الأزمة تضرب حياة السهر.. وفنانون لبنانيون لـ"آسيا": "نحن في مأزق"

ريان فهيم - بيروت

2020.07.23 - 12:10
Facebook Share
طباعة

 
اعتاد اللبنانيون في مثل هذه الأيام من فصل الصيف، على حضور مهرجانات صاخبة يحييها فنانون محليون وعالميون، إذ تعتبر هذه الأنواع من الحفلات الغنائية بمثابة جرعة أمل تعيد الحياة إلى روح اللبناني وكيانه، بعد تكرار النوائب التي أفقدته حياة الترف والسهر إلى حدٍ ما، لكن المواطنين بشكل عام والفنانين بشكل خاص خسروا حتى نكهة الاستمتاع بالفنّ والرقص والغناء، مع وجود الأزمة الاقتصادية، وجائحة كورونا اللتين أثّرتا بشكلٍ كامل على مهنة النجوم، ولم نعد نتلقى أصداء أعمالهم إلا ما نَدر.
في حديثه مع "وكالة أنباء آسيا" عبّر الفنان سعد رمضان عن أسفه وحزنه بسبب ركود الأوضاع في البلد والعالم، الأمر الذي أثر على عمله بشكل مباشر باعتبار أن مهنته ترتكز على الجمهور الذي يعطي الحياة للمسرح وللفنان في ذات الوقت، إذ بإمكان الآخر التماس السعادة بعيون حضوره، ويضيف "أذكر أن آخر حفلة أقمتها كانت في ١٤ شباط في كوبنهاجن-دنمارك لإحياء عيد العشاق وواحدة أخرى في برلين".
وأكد رمضان أنه "شخص يحسب لليوم الأسود، على رأي المثل (خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود)، أخاف أن يأتي يوم وأفقد صوتي وأصبح غير قادرعلى الغناء لذلك، أحتفظ ببعض المال لكي يسندني في حياتي"، ويضيف "كأي مواطن عادي أعاني من معضلة سحب أموالي من المصارف وأنا أتعامل بالليرة اللبنانية".
أما عن أعماله القادمة أشار رمضان إلى أن "هناك ثلاثة أغانٍ جاهزة، ولكني متردد في إصدارها بسبب الأوضاع الراهنة، في المقابل الجماهير بحاجة إلى الترفيه عن أنفسهم بعد معاناة وضغوطات نفسية"، لافتاً إلى أن "احتمالية السفر ضئيلة حالياً، بانتظار مستجدات فيروس كورونا وعلى أمل أن تمرّ هذه الغيمة وكان الله في عون الفقير".
بدوره، أكد الفنان ناجي الأُسطا "لوكالة أنباء آسيا"، أن "الأزمة الاقتصادية أثّرت بشكلٍ سلبيّ عليّ كمواطن قبل تأثيرها عليّ كفنان، ففي ظل الضائقة التي نمرّ بها، نعاني الأمرّين، فأموالنا محجوزة في المصارف، ونحصل عليها بالتقسيط الممل وباللبناني على سعر صرف المصارف، وهو أمر متعب وسيء ولم نتوقع أن نصل إلى هذه الأيام، أوصلونا إلى القعر".
وعن العملة التي يتعامل بها، يوضح الأُسطا "أتعامل بالليرة عموماً داخل لبنان، ومن الطبيعي سيختلف الأمر في حال فتحت المطارات وعدنا إلى السفر مجدداً لإقامة الحفلات في الخارج".
أما عن مشاريعه التي تأجلت بسبب الأوضاع، يشير إلى تأخُر إصدار أغنيته الجديدة (أقرب شخص) "لكن في النهاية مضطرٌ لمتابعة الإصدارات والإنتاجات أسوة بزملائي في المهنة، وبرغم المخاوف التي أحاطتني، إلا أن أغنية (أقرب شخص) حققت نجاحاً باهراً فاق توقعاتي، لا زلت أتلقى أصداءً إيجابية من المعجبين حتى يومنا هذ".
وعن رأيه السياسي بما يجري في لبنان، اعتبر الأُسطا أن "الحل ليس موجوداً في لبنان، لأنّ الأقطاب الخارجية الكبرى هي التي يجب أن تجد الحل، وتتفق فيما بينها على لبنان ووضعه، وأتمنى أن تنتهي هذه الأزمة على خير، لأنّ الشعب اللبناني أُرهق".
