ثوار طرابلس, دعاة إصلاح وتغيير وطني أم أصحاب أجندات حزبية وخارجية؟

وكالة أنباء آسيا - لبنى دالاتي

2020.08.12 - 02:19
Facebook Share
طباعة

 
هل جميع الذين هم في الساحات نزلوا اعتراضاً على الوضع المعيشي العام، والمطالبة بحقوقهم وحقوق الشعب اللبناني، بعيداً عن الأجندات، و محاولات  تسييس الحراك بما يخدم أهداف الثورة ؟
أسئلة كانت ولا زالت تشكل مادة للجدل والنقاش بين اللبنانيين، والأجوبة عليها لا يمكن الحصول عليها إلا من الشارع نفسه والساحات نفسها.
 وكالة أنباء آسيا تحاول سبر أغوار هذه القضية، عبر حديثها مع العديد من ثوار "عروس الثورة" طرابلس.
 
يقول الناشط الدكتور"يحيى الحسن" لآسيا إنه عند اندلاع ثورة 17 تشرين-أكتوبر، كانت الجماعات الحزبية متواجدة في ساحات الثورة، باللباس المدني، وهم من أنصار تيار المستقبل والعزم والقوات والكتائب، وكان لكل فئة منهم مصلحة معينة.
ويضيف: إن هذه الجماعات لم تكن متواجدة كقيادات صف أول، بل إنها كانت تريد أن تثبت وجودها ميدانياً، وتراقب كل ما كان يجري.
ويشير الحسن لآسيا إلى أن مناصرو الأحزاب السياسية انسحبوا من ساحات الثورة مباشرةً بعد استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، للتفرغ إلى"تقسيم قالب الجبنة، وتوزيع مناصب الحكومة المقبلة"، مؤكداً على وجود ثوار يعملون لصالح أجندات سياسية كإيران وتركيا وأمريكا .. معتبراً أن "هذا هو حال الشعب في لبنان".
ويرى الحسن أنه من الطبيعي أن يكون للثوار أجندات سياسية تدخل ضمن أهداف تغيير الطبقة السياسية، لأن طبيعة أهداف الثورة تختلف تماماً عن طبيعة أهداف"الصليب الأحمر" والـ"كاريتاس".
حراس المدينة .. يعملون بضمير ولكن
من جهة أخرى، يقول أحد الناشطين (فضّل عدم الكشف عن اسمه) إن هناك عدد كبير من الثوار الذين يعملون ميدانياً بشكل فردي، ودون أي أجندات سياسية، مضيفاً "لا نستطيع أن ننفي فرضية وجود أشخاص يعملون بشكل مستقل ولهم أهداف وطموحات سياسية"، مشيراً إلى أن "أغلب الثوار الذين هم أساساً تابعون لتياري العزم والمستقبل ينفذون أجندات سياسية" على حد قوله.
ويقول إن "حراس المدينة يعملون بكل ضمير وأمانة من أجل إنجاح أهداف الثورة، ولكن في الفترة الأخيرة كانت هناك ريبة حول مسؤول حراس المدينة "أبو محمود شوك"، وهو الثائر المتميز بإخلاصه وحبه لمدينة طرابلس،  ويرى  الناشط أن "علاقته بجمال البدوي كانت سبباً رئيسياً في هذه الشكوك".
شوك .. لا علاقة لنا بالدولة التركية
في سياق متصل، يقول "أبو محمود شوك" في حديثه لوكالة أنباء آسيا إن عدد المنتسبين لحراس المدينة يتراوح بين 150 و 200 شخصاً، مضيفاً أن الدكتور"جمال البدوي" هو رئيس لجنة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس، ويعتبر من المؤسسين لـ"حراس المدينة"، نافياً جملةً وتفصيلاً كل ما يتردد حول البدوي وعلاقته بالدولة التركية.
يضيف شوك "البدوي لم يسافر يوماً إلى تركيا، ولم يروّج لأي منشور تركي على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي".
ويتحدث شوك عن اتهامه بعلاقات مشبوهة مع الأتراك من قبل الدولة اللبنانية، بسبب منشورات له على حسابه في "فيسبوك" معتبراً أن هذه المنشورات ليست إلا صور للرئيس التركي أردوغان ولأعلام دولة تركيا، كان نشرها إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، على حد قوله
ويؤكد أنه يؤيد إرادة كل شعوب العالم: "سأشجع دوما كل من له مطالب إصلاحية"، كما ينفي أي تواصل له مع أشخاص، أو سفارات، أو أجهزة أمنية تركية.
ويختم بالقول "بيروت هي مركز القرار اللبناني، لذلك سنكون متواجدين دوماً في العاصمة لدعمها ومساندتها، خاصةً بعد تفجير المرفأ، وثورتنا ستستمر حتى إسقاط رئيس الجمهورية ومجلس النواب بالكامل" على حد تعبيره.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6