"تجنيد الأطفال".. قسد تبحث "قوة عقائدية" و"النصرة" تعوض النقص العددي

وسام دالاتي - وكالة أنباء آسيا

2020.07.11 - 12:44
Facebook Share
طباعة

 
تشير المعلومات إلى أن مسألة تجنيد الأطفال ضمن الميليشيات المسلحة والتنظيمات التكفيرية ماتزال مستمرة على الرغم من اعتبار مسألة تجنيد من هم دون سن الثامنة عشرة من العمر تصنف ضمن "جرائم الحرب"، وفقاً للقانون الدولي، إلا أن كل من "قوات سورية الديمقراطية"، و "جبهة النصرة"، مستمرتين بعملية التجنيد كل في مناطق انتشارها، نتيجة لأسباب متعددة تتعلق بمحاولة الأطراف المسلحة في سورية الحفاظ على تدفق المقاتلين في صفوفها.
"قسد".. التجنيد بالخطف
تشير المعلومات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي إلى قيام "قوات سورية الديمقراطية"، باختطاف عدد من القاصرات بهدف تجنيدهن بشكل إجباري ضمن صفوف "وحدات حماية المرأة"، التي تعد الجناح النسوي في صفوف "الوحدات الكردية"، التابعة لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي"، والذي يعد بدوره العمود الفقري لما يسمى بـ "قوات سورية الديمقراطية"، والأخيرة ترتبط بـ "حزب العمال الكردستاني"، الموضوع على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي.
بحسب معلومات خاصة، فإن مسألة تجنيد القاصرات ضمن صفوف "قسد"، تعد ضرورية بالنسبة لـ "الكردستاني"، لضمان استمرارية الجناح النسوي الذي يعد واحد من الأوراق السياسية التي تطرح على أن "الكردستاني"، يقاتل من أجل "القضية الكردية"، وقد تم خلال الأشهر الماضية تجنيد ما يزيد عن 150 فتاة دون سن الثامنة عشر وبدون موافقة ذويها بعد اختطافهن أو إغرائهن بالمال مقابل التجنيد، ويتم نقل المجندات إلى ثلاث مراكز أساسية لتدريب المجندات في صفوف "قسد" تقع في كل من "عين العرب"، بريف حلب الشرقي، و "المالكية"، بريف الحسكة الشمالي الشرقي، وبالقرب من "جبل عبد العزيز"، بريف الحسكة الجنوبي الغربي.
وتقول مصادر أهلية إن المجندات ضمن صفوف "قسد"، غالبا ما يتعرضن لـ "الاعتداء الجنسي"، من قبل القادة المباشرين المسؤولين عنهن، الأمر الذي يمنع فرارهن خشية من تعرضهن لـ "القتل بداعي الشرف"، وقد شهدت مناطق متفرقة من محافظة الحسكة عدد من جرائم القتل بحق "مجندات"، من قبل ذويهن خلال العام الماضي بالفعل، كما تشير المصادر إلى أن "قسد" تتعمد توريط القاصرين المجندين في صفوفها من الجنسين بتعاطي الحبوب المخدرة بما يضمن استمراريتهم ضمن صفوف "قسد".
ولم توقف "قسد"، عملية تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات التابعة لها على الرغم من توقيعها لاتفاقية مع "الأمم المتحدة"، بخصوص حماية الأطفال في تموز من العام 2019 ، إذ وقع آنذاك القائد العام لـ "قسد"، المدعو "مظلوم عبدي"، الاتفاقية على الرغم من كونه عضو في "حزب العمال الكردستاني"، ويعد إرهابيا وفقال لتصنيفات الأمم المتحدة نفسها، وعلى الرغم من الإنكار المتكرر لـ "تجنيد الاطفال"، إلا أن "قسد"، كانت قد أصدرت في أيلول من العام 2018 تعميماً موقعا من قبل "عبدي"، نفسه يطالب فيه قادة الميليشيات التابعة له بـ "تسريح"، من هم دون سن الثامنة عشر على الفور، الأمر الذي اعتبر حينها اعترافا رسمياً من قبل "قسد"، بتجنيد الأطفال.
