8 عوامل تفسر ضياع الليغا من برشلونة

2020.07.17 - 05:59
Facebook Share
طباعة

 فرّط برشلونة بفرصة الاحتفاظ بلقب الليغا للموسم الثالث على التوالي، متنازلا لمنافسه التقليدي ريال مدريد الذي توّج رسميا بعد الفوز على ضيفه فياريال (2-1) في الجولة الـ37 قبل الأخيرة من عمر المسابقة.
ويمكن إعادة أسباب النهاية المأساوية للموسم وضياع لقب الليغا، إلى عدة أسباب أدت بالفريق الكتالوني إلى إهدار عدد من النقاط، وإهداء اللقب إلى ريال مدريد.
نرصد في التقرير 8 عوامل رئيسية ساهمت في ضياع الليغا من البارسا:
إصابات مختلفة:
إصابات عديدة نالت من لاعبي برشلونة هذا الموسم، وجاءت الأولى بمثابة ضربة قوية لأنصار الفريق بعدما طالت نجم الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي مع بداية الموسم، الذي غاب عن صفوف الفريق في أول أربع جولات من المسابقة، ليخسر الفريق أمام أتلتيك بيلباو في افتتاح الليغا قبل أن يتعادل مع أوساسونا.
كما أجرى المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز عملية جراحية في غضروف الركبة اليمنى في شهر يناير/كانون الثاني، حرمته من المشاركة في معظم المراحل الأخيرة من الموسم، ولكن توقف فعاليات الموسم في مارس / آذار الماضي بسبب فيروس كورونا منح اللاعب فرصة للتعافي واستئناف اللعب في يونيو/ حزيران.
كما فقد برشلونة ضلعا آخر في المثلث الهجومي وهو الفرنسي عثمان ديمبلي وتعرض ديمبيلي لإصابات عديدة منذ انضمامه لصفوف الفريق الكتالوني مما قلص استفادة برشلونة من خدمات أحد المواهب المبشرة في عالم كرة القدم خلال الموسم الحالي، حيث لم يشارك في الليغا إلا في خمس مباريات فقط.
كما مثّلت الإصابة الأخيرة ممثلة في لاعب خط الوسط الهولندي فرانكي دي يونج نقطة تحول في نتائج الفريق والمستوى الفني.
خسارة الكلاسيكو:
للمرة الأولى منذ موسم (2012-13) في الدوري الإسباني، يفشل برشلونة في تحقيق فوز على ريال مدريد في مباراتي الدور الأول والثاني من المسابقة، حيث تعادل الفريقان في كلاسيكو الدور الأول سلبيا على ملعب كامب نو في الأسبوع العاشر، قبل أن يخسر البارسا في "سانتياجو برنابيو" (2-0) بالأسبوع الـ26.
إهدار برشلونة خمس نقاط أمام ريال مدريد منافسه المباشر في الليغا كان أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في ضياع اللقب، لكن برشلونة لم ينجح في تسجيل أي هدف أمام الفريق الملكي ليخسر الرهان في الكلاسيكو ويخسر معه صدارة الترتيب بعدما اقتنصها الريال، لكنه استعادها مجددا في الجولة التالية.
تخبط فني:
أطاح برشلونة بالمدير الفني السابق إرنستو فالفيردي في يناير/ كانون الثاني الماضي، إثر تفجر الأوضاع داخل جدران البلاوجرانا، بعد خسارة الفريق على يد أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني في جدة بنتيجة (3-2)، رغم أن البرسا كان متفوقا في النتيجة (2-1) حتى الدقائق العشر الأخيرة من عمر اللقاء.
وجاء الإقصاء من كأس السوبر بعد خمسة أيام من التعادل أمام الجار الكتالوني إسبانيول بنتيجة (2-2) في الأسبوع الـ19 من الدوري الإسباني وتحديدا في منتصف الموسم، ليتم الاستعانة بكيكي سيتين، المدير الفني السابق لريال بيتيس، ويبدأ المهمة مع البارسا مدرب جديد صاحب خبرة واسعة لكن بلا ألقاب.