وحول الهجرة قال "بالنسبة للهجرة، لا أنكر أنّ الفكرة خطرت لي مراراً، لكنّي حالياً باقٍ أنا وعائلتي، متأملين خيراً".
من جهته تحدث المنتج الفني إيلي ديب لـ"وكالة أنباء آسيا" عن الضرر الذي لحق بالقطاع الفني، والحفلات التي أصبحت "شبه منقرضة"، وأضاف "لا شك أن موسم الحفلات تأثر بقوة ولكن هذا لا يمنعنا من إقامة البعض منها لكي نفرض وجودنا في الساحة"، وأشار إلى أن "وضع الأزمة الاقتصادية لا يسمح للجميع بارتياد أماكن السهر لذلك نحن نراعي أوضاعهم".
وعن أسعار التذكار، أوضح ديب أن " سعر التذكرة الواحدة كفئةClass B يتراوح بين ال ١٠٠ إلى ٢٠٠ ألف ليرة لبنانية، ولقد ألغينا فئة ال Class A نظراً لسعرها المكلف .
من جهة أخرى، يثني الصحافي الفنيّ علي حلّال على مجهود بعض الفنانين تجاه حفلاتهم "الأونلاين" ويقول "لوكالة أنباء آسيا" إن "الفنان بحاجة لإثبات وجوده في هذه الأزمة وإلا سيَخسر مهنيته وتفاعل جمهوره، لأنهم بحاجة لمعرفة أخباره وتتبع أعماله القادمة، ومن الحفلات الافتراضية التي حققت نجاحاً كبيراً كانت عبر منصة "شاهد VIP"  كحفلة نجوى كرم، ووائل كفوري، وإليسا، ويارا ".
ويشير حلّال إلى أنه " لا مجال للمقارنة بين تفاعل الجماهير شخصياً على المسارح بالواقع الافتراضي "الأونلاين"، إذ يصعب على الصحافي رصد حركات الحضور وتفاعلهم مع الفنان، وهذا ما نفتقده حالياً في المنصات الإلكترونية "، لافتاً إلى أنه " رغم سوداوية الأمور التي نشهدها في لبنان، إنما لا ننكر أن هذه الحفلات ترفّه عن الناس ولو بشكلٍ بسيط، خصوصاً أنها البديل المؤقت لحين إعادة الأمور إلى طبيعته".
وتطرق حلّال إلى المصلحة المشتركة بين الفنانين والوسائل الإلكترونية التي لها دور كبير بنجاح الفنان، قائلا "يلجأ بعض النجوم إلى إرسال دعوة لأصدقائهم وإلى الوسائل الإعلامية لحضور حفلتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، كالفنانة مايا دياب التي تسعى لكسب أكبر عدد ممكن من المشاهدين لمشاركتها في حفلتها ولتعزيز تفاعل معجبيها من جديد، خصوصاً على منصة "يوتيوب"، أحيي هذا الجهد من مايا دياب في ظل تقاعس بعض الفنانين الذين يملكون عدد هائل من المعجبين ولا يحركون ساكناً".
تجدر الإشارة إلى أن آخر مهرجان شهده لبنان، كان منذ قرابة الأسبوعين في مدينة "النور" بعلبك التي نظمته لجنة مهرجانات بعلبك الدولية في معبد باخوس بعنوان "صوت الصمود"، مع الأوركسترا الفيلهارموني الوطنية اللبنانية بقيادة فازليان من دون جمهور وتم نقله مباشرة على الهواء، ولكن انقسم اللبنانيون إلى قسمين: قسم رفض هذه المهرجانات بسبب المعاناة المحيطة بهم وفقدانهم لشغف الغناء والفرح، والقسم الآخر، أثنى على هذا العمل كونه أدخل البهجة إلى قلوب كثيرين، وأعاد إليهم ذكريات عاشوها في وطنٍ لا يعرفون فيه موعد الرجوع إلى الليالي الملاح.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9