تصريحات أبو الغيظ تعيد الهاجس الأمني في لبنان إلى الواجهة

يوسف الصايغ - بيروت

2020.07.17 - 08:28
Facebook Share
طباعة

 على وقع الأزمة الاقتصادية المعيشية التي يشهدها لبنان، أطل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ بتصريح أشار فيه الى أن "الوضع في لبنان خطير للغاية، ويتجاوز كونه مجرد أزمة اقتصادية أو تضخما"، مشيرا إلى أنها "أزمة شاملة لها تبعات اجتماعية وسياسية خطيرة، ويمكن للأسف أن تنزلق لما هو أكثر خطرا"، معربا عن خشيته من أن "يتهدد السلم الأهلي في البلاد بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة".
لا شك أن مضمون كلام الأمين العام لجامعة الدول العربية في هذا التوقيت يطرح الكثير من التساؤلات عن الحيثيات التي يمتلكها، ما دفعه الى إعلان هذا الموقف الذي أرخى بتبعاته على الساحة المحلية، كما أنه يعيد الهاجس الأمني في لبنان إلى الواجهة مجدداً.
تعقيباً على كلام أبو الغيظ، يشير رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط العميد المتقاعد هشام جابر في حديث خاص لوكالة أنباء آسيا إلى أن "تصريح أبو الغيظ عن لبنان، يذكرنا بتصريحاته خلال عدوان تموز 2006 على لبنان عندما كان وزيرا للخارجية المصرية".
بداية يجزم جابر أن "كلام أبو الغيظ عن نشوب حرب أهلية في لبنان أمر غير وارد، لافتا إلى أن أبو الغيظ يصرح بناء على معلومات من مصادر استخباراتية ، لكننا ومن موقع التحليل لكلامه، لا نرى أن الكلام عن حرب أهلية دقيق، في وقت لبنان قادم على أزمة خانقة اقتصادياً يمكن أن تؤدي إلى حوادث أمنية جنائية، ويسأل جابر عن الأطراف التي ستخوض الحرب الأهلية، ومن هو المجهز عسكرياً لدخول هذه الحرب"؟
ويضيف جابر "إذا كان المقصود بكلام أبو الغيظ حزب الله، فالجميع يعرف أن الحزب قوة عسكرية كبيرة، لكنه لا يدخل في هكذا نوع من الحروب، فمن هم المسلحين الذين سيدخلون في حرب أهلية ضد حزب الله وحركة أمل، وإذ ينفي جابر أن تكون القوات اللبنانية هي الطرف الجاهز لدخول هذه المواجهة، يشير إلى كلام سابق عن تجهيز مجموعات من المعارضين السوريين في لبنان، وهؤلاء يشكلون خطراً حيث أنه يوجد حوالي مليون ومائتي ألف لاجىء سوري في لبنان، ضمنهم حوالي مائتي ألف خضعوا للخدمة العسكرية، ويعرفون كيفية استخدام السلاح، ولكن هذه خطة طويلة الأمد لا تحصل في المدى المنظور".
ويجدد جابر التأكيد على أن المرحلة المقبلة قد تشهد أحداثا جنائية على خلفية الأزمة الاقتصادية الخانقة بسبب الحصار والتضييق على لبنان، مستذكرا قولا لأبي ذر الغفاري "عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولم ينزل إلى الشارع شاهرا سيفه بيده".
أما على صعيد الحديث عن عودة خطر التنظيمات الإرهابية وبروزها على الساحة مجدداً، يشير العميد جابر إلى أن تنظيمات داعش والنصرة موجودان في لبنان كخلايا نائمة، وقد تتحرك إذا تيسر لها أن تستيقظ بحال وجدت أن الظروف الأمنية مؤاتية للتحرك على خلفية تزعزع الوضع الأمني.
وفي ظل ما يحكى عن خطر أمني في شمال لبنان، يلفت رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط إلى أن "طرابلس وللأسف تحولت الى بؤرة للتطرف وهي بمثابة قنبلة موقوته، في ظل وجود آلاف الشبان العاطلين عن العمل، حيث تحاول بعض الجهات والدول الإقليمية التي تستخدم البترودولار استقطابهم ومدهم بالسلاح لتنفيذ أجندات سياسية، مشيراً إلى إمكانية حدوث مواجهات بين أبناء الطائفة السنية على خلفية اختلاف انتماءاتهم".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2