تشير معلومات خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا" أن العام الحالي شهد تجنيد ما يزيد عن 600 طفل دون سن الثامنة عشرة في صفوف "الوحدات الكردية"، مؤكدة في الوقت نفسه أن غالبية هؤلاء تتراوح أعمارهم بين 14 - 15 عاماً، الأمر الذي نتج عن نقص الإقبال من قبل الشبان على الانخراط في صفوف "قسد"، على الرغم من فرضها للتجنيد الإجباري وتنفيذ حملات الاعتقال المستمرة للشبان لإجبارهم على أداء ما تسميه بـ "واجب الدفاع الذاتي"، وتعد الانشقاقات التي تحدث في صفوف "قسد"، خلال المعارك خاصة مع الأتراك أحد الأسباب الأساسية في محاولة تجنيد الأطفال.
ويعتبر زرع إيديولوجيا "حزب العمال الكردستاني"، القائمة على أفكار زعيمه المعتقل لدى الحكومة التركية "عبد الله أوجلان"، والمعروف بلقب "القائد آبو"، بين عناصر الكردستاني، السبيل الوحيد لتشكيل "قوة عسكرية عقائدية"، وفقا لتعبير مصدر صحفي مقرب من "قسد".
وتتراوح رواتب المجندين من القاصرين في صفوف "قسد"، ما بين 90-120 ألف ليرة سورية، وقد تم رفع هذه الرواتب مؤخراً إلى 200 ألف ليرة بعد استفادة "قسد"، من فارق سعر الصرف الذي تتحكم به في المناطق الشرقية، وحفاظها على تدفق العملة الأمريكية إلى خزائنها من خلال استمرارية عملية تهريب النفط إلى إقليم شمال العراق "كردستان"، وإلى الأراضي التركية عبر المعابر البرية التي تربط مناطق سيطرتها في الرقة والحسكة وحلب مع المناطق التي تنتشر فيها القوات التركية.
"النصرة".. تعوض بالأطفال
تشير المعطيات الواردة من محافظة إدلب ومناطق شمال غرب سورية إلى قيام "جبهة النصرة"، بتجنيد ما يزيد عن ألف طفل دون سن الثامنة عشرة منذ بداية العام الحالي، في محاولة منها لسد النقص العدد في عناصرها الناتج عن عدة عوامل منها إغلاق الحدود أمام تدفق "الجهاديين"، من قبل الحكومة التركية بناء على تعهدات أنقرة من خلال مسار آستانا، وتوجه الشبان إلى الانخراط ضمن صفوف الميليشيات الموالية لتركيا نظراً للفارق الكبير في الرواتب الذي يميل لصالح "الميليشيات التركية".
تعمل النصرة على التجنيد القسري لأبناء عناصرها وسكان المناطق التي تسيطر عليها في إدلب تحت تهديد الأهالي بـ "العقوبات"، في حال مطالبتهم بتسريح أطفالهم من قبل "النصرة"، في حين أن الأخيرة تخضع المجندين الجدد في صفوفها من الأطفال لـ "دورات شرعية"، و "تدريبات قتالية"، عالية المستوى في مقابل منحهم رواتب تتراوح قيمتها بين 100- 150 ألف ليرة سورية، بما يعادل 70 دولار أمريكياً للعنصر الواحد، الأمر الذي يعد أقل تكلفة من تجنيد المقاتلين البالغين الذين يتقاضون رواتباً تصل إلى 200 دولار أمريكي.
ولا يوجد إحصائية دقيقة حول عدد الأطفال الذين لقوا مصرعهم خلال العمليات القتالية لصالح النصرة، إلا أن المعلومات غير الرسمية تشير إلى انخراط أكثر من 3000 طفل تتراوح أعمارهم بين 15-18 عاماً في صفوف النصرة منذ بداية العام الماضي وحتى الآن.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4