ذلك التغيير على مقعد الإدارة الفنية لبرشلونة صاحبه عدم استقرار وتخبط كبير على الصعيد الفني، بدأت بتراجع مستوى الفريق مع فالفيردي وعدم نجاح كيكي سيتين في تطبيق فلسفته مع الفريق، رغم الحصول على فرصة التكيف على الأجواء خلال فترة التوقف الطويلة التي دامت أكثر من ثلاثة أشهر بسبب جائحة كورونا.
أزمات خارج الملعب:
التخبط الفني صاحبه أزمات عديدة خارج الملعب هزت أرجاء "كامب نو" حتى في فترة التوقف، والتي جاء أبرزها اتهام ميسي بالتسبب في رحيل إرنستو فالفيردي، بعدما صرح المدير الرياضي إيريك أبيدال بأن بعض نجوم الفريق لم يكونوا سعداء تحت قيادته، قبل أن يرد ميسي مطالبا أبيدال بتحديد أسماء اللاعبين.
اتهامات أخرى طالت مجلس إدارة برشلونة برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو بالتعاقد سرًا مع شركة "آي 3 فنتشرز" بهدف تنظيف صورتها وتشويه معارضيها وبينهم نجوم الفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن برشلونة فسخ عقده مع الشركة قبل أن تبرئ التحقيقات النادي من إدعاءات التورط في حملة التشويه.
وكان ستة من أعضاء مجلس إدارة برشلونة أعلنوا استقالتهم بشكل مفاجئ، مما وضع جوسيب ماريا بارتوميو في ورطة، قبل أن تؤكد التقارير أن رئيس النادي هو من طالب أربعة منهم بتقديم استقالتهم، لكي يتمكن من إجراء تغييرات إدارية بالهيكل الإدارة، قبل أن يُصدم باستقالة عدد أكبر غير متوقع.
في السابق تفوق ميسي في الملعب وكان نجاح الفريق يغطي على المشاكل خلف الكواليس، لكن هذه المرة تصدر ميسي نفسه العناوين بعدما كشفت تقارير صحفية أن أسطورة برشلونة أوقف المفاوضات الجارية بشأن تجديد تعاقده، وهو ما يعني أنه يفكر في الرحيل عن ناديه في صيف 2021 لخلافه مع الإدارة.
عصر كورونا:
كان برشلونة متصدرا للترتيب قبل توقف الدوري الإسباني بسبب جائحة كورونا، لكن الأوضاع اختلفت تماما بعد ذلك حيث خاض برشلونة منذ استئناف فعاليات المسابقة الشهر الماضي عشر مباريات، محققًا الفوز في ست مباريات مقابل التعادل في ثلاث مواجهات والخسارة في مباراة، ليحصد الفريق 21 نقطة من أصل 30 ممكنة.
بدأ برشلونة مسلسل إهدار النقاط أمام إشبيلية التي جعلت كل شيء معقدا على الفريق الكتالوني بعد التعادل (0-0)، مما تسبب في التفريط في صدارة الترتيب إلى ريال مدريد، ثم فاز برشلونة بصعوبة على أتلتيك بيلباو قبل أن يتعادل في مباراتين على التوالي أمام سيلتا فيجو وأتلتيكو مدريد بنفس النتيجة (2-2).
تعادل برشلونة ثلاث مرات في أربع مباريات كان هو نفس عدد تعادلاته خلال 26 مباراة سبقت المباريات الأربع في الليغا، وهو ما أبعد الفريق خطوة جديدة نحو اللقب مما سمح لريال مدريد بتوسيع الفارق إلى أربع ثم سبع نقاط، حيث حقق الفريق الملكي العلامة الكاملة في عصر كورونا بفوزه في العشر مباريات.
