حرق الجثامين أم دفنها: جدل في سورية حول كيفية التعاطي مع "وفيات كورونا"

حبيب شحادة - دمشق وكالة انباء اسيا

2020.07.27 - 04:27
Facebook Share
طباعة

 أكد رئيس هيئة الطب الشرعي (تتبع لوزارة الصحة) د. زاهر حجو أنّ وزارة الصحة السورية، تلتزم بإجراءات وارشادات منظمة الصحة العالمية، وتتعامل بما يتوافق مع البروتوكولات العالمية حيال المصابين أو المتوفين بسبب كورنا، نافياً في حديثه لوكالة "آسيا" وجود أية اجتهادات شخصية في التعامل مع المتوفين بـ "كورونا".
وكانت تصريحات لرئيس الطب الشرعي في جامعة دمشق، الدكتور حسين نوفل، انتقد في تصريحات إعلامية، الإجراءات المتخذة للدفن من قبل مكتب دفن الموتى، قائلاً "الإجراءات حكماً غير كافية، ويجب أن تكون إجراءات التعامل مع الجثث كالإجراءات المتخذة في العناية المشددة، وأفضل طريقة للتعامل مع الجثث هي الحرق، لأن الفيروس غير معروف السلوك وهو موضوع بحث علمي".
كما حذر نوفل، من أن قبور المتوفين بالفيروس لا تحمل أي إشارة بأن المتوفى توفي بالفيروس، والدفن يتم في مقبرة نجها مع الوفيات العادية. داعياً إلى حرق تلك الجثث، وهو ما أدى إلى موجة من الجدل بين السوريين لم تتوقف حتى اللحظة.
وأشار حجو إلى أنّ كل مجتمع له خصوصية معينة، وأن الفيروس غير معروفة طبيعته بعد، والإجراءات الاحتياطية المتخذة بالدفن كافية.
وينفي حجو وجود تشريح لأيّة جثة لمتوفى بـ "كورونا"، معتبراً أن "التشريح له خصوصية، ويتطلب موافقة أهل المتوفي والقضاء. ويجب احترام خصوصية المجتمع"، لكنه أقرّ بأنّ "التشريح يُفيد، ويفترض أن نشرّح، ونتمنى ذلك".
رئيس هيئة الطب الشرعي قال إن الدعوة إلى حرق المتوفين بـ "كورونا" باعتبارها الطريقة الأكثر أماناً للتخلص من الفيروس، بالمرفوضة. ووصف حجّو الأمر بالوحشي، قائلاً: "إنّ الحرق وحشي وغير متوافق مع العادات والتقاليد السورية"، ويضيف "طالما نأخذ الاحتياطات اللازمة فلا داعي له، مشيراً إلى أن أوروبا لا تطبق الحرق". وفي حال طُبق الحرق فهذا يقود الناس إلى رفض الإعلان عن الإصابات، وفقاً لحجّو، الذي يعتبر أن الحرق غير مقبول ومرفوض شكلاً ومضموناً، وحتى علمياً.
ويختم حجو حديثه لوكالة "آسيا" بالقول : "كطبيب متابع، الوضع مازال تحت السيطرة، وليس كما يتم التهويل إعلامياً، ويجب ألا نخاف وألا نستهتر، ونلتزم بعوامل الحيطة والحذر".
من جهته، يشير فراس إبراهيم، مدير مكتب دفن الموتى بدمشق، في تصريح لوكالة "آسيا" إلى أن "المتوفين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، أو المتوفين بأعراض مطابقة، يتم دفنهم في مقبرة نجها بريف دمشق حصراً، وذلك لمنع انتشار الفيروس في الأماكن السكنية"، مشيراً إلى أن معدل الوفيات الوسطي اليومي حالياً في دمشق هو 40 وفاة تقريباً"، فيما تشير تصريحات سابقة للمدير نفسه إلى أن معدل الوفيات في دمشق لا يتجاوز 25 وفاة ما قبل جائحة كورونا، وهو ما يدفع العديد من المراقبين للاعتقاد بأن الزيادة البالغة 15 وفاة إنما هي بسبب "كورونا"، وهو أمر تتكتم عليه السلطات.
وحيال التعامل مع المتوفين ب "كورونا" قبل الدفن، قال إبراهيم لوكالة "آسيا" "بأن من يقوم بتغسيل المتوفى يلتزم بلباس وقائي كامل، إضافةً لوضع قطعة قماش معقّمة بالكلور فوق الجثة، ومن ثم توضع ضمن كيس طبي، وبعدها يتم وضعها بالكفن بما يتوافق مع معايير وزارة الصحة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7