المسرح السوري الشاب.. بانتظار "غودو"

خاص - بيتي فرح

2020.07.10 - 10:15
Facebook Share
طباعة

 
"أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً"، من هذه المقولة العالمية الشهيرة ندرك أهمية رسالة المسرح و تأثيره على الجمهور تربوياً وثقافياً و إنسانياً، ومن هذه المقولة تظهر أهمية دور الشباب السوري الموهوب في محاولة إنعاش المسرح بعد سبات الحرب، دور يبدو أنه مؤجل حتى إشعار آخر بأمر من عقلية القائمين على الحياة المسرحية السورية .
العديد من الأسماء الشابة والموهوبة وضعت أثرا في مسيرة المسرح ومازالت، ومنهم الممثلة والمخرجة مجدولين حبيب التي امتلكت الحس الإبداعي، والرغبة في تقديم شيء مختلف، في محاولاتها تقديم عروض شتى على مسارح سوريا، إضافة إلى مشروعها الإخراجي الذي ينتظر الضوء .
كانت مجدولين السباقة على مستوى الوطن العربي في طرح عمل مسرحي للرواية العالمية " ذهب مع الريح " بصبغة سورية، وتقول مجدولين في حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا" إن هناك صعوبة في تقديم مثل هذه الأفكار ولاسيما في تجاوز السبونسر( الراعي) فوجهة نظرهم الخاطئة أن المسرح الكوميدي يجذب الجمهور أكثر من المسرح الثقافي الباهت، حيث قمت بجمع التبرعات و تأمين الملابس واستقطاب فنانين قدموا أسماءهم مجانا لدعم العرض، وتأمين خشبة مسرح للبدء، فمن الصعوبة دفع مليون و 600 ألف ليرة سورية أجرة يوم واحد على مسرح الأوبرا ، لذلك فقدت الأمل، وحاليا بكل أسف أراسل دول عربية لتبني العرض و وإخراجه إلى النور.
من جهته يتحدث الفنان الشاب نورس أبوعلي، عن تجربته الفنية عامة والمسرحية خاصة قائلا "قدمت عروض مسرحية لسنوات وعملت كمساعد مخرج لحين التحاقي بالخدمة الإلزامية التي استمرت 10 سنوات وخلالها لم أتوقف عن العمل المسرحي بل وأسست بعد إصابتي فرقتي المسرحية "جباليا" بمجهودي شخصي، لأتابع مابدأته بعد انتهاء الخدمة، فأواجه الكثير من العوائق التي تحد من نشاطنا بشكل مباشر .
وتمنى أبو علي من مديرية المسارح دمج المواهب الناشئة مع الأسماء الكبيرة للتوازن و تقديم الفرص، وطالب بالتجديد بهيكلية العمل في الإدارة و وجود مدير إدارة إنتاج فيها، و فتح مجال أوسع لـ "السبونسر" في مديرية المسارح لدعمها ماديا.
و طالب بتعديل سعر التذكرة لدعم صندوق المسرح فما زال سعر التذكرة 200 ليرة سورية فقط ، التي لا تختلف كثيرا عن أجور الممثلين المتدنية .، ويجب إعطاء الفرص للمواهب الشابة من خلال الاختبار المبني على العدل و الاحترافية ، ووزارة الثقافة معنية بشكل مباشر ونأمل الخير منها.
أما الفنان خلدون قاروط الذي يعتبر من أعمدة المسرح السوري، حيث يزدحم أرشيفه بأعمال هامة على مستوى المسرح والسينما، يكشف لـ "وكالة أنباء آسيا" بلغة وجدانية أوجاع المسرح قائلا :"بعد جهد سنوات، ألهتنا الحرب عما نحب واعتكفنا على أمل النجاة مما سببته لنا من أذى عام ، وعلى المسرح والفنون بشكل خاص".
فمسرحية ابن عربي لكاتبها و بطلها قاروط ، كانت آخر الأحلام المحققة والناجحة للفنان، هذا العرض الذي قُدم فقط على خشبة مسرح القباني في دمشق منذ سنتين، لم يسافر محليا وعالميا كبعض الأعمال التي كانت دون مستوى حسب وصفه، فكم من أعمال لم تعطى حقها ؟ وكم من أبواب فتحت للمواهب المزيفة ؟.
يتساءل قاروط أين هم هامات المسرح ؟ هل يا ترى تغيرت الآليات الجديدة للمشاركة بمهرجانات الخارج او هل هو الحظ أو المحسوبيات؟، بصمت و بلغة الخبرة في العمل والحياة يؤمن أنه يوما ما ستنتهي الحرب نهائيا و ستفتح الستارة ليعود المسرح لمساره الطبيعي.
وفي ظل الواقع الذي يعيشه جنود المسرح، تبدو هجرة الإبداع السوري إلى الخارج، أو الدخول في حالة يأس لا نعلم متى تنتهي، هي الخيارات المتبقية أمام المبدعين من فناني المسرح السوري، فهل من أمل حقا لتغيير هذه الخيارات في المستقبل القريب، سؤال قد لا يعلم جوابه سوى المسؤولين عن الشأن الثقافي والفني في سوريا .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5