مصائب قومٍ عند "الشركات" فوائد: من هي الشركات التي استفادت من "كورونا"؟

لبنى دالاتي _ وكالة أنباء آسيا

2020.07.09 - 06:49
Facebook Share
طباعة

 فرضت التدابير المتخذة في جميع أنحاء العالم لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة ما لا يقل عن تسعة آلاف شخص حول العالم وتسبب في أزمة ضربت أكبر وأقوى الاقتصادات في المعمورة مخلفا خسائر قدرت بمليارات الدولارات منذ ظهوره في ديسمبر-كانون الثاني الماضي.

على ضوء انتشار كورونا في الصين وعبوره الحدود إلى أغلب الدول، وفي ظل حالة الهلع والخوف التي انتابت العالم وفي ظل إغلاق الكثير من الشركات والمحال التجارية حول العالم أبوابها وتسريح ملايين الموظفