تحركات القيادة الأمريكية الوسطى في لبنان وأبعاد زيارتها الأخيرة

زهراء أحمد

2020.07.11 - 01:32
Facebook Share
طباعة

 
وسط أجواء متوترة، واحتجاجات شعبية رافضة للتدخل الأمريكي، أتت زيارة الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة الأمريكية الوسطى إلى لبنان، اجتمع خلالها بالرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، حيث أكد مجدداً على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، وشدد على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني.
وبحسب بيان السفارة، فقد رافق الجنرال ماكنزي مسؤولو وضباط المنطقة المركزية الوسطى، بالإضافة إلى السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا والملحق العسكري الأميركي.
والتقى فيها كبار القادة السياسيين والعسكريين اللبنانيين، بمن فيهم ممثلين عن وزارة الدفاع والجيش اللبناني، بالإضافة إلى لقاءات في السفارة الأميركية، وبالرغم من أن الزيارة كانت معلنة إلا أنها أخذت طابع السرية حيث لم يعلن الجانبان الأمريكي واللبناني عن فحواها ولم يحصل أي مؤتمر صحفي بعد الزيارة وبقيت اللقاءات محط تحليل واجتهاد المراقبين .
الجنرال ماكينزي أبدى استعداده لتقديم مساعدات للجيش اللبناني الذي يعاني من مشاكل تموينيه وتقديم الدعم له ، حيث استأنفت الولايات المتحدة منذ عام 1993، برنامج التدريب والتعليم العسكري الدولي في لبنان للمساعدة في دعم الجيش اللبناني، وفي تعزيز أهمية المراقبة المدنية للجيش، المؤسسة الوطنية الوحيدة غير الطائفية في البلاد.
وفي العام 1991 كانت الولايات المتحدة قد أجازت للجيش اللبناني شراء المواد الدفاعية الزائدة وسمحت له بتعزيز قدرات النقل والاتصالات، كما أن المساعدات الأمنية لكل من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي كانت أكثر من إجمالي مساعدات ما بعد العام 2006 ,وقد زادت بشكل ملحوظ بعد حرب تموز من أجل دعم الحكومة اللبنانية وتنفيذ متطلبات قرار مجلس الأمن 1701، وتأكيد سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية.
هذه الزيارة كان قد سبقها لقاءات في بغداد مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فأعلن ماكنزي أن أمريكا بحاجة لمساعدة العراق لمواجهة المليشيات العسكرية، والسياسية، وضرورة تضافر الجهود للحد من التمدد الإيراني وتحجيمه حسب قوله.
هذا المخطط أعقبه زيارة أخرى، وتحرك باتجاه قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" التي تحكم سيطرتها على منابع نفط مهمة وأراض زراعية واسعة، وهذا استكمال صريح لأهداف زيارته للبنان وإطباق الخناق عليها ومنع خيارات حكومة دياب في التوجه شرقا، وجعل الأرضية صالحة لتطبيق قانون قيصر، مستغلة بذلك أزمة كورونا وإغلاق الحدود لتجويع الشعب اللبناني وقطع أذرع إيران في المنطقة لضمان أمن إسرائيل التي تعاني منذ فترة من أزمات داخلية حادة تجعلها غير مستعدة لخوض أي معركة مع حزب الله وسوريا.
الزيارة الرابعة في أقل من سنتين التي يقصد بها مكنزي بيروت تحمل عدة دلالات خصوصا بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، وبعد أزمة تصريحات السفيرة الأمريكية الأخيرة، والجدل الواسع حول دعم واشنطن لبيروت، وبعد المخاوف من قانون قيصر، والحصول على تطمينات من الجانب الأمريكي على كيانات وبنوك لبنانيه، خصوصا وأن الولايات المتحدة تقوم بإعداد لائحة حتى من الأصدقاء في حال عدم تعاونها في تطبيق قانون قيصر.
من جهة أخرى أبدى الأمين العام لحزب الله مرونة في التعامل مع واشنطن حيث صرح بكلمة متلفزة عدم اعتراضه على مسعى أي جهة تتخذه لتأمين احتياجات لبنان من المنتجات الضرورية والكهرباء من أي دولة أوروبية أو حتى من الولايات المتحدة باستثناء إسرائيل.
تسريبات إعلامية أكدت لـ "وكالة أنباء آسيا" أن "من أبرز القضايا التي تناولها الجانبان، ترسيم الحدود مع إسرائيل ووقف عمليات التهريب على الحدود السورية اللبنانية والدعم الذي يقدمه حزب الله "للنظام السوري".
رسائل كثيرة حملها ماكينزي لبعبدا، فلبنان يشكل مركزا "مهما واستراتيجيا" للسياسة الأمريكية في المنطقة، ويحظى باهتمام كبير فهو يشكل أحد مراكز التعاون الأمني، وتحرص الإدارة في واشنطن على التعاون مع المؤسسة العسكرية والأمنية في لبنان، ودعمها بغض النظر عن موقفها من الحكومة اللبنانية الحالية والقوى السياسية، وتسعي إلى توأمة مع الجيش اللبناني مع وجود قوات دولية على خطوط تماس مع الاحتلال الإسرائيلي للحصول على مساحة أوسع للتحرك في الأراضي اللبنانية، وإيجاد توازن من خلال دعم المؤسسة العسكرية لأن إضعافها سيحد من تأثيرهم المباشر ودورهم في المنطقة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7