لبنان "يفقد طاقته".. واللبنانيون يتظاهرون الكترونياً

جاد كريم

2020.07.10 - 03:01
Facebook Share
طباعة

 
شغلت أزمة الطاقة، اللبنانيين، على مدار الأسبوعين الماضيين مع ازدياد ساعات التقنين ووصولها في بعض المناطق إلى 22 ساعة في اليوم، ما ذكر الكثيرين بزمن الحرب الأهلية وما رافقها من ظروف قاسية. وتجاوز الناس مشكلة الدولة في تأمين الفيول لتشغيل محطات توليد الطاقة، إلى مشكلة صعوبة تأمين الكاز من أجل قنديل الكاز، وصعوبة تأمين الشمع ربما لتحضير طعام العشاء.
ومع إقبال اللبنانيين على شراء بدائل الطاقة بهدف توفير الإنارة ليلا، اتجه بعض التجار إلى رفع سعر الشموع عدة أضعافا واحتكار البعض لكميات منها، مستغلين أنها مصدر الإنارة الوحيد المتاح لآلاف العائلات غير القادرة على تأمين بدل اشتراك بمولدّ خاص، أو التي أوقفت اشتراكها بهكذا نوع من المولدات بعد أن تضاعفت الفاتورة في الفترة الأخيرة، مع تدهور الوضع الاقتصادي العام وفقدان الليرة اللبنانية تسعين في المائة من قيمتها الشرائية.
وأدى زيادة الطلب على وسائل الإضاءة البديلة إلى ارتفاع أسعار الكثير من التجهيزات والأدوات الكهربائية مدعومة بارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة اللبنانية، فمصباح الشحن الذي كان ثمنه ١٥٠٠٠ ليرة لبنانية تقريبا أو عشر دولارات، أصبح اليوم يلامس الـ ١٠٠ ألف ليرة وهو متجه للارتفاع بحسب المؤشرات الحالية.
كل ذلك دفع العديد من اللبنانيين إلى إطلاق حملات ومطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجا على الانقطاع المتكرر في إمداد الكهرباء الذي شهدته البلاد خلال الأيام الماضية، ولاسيما في الـ24 ساعة الماضية تحت هاشتاغات وعناوين مختلفة مثل "وزراء بلا طاقة" و"لن ندفع الثمن".
منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت إن لبنان يغرق في الظلام بسبب الانقطاع الواسع في الكهرباء، والذي يصل إلى 22 ساعة يوميا، والناتج، وفقا للمنظمة، عن نقص الوقود، إثر إعادة السلطات لباخرة وقود مغشوش، كانت حمولتها موجهة لمولدات الكهرباء.
ناشطون لبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي اتهموا وزراء بـ"الفشل" في أداء واجباتهم، بينما صب مغردون آخرون على تويتر غضبهم على وزارة الطاقة، المسؤولة في نظرهم، على الانقطاعات المتكررة في الكهرباء.
ووصفت مغردة وزارة الطاقة بأنها "وزارة الطاقة المعدومة والهدر المتراكم".، وقال مغرد إن "من العار" تولي وظيفة عمومية من دون الإيفاء بمسؤولياتها.
في المقابل، برر وزير الطاقة في الحكومة اللبنانية ريمون غجر، انقطاع التيار الكهربائي بالقول إن الوضع في البلد استثنائي، وغرد على صفحته الرسمية قائلا إن "الوضع صعب جداً مالياً واقتصادياً وليس فقط بموضوع الكهرباء".
وكتب غجر في هذا الصدد "من الصعب أن نعد الناس بشيء قبل تأمين الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلد".
ويشغل ريمون غجر منصب وزير الطاقة والمياه منذ يناير 2020 تاريخ الإعلان عن التشكيل الحكومي الجديد في لبنان بقيادة حسان دياب.
ويشهد لبنان منذ أشهر أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، وسط أزمة سيولة حادة وارتفاع في أسعار المواد الأساسية وخسارة الليرة أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار في السوق الموازية.
وأدت أزمة باخرة سوناطراك التي قيل إنها تحمل فيول مغشوش إلى زيادة ساعات التقنين مع تأخير تفريغ حمولتها، وكشف وزير الطاقة ريمون غجر في برنامج على إحدى المحطات التلفزيونية أن هناك عينات غير مطابقة في باخرة سوناطراك وأنه تدخّل لدى الرئيس لمنع حجز الباخرة.
واعنبر ان الوضع صعب جداً مالياً واقتصادياً وليس فقط بموضوع الكهرباء و"من الصعب ان نعد الناس بشيء قبل تأمين الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلد".
لكن في نفس الوقت أعلن غجر أنّ وضع الكهرباء سيتحسّن في لبنان خلال 48 ساعة وسينخفض التقنين لأنّ باخرة الفيول وصلت وتفرغ حمولتها، وأشار غجر في سياق متصل: "لا نفكّر باستيراد الفيول من إيران ولا تفاوض معها في هذا الموضوع بل مع العراق".
وفي الواقع لا يملك اللبناني اليوم ترف اختيار الحاجة الأهم للمطالبة بها في أساسيات معيشته، من الكهرباء والماء، المدارس والمستشفيات، الليرة وفقدانها قيمتها بسرعة مرعبة، إلى تفاصيل يعيشها في يومياته آخرها غلاء ربطة الخبز والخوف من انقطاع الفيول والذي انعكس حكما على أزمة الكهرباء.
مراقبون وخبراء اقتصاديون حذّروا من أن لبنان يقترب من ثورة جياع، فتزامن أزمات كورونا والاقتصاد دفع بشريحة واسعة من الشعب إلى ما تحت خط الفقر، مشيرين إلى أن أول ما شهدناه ونشهده على نطاق ضيق من تظاهرات محدودة في الشارع اللبناني، ربما يتحول إلى تظاهرات شعبية عارمة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9