والدريكيش والشيخ بدر وبانياس والقدموس) واللاذقية، ويف حماه، حيث يشكل موسم الزيتون مورداً رئيسياً لأكثر من "200" ألف مزارع.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5