تعثرات خارج كامب نو:
تعثر برشلونة في عشر مباريات خارج ملعبه هذا الموسم في الدوري الإسباني من أصل 18 مواجهة، بواقع خمس هزائم ضد كل من أتلتيك بيلباو، غرناطة، ليفانتي، فالنسيا وريال مدريد، فيما تعادل في خمس مناسبات على ملعب كل من أوساسونا، ريال سوسيداد، إسبانيول، إشبيلية وسيلتا فيجو.
أهدر برشلونة 25 نقطة خارج ملعبه للمرة الأولى منذ موسم (2007-08) حين أنهى الموسم في المركز الثالث بالترتيب، كما أن البارسا بات أكثر فريق يهدر نقاطًا في الخمس دقائق الأخيرة من مباريات الليغا هذا الموسم.
تلك التعثرات خارج "كامب نو" والتي كان آخرها أمام سيلتا فيجو دفعت المهاجم لويس سواريز للخروج أمام وسائل الإعلام ليطالب بسؤال المدربين عن أسباب فقدان النقاط، قبل أن تكشف ماركا عن نشوب مشاجرة كلامية متوترة بين المدرب كيكي سيتين واللاعبين في غرفة تغيير الملابس بملعب "بالايدوس".
مشكلة دفاعية:
عانى برشلونة من أزمة كبيرة على الصعيد الدفاعي هذا الموسم، خاصةً مع بطء ارتداد لاعبي خط الوسط في الهجمات المرتدة، مما تسبب في استقبال الفريق العديد من الأهداف، والتي كانت ستكون قابلة للزيادة لعدد أكبر لولا تألق الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن، الذي حافظ على نظافة شباكه في 14 مباراة.
واستقبلت شباك برشلونة 38 هدفا في أول 37 جولة من الدوري الإسباني، بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة، ليصبح الفريق الكتالوني سادس أضعف خط دفاع في المسابقة، حيث يتفوق عليه ثنائي العاصمة، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، بجانب أتلتيك بيلباو الذي يحتل المركز الثامن، بالإضافة إلى خيتافي وإشبيلية.
وباتت هذه المرة هي الأولى منذ موسم (2007-08) التي ينهي فيها ريال مدريد الموسم باستقبال عدد أهداف أقل من برشلونة، حيث اهتزت شباك الفريق الملكي بـ23 هدفا فقط كأقوى خط دفاع في الليغا هذا الموسم، مقابل استقبال برشلونة 37 هدفا، وذلك قبل الجولة الأخيرة من عمر المسابقة.
فقدان سلاح الريال:
تمثلت قوة برشلونة في أغلب فترات الموسم الحالي في لاعبَين فقط، وهما ليونيل ميسي ومارك أندريه تير شتيجن، حيث بقى الأول كنجم أوحد ونجح لأول مرة في مسيرته في تسجيل 23 هدفا وصناعة 20 آخرين في موسم واحد للدوري الإسباني مسامهما في أكثر من نصف أهداف الفريق، أم الثاني فأنقذ فريقه في العديد من المناسبات.
غابت الحلول عن دكة برشلونة وتراجع المستوى البدني للاعبين الأساسيين خاصةً خط الوسط، كما فقد الفريق مهاجمه لويس سواريز عن فترات عديدة من عمر الموسم بسبب الإصابة، ولم يظهر الفرنسي أنطوان جريزمان، الصفقة الأغلى الصيف الماضي، بالمستوى المأمول، مما لخص الحلول الهجومية في أقدام ميسي فقط في كثير من الأحيان.
كل ذلك قابله أسلوب مداورة ناجح على الجانب الآخر من ريال مدريد بقيادة الفرنسي زين الدين زيدان، مما ساهم في تحقيق رقم قياسي لفريق في موسم واحد من البطولة في القرن الـ21، بعدما سجل 21 لاعبا للملكي في الليغا 2019-20، فقط الحارسان أريولا وكورتوا وميليتاو وإبراهيما دياز وأودريوزولا (المعار لبايرن ميونيخ) لم يسجلوا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1