الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.. هل تكون القطرة التي ستفيض كأس الصبر الإيراني؟

ترجمة : عبير علي حطيط

2020.07.21 - 10:17
Facebook Share
طباعة

 
رج~ح تقرير إسرائيلي نُشر اليوم في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الغارة الإسرائيلية بالقرب من العاصمة السورية دمشق، مساء أمس، استهدفت منظومات دفاع جوي وصلت من إيران، فيما حذر محلل عسكري من رد إيراني محتمل على الغارات المتواصلة، وأيضاً على سلسلة تفجيرات وحرائق وقعت في إيران نفسها،، في الأسابيع الأخيرة.
ووفقًا للتقرير الذي يعكس تحليلًا عسكريًا للوضع الراهن، وإلى كافة المؤشرات وبيانات الحكومة السورية، فإن الهجوم المنسوب لإسرائيل الليلة الماضية، استهدف المطار الدولي قرب دمشق، وبالإمكان التقدير أن غايته كانت منظومات دفاع جوي وصلت إلى سورية بطائرات شحن من إيران، وربما عتاد لتحسين دقة الصواريخ.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، صباح اليوم، بأنه قُتل 5 عناصر وأصيب 4 آخرون من المجموعات العسكرية الموالية لإيران، لم يعرف بعد فيما إذا كانوا من الجنسية الإيرانية أو من تنظيم حزب الله اللبناني، إلا أنهم بكل تأكيد من جنسيات غير سورية، كما أُصيب 7 عناصر من قوات الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري، بينهم اثنين بحالة خطرة، وأن الغارة استهدفت مواقع ومستودعات ذخيرة وأسلحة جنوب وجنوب غرب العاصمة دمشق، فيما تسبب الاستهداف أيضًا بتدمير مستودع للصواريخ.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه إسرائيل عن مسؤوليتها عن التفجيرات والحرائق التي وقعت في إيران في الأسابيع الماضية، وأبرزها التفجير في منشأة نطنز النووية. إلا أن وسائل إعلام غربية تنسب عددًا من هذه الأحداث "لحملة تخريب متعمد، تقف وراءها إسرائيل وربما الولايات المتحدة أيضًا". وقد حذرت أن استمرار هذه الهجمات سيدفع بشكل غير مباشر طهران إلى المبادرة إلى رد يوضح أنها عازمة على الدفاع عن مصالحها.
وأشار التقرير المنشور إلى تصريحات قائد المنطقة الوسطى للجيش الأميركي، الجنرال كينيث ماكنزي، لصحيفة "واشنطن بوست"، في نهاية الأسبوع الماضي، بأن إيران قد ترد بعمل ضد إسرائيل، مضيفًا أن أزمة جديدة قد تندلع في أعقاب "الهجمات الأخيرة ضد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية في نطنز ومواقع مشروع الصواريخ. وإيران تتهم إسرائيل، وتجربتي تقول إنهم سيردون".
وقال ماكنزي خلال إحاطة لصحافيين من الشرق الأوسط عبر الهاتف، إن اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد، مطلع العام الحالي، "أحدث توازن ردع جديدًا تجاه إيران، لكن إيران تسعى إلى تقويض ذلك. وما زالت إيران تتطلع إلى هيمنة إقليمية وإخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وهم يحاولون القيام بذلك من دون تجاوز الخط الأحمر الذي رسمناه". وبحسب ما يقول، فإنه بعد الاغتيال، تواجه إيران صعوبة في اتخاذ قرارات وبلورة سياسة تحسبا من عدم قراءة صحيحة لرد الفعل الأمريكي المتوقع. كما حذّر حزب الله من مهاجمة إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
وأضاف العقيد قائلًا بأن جهاز الأمن الإسرائيلي "ما زال يرصد حرجًا في إيران من جراء غياب سليماني"، الذي كان "القوة المحركة من وراء أنشطة بلاده الاستخبارية في كافة أنحاء المنطقة. وخلفه، الجنرال إسماعيل قاآني، يعتبر خبيرًا قياديًا وتنظيميًا، ولكن ليس قادرًا على قيادة الإستراتيجية الإقليمية الإيرانية أو أن يكتسب لنفسه مكانة كبيرة للغاية في سلسلة القيادة والسيطرة في الدولة، أكثر من رتبته الأصلية".
وتابع بالقول إن سلسلة الأحداث الأخيرة تضع النظام في ضائقة، لأنها تنضم إلى اغتيال سليماني، وحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية في أجواء طهران عن طريق الخطأ، وضحايا وباء كورونا المستفحلة في هذه الدولة، وإلى مصائب اقتصادية. حيث سجل الريال الإيراني انخفاضا بنسبة 50% من قيمته، ونصف هذا الانخفاض في الأسبوعين الأخيرين.
وأشار التقرير إلى أن مديرة مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد راند الأميركي، داليا داسا – كايي، قالت لشبكة "سي.إن.إن." أول من أمس، إن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون أن إيران معزولة وفي موقع ضعف، وأن العقوبات التي تفرضها إدارة ترامب على إيران، إلى جانب تفشي كورونا واغتيال سليماني، تشجع إسرائيل أيضا على المبادرة لممارسة ضغوط على طهران.
وأضافت داسا – كايي أن عدم لجم الإدارة الأميركية للعمليات الإسرائيلية يدفع القيادة الإسرائيلية إلى الاعتقاد أن لديها ضوءًا أخضر لمواصلة هذه العمليات. ولم تستبعد داسا – كايي احتمال تصاعد الاحتكاك العسكري وحتى محاولة إسقاط النظام، لكنها حذرت أيضًا من أن إسرائيل تقدم على رهان خطير باعتبارها أن إيران لن ترد، لأنه يصعب منع التصعيد فيما الوضع الإقليمي حساس جدًا أصلًا.
وخلصت داسا – كايي في تحليلها إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يواجه أزمة داخلية وتتوقع كافة الاستطلاعات أن يخسر انتخابات الرئاسة، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يواجه أزمة شديدة، ناجمة من انتشار كورونا والأزمة الاقتصادية الحادة، إلى جانب محاكمته في قضايا فساد خطيرة. ولذلك فإن "ترامب ونتنياهو موجودان في مكانة ضعيفة لم يعتادا عليها. وهذه فترة غير مألوفة، وقد تتطور سيناريوهات تصعيد غير متوقعة".
 
 
المصدر : https://www.haaretz.com/middle-east-news/syria/.premium-israeli-strikes-target-iranian-backed-militias-near-damascus-report-says-1.9008241
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7