من تحت الردم .. قصص مؤثرة للبنانيين يقاومون الموت وآخرون أسلموا الروح

وكالة أنباء آسيا- غنوة طعمة

2020.08.07 - 01:31
Facebook Share
طباعة

 
مضت ثلاثة أيام على انفجار مرفأ بيروت المروّع، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 135 شهيداً ، وفق أرقام غير نهائية، وإصابة أكثر من 4000 شخص، إلى جانب عدد كبير من المفقودين.
ومع أن الأمل في العثور على ناجين ضئيل جداً، نظرا لضخامة الانفجار، إلا أن عناصر الدفاع المدني وفرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث والتفتيش عن المفقودين تحت الأنقاض، فيما ذويهم ينتظرون بحرقة، خبر من هنا أو هناك يطمئن قلوبهم المفجوعة.
وفي خضم الأخبار السيئة والموجعة، عن زيادة أعداد الشهداء والجرحى، يخرج الأمل من تحت الركام، عند الإعلان عن العثور على مفقود إما في البحر وإما تحت الردم.
"دعوني أحفر التراب بيدي"..
تقول والدة الشاب رواد دغمان، وهي تأخذ نفساً عميقاً وتمنع انهمار دموعها: "ابني تحت الركام، أنقذوا ابني من تحت التراب، إن كنتم لا تستطيعون دعوني أحفر التراب بيدي، أريد ابني، طفلتاه بانتظاره".
أما مايا، ابنته والتي لا يتجاوز عمرها الست سنوات، فتقول: "صرلي يومين ناطرة بابا على البرندة يجي ويجبلي شوكولا وعصير، ماما بتقول بابا مأخر بالشغل، بس أنا اشتقتله".
أنين تحت الردم..
فاطمة فهدا -وهي صديقة عائلة المفقود ابراهيم الأمين عطوي- تحدثث لوكالة آسيا عن معاناة عائلته، تقول: "ابراهيم يعمل في مبنى القمح بالمرفأ، ووصلتنا أخبار موثوقة عن سماع أنين تحت الردم، في منطقة إهراءات القمح، لدى عائلته أمل كبير في العثور عليه، نرجو منكم الدعاء له أن يكون على قيد الحياة، خاصة وأن هناك طابقين تحت الأرض".
وتستطرد قائلة: "يعيش أهله لحظات عصيبة، منذ انقطاع الاتصال به، نناشد المعنيين بالتحرك السريع لانتشال المفقودين في مبنى الإهراءات".
ثروت .. المندفع لنجدة الناس
وفي مقابلة أجرتها وكالة آسيا مع أحد أصدقاء ثروت محمد حطيط، وهو أحد عناصر فوج الإطفاء على البور، الذين أرسلوا إلى مكان الحريق قبل وقوع الانفجار الثاني الكبير، ما أدى إلى فقدانه مع زملائه، يقول صديق ثروت: "عائلته مفجوعة، زوجته وابنه في انتظاره مع أن الأمل بات ضئيلا في العثور عليه، ثروت كان مندفعاً دائماً لنجدة الناس ومحب للخدمة العامة، نناشد المسؤولين في التحرك السريع لإعطاء أهل ثروت ولو بارقة أمل ضعيفة، ومع أن القيمين على جهاز إطفاء بيروت لا يألون جهداً، نحن أيضا ننشادهم بالتحرك السريع".
"الحكي مش متل الشوفة"..
وتقول السيدة منال جابر، قريبة المفقود حسان دعجة، لوكالة آسيا: "كنت أتحدث مع أخي وهو عسكري يساعد في انتشال الجثث من مكان الانفجار"... قال لي وهو يبكي بحرقة: "عم شوف حسان وإيدي على قلبي بكل جثة عم ننتشلها، يا رب يبرد قلبنا عليه و نلاقيه عايش.. بس الحكي مش متل الشوفة يا منال، العالم عم تضوي بتلفوناتها لتدور على ولادها وعم يصرخولن بأسماءهم، اللي عم بيصير تحت بيلوي القلب".
وأضاف: "انتشلنا جثة لشاب مهشمة وأهله كانوا حدي، أحدهم سألني عنه وقال إنه مفقود، و أنا أمدهم بالأمل وأقول "ابنكن بطل رح تلاقوه وأكيد عم بيقاوم" لكن لما انتشلناه ما قدرت أرجع خبرهم إنه البطل ما قاوم وسلم الروح".
وأكمل قائلا: "صديقي انتشل جثة بنت عمرها ٧ سنين حملها وهو منحني ضهره قلتلو شد ضهرك، قللي ما بقى فيي كسرتلي ضهري حسيتها بنتي".
أما والدة الشاب حسان المفجوعة فتقول لوكالة آسيا: "هو أصغر أولادي، عم بيجهز شقته وعامل حسابه أنه يتزوج أول الخريف، وجوده بالبيت فرحة، عنده روح النكتة وبيحب عمل الخير، حتى الجيران قلبن موجوع عليه قد ما كان يساعدهم.. بدي ابني، رجعولي ابني".
سيناريو "زينب"..
وفي السياق نفسه، كتبت السيدة زينب ديب، قريبة أحد المفقودين، رسالة موجعة تعبر عن وجع كل اللبنانيين:
"قاعدة إتخيل قبل ما نام ؛ هالفاجعة خرج قصة فيلم إسمو "عنبر_١٢"، قديش في أحداث خيالية، وفي مشاهد مش طبيعية....مدينة حلوة وهادية وخايفة من كورونا، وأنجأ عايشة، بسبب السرقات والنصب، وعملة منهارة، وشعب قلبو تعبان، وجوع وقلة..
والناس بأشغالا، والمينا عمتشتغل، وإم عمبتنضف بيتها، و أطفال عم تلعب، وأب راجع من شغله، وهيك فجأة بصير هالإنفجار الكارثي، اللي بهز الدني والبلد كلا وبيوصل لبلدان تانية، وبتخرب الدني، وبتدمر هالمدينة الحلوة، بكل ما فيها، وممرضة بتركض بأطفال من الكوفاز، وناس مرمية بالطرقات عم تسبح بالدم، وبموت فوج الدفاع المدني كلو، وأشخاص بيغرقوا بالبحر، وبعد ٢٤ ساعة بيلاقوا ناس عايشين، وناس بتكون مفقودة، وأم عم تركض مفجوعة تدور على ابنها ... وبواخر كبيرة بتغرق، والقمح والدوا والأكل كلهم بيروحوا بالحريق، وعروس اسما سحر فارس بتموت كأنها بطلة الفيلم.. وبينكمشوا الفاسدين وبيتعلقلن حبال مشانق بنص بيروت، و بموتوا كلن والشعب بيخلق من جديد..
تعلق زينب "حدا يقلي هيدا مش فيلم بيشبه تايتنك.. إذا حضروه الناس مش رح يصدقو أحداثه ويفكروه من نسج الخيال...بس هو أمر واقع..
كيف نحنا بدنا نصدق شو لي صار .. هيدا كابوس..."
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6