"القاتل الرقمي": تزايد العنف ضد النساء عبر الإنترنت في عصر "كورونا"

سامي شحرور - وكالة انباء اسيا

2020.07.14 - 08:39
Facebook Share
طباعة

 يتّجه العالم حالياً إلى التحول الرقمي على نحوٍ متزايد في عصر "كوفيد-19″، ما يعني أننا أصبحنا نقضي مزيداً من الوقت على شبكة الإنترنت.

ويبرز الوجه الآخر لهذا التحوّل الرقمي في حقيقة أنَّنا نصبح أكثر عرضة للإساءة والعنف عبر الإنترنت. حيث تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي، لاسيما فيسبوك وتويتر، المنصات الرئيسية التي يستخدمها الشباب والنساء في الشرق الأوسط.

وكشفت تقارير عن زيادة في جرائم الإساءة التي تستهدف النساء عبر الإنترنت بنسبة 50% في مارس/آذار 2020، على منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، فيسبوك وتويتر وإنستغرام وواتساب ويوتيوب، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن مفوض السلامة الإلكترونية في أستراليا.

ويضيف التقرير "إنه في العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تعترض النساء منذ فترة طويلة على تركيز الرقابة على المحتوى الذي ينشرنه على الإنترنت، وهو ما لا يتعرض له أغلب نظرائهن من الذكور بالدرجة نفسها. وفي بعض الأحيان، كان نشر المحتوى مدمراً للمرأة.

في سبتمبر/أيلول عام 2019، اجتاحت الصدمة العالم العربي بعد نشر اللحظات الأخيرة من حياة إسراء غريب البالغة من العمر 19 عاماً، بعد تعرضها للضرب حتى الموت على يد أفراد عائلتها في الضفة الغربية المحتلة، على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت تهمة إسراء أنها "لا تصون شرف عائلتها" بعد أن نشرت صورة لها على الإنترنت مع خطيبها.

وفي مصر، ألقي القبض على بعض الفتيات من مشاهير مواقع التواصل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب واتهمن بالتشجيع على الفجور والاشتغال بالجنس لمجرد نشرهن المحتوى. ففي الشهر الماضي، اعتُقلت نجمة وسائل التواصل البالغة من العمر 17 عاماً، منة عبدالعزيز، في مصر وأدينت بعد نشرها مقطع فيديو يبدو فيه على وجهها آثار الضرب وتزعم فيه أنها تعرضت للضرب والاغتصاب على يد أحد زملائها من مشاهير وسائل التواصل.

ووفقاً لتقرير صادر عن المركز العربي لتطوير وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2018، قال ثلث الفتيات اللاتي شملتهن الدراسة إنهن تعرضن للعنف والتحرش على الإنترنت، وكان من أشكال ذلك اختراق حساباتهن ونشر تفاصيلهن الشخصية واستقبالهن صوراً غير لائقة.

هذه البيئة المعادية في الفضاء الرقمي تعني أنه حتى حين تستخدمه المرأة لمشاركة تجاربها في إساءة المعاملة ورفع مستوى الوعي عن الصعوبات التي تواجهها، فغالباً ما تُلام لنشرها "مسائل خاصة".

وفي ظل حظر فيروس كورونا، ازدادت إساءة المعاملة المنزلية بشكل كبير على مستوى العالم، ولم يعد من الممكن الوصول إلى الأماكن الآمنة للنساء خارج المنزل، ما زاد من خطر تعرضهن للإساءة.

في تركيا على سبيل المثال، ارتفع العنف ضد النساء بنسبة 28% في الأسابيع الأولى من الإغلاق، وارتفع عدد من قُتلن إلى 81 وفقاً لبيانات الشرطة الصادرة في مايو/أيار.

تقول روثنا بيغم، الباحثة في قسم حقوق المرأة في منظمة هيومن رايتس ووتش، لموقع Middle East Eye البريطاني "إن حكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تبدي رغبة سياسية لحل المشكلة، فهي تريد من ناحية أن تتركز الأنظار عليها وهي تحارب الجائحة ولكن ما يُطلق عليه الآن" الجائحة الصامتة"- إيذاء النساء في منازلهن- لا يمر دون أن يلتفت إليه أحد".

من المشكلات الأخرى أيضاً عدد النساء اللائي لا يعلمن بالقوانين القائمة وحقوقهن، وبالتالي لا يبلغن عن الإساءات التي يتعرضن لها، ما يجعل من الصعب التحقق من الأعداد الحقيقية للإساءات التي تتعرض لها النساء على الإنترنت، وهي مشكلة تنطبق أيضاً على أعداد أولئك اللائي يعانين من الإيذاء الجسدي.

في الجزائر، على سبيل المثال، لا تعلم مجموعات حقوق الإنسان وجمعيات توفير الحماية بالإحصاءات المتعلقة بحالات قتل الإناث، وذلك لأن الأجهزة الأمنية لم تكشف عن أعداد جرائم قتل النساء منذ عام 2013.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3