أزمة الدواء في لبنان.. "الأخطر قادم"

ريان فهيم

2020.07.13 - 10:35
Facebook Share
طباعة

 


يتكرر مسلسل نقص الأدوية في لبنان بين مرحلة وأخرى، ويعود اليوم بأسوء سيناريو، ضارباً بعرض الحائط صحة اللبنانيين لاسيما مرضى القلب والضغط والسكري ومن هم بأمس الحاجة للدواء ليستمروا على قيد الحياة.
وتأتي هذه الأزمة في وقت يلقي فيه الكثير من اللبنانيين اللوم على الفساد في القطاع الصحي، وكأنه لم يعد ينقصهم إلا انقطاع الدواء ليزيد طين همومهم المعيشية بلّة.
يروي رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ "وكالة أنباء آسيا" سيناريو انقطاع بعض الأدوية من السوق ويؤكد أن "القطاع الصحي يواجه خطراً فتاكاً وخصوصًا مع الأزمة الاقتصادية"، ويضيف "نحن كلجنة نقوم بواجباتنا كافة لحماية هذا القطاع، فمن غير المقبول أن نشهد انقطاعاً لبعض الأدوية كان آخرها دواء ال“lasix” لمرضى القلب".
وعن وجود بدائل، أشار عراجي إلى أن "بعض الأدوية لها بدائل كالضغط والسكري والقصور الكلوي ولكن نواجه أحياناً انقطاعاً للبدائل أيضاً، وفي حين نحاول تأمين بعض الأدوية ينقطع دواء آخر".
ويعبر عراجي عن أسفه من هيكلية استيراد الأدوية من معظم الدول ويقول "نحن نستورد من الشرق والغرب وهذا غير منطقي إذ تبلغ تكلفة هذه العملية مليار ونصف دولار وهي من أعلى الفواتير الدوائية مقارنةً بالمناطق المجاورة، وهذا عبء كبير علينا خصوصًا أن عدد سكان لبنان ٤ ملايين نسمة".
من يحمي المواطن اللبناني من احتكار التجار؟
لا ينفي عراجي احتمالية سحب عدد من الأدوية من قبل بعض التجار ووضعها في المستودعات وأضاف "لذلك أقرت لجنة الصحة النيابية قانون الهيئة الناظمة لقطاع الدواء (على أن يتم تحويله الى الهيئة العامة) والذي يهدف إلى تنظيم طريقة التصدير والاستيراد وتشجيع الصناعة الوطنية".
ويوجد في لبنان ١١ مصنعاً للأدوية، تبلغ نسبة الإنتاج فيها نحو ١٥٠ مليون دولار، ويستهلك المواطن اللبناني بين ١٠ الى ٢٠ ٪؜ من الصناعة الوطنية والنسبة المتبقية يتم تصديرها الى الخارج، بحسب الدكتور عراجي.
ولا يمكننا الحديث عن الاستيراد من دون أن نتطرق إلى دور مصرف لبنان، الذي يساهم بشكل كبير في تسهيل هذه العملية، ويكشف عراجي أن هناك ضغوطا كبيرة تُمارس على المصرف من قبل لجنة الصحة، لكي يتم الإسراع في فتح اعتمادات للتجار ، وبالتالي تأمين الدواء للمواطنين الذين لم يعد لديهم قدرة على تحمل أزمة جديدة في ظل الظروف الصعبة وتراكم الأزمات .
"يسارع اللبنانيون لشراء حاجياتهم أكثر مما يلزم، لاسيما عند سماعهم بموجة فقدان إحدى سلعهم الأساسية الصحية"، يقول صاحب صيدلية رحال، أحمد رحال لـ "وكالة أنباء آسيا"، ويؤكد أن "الصيدليات بشكل عام تعاني من شح الدواء ، كأدوية القلب والضغط "وبعض الشركات لا تتجاوب معنا".
ويلفت رحال إلى تهافت بعض المواطنين منذ فترة على الصيدليات لشراء كميات كبيرة من الأدوية بغض النظر عن نوعها، وذلك بهدف تخزينها في منازلهم خوفاً من انقطاعها من السوق.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعاني فيها اللبنانيون من أزمة نقص الأدوية، قبل أشهر عانى السوق اللبناني من فقدان أدوية السرطان، وفي ذلك الوقت كان أوضحت وزارة الصحة أن "انقطاع الدواء طبيعي وسببه العطل والإجازات والتأخير في التسليم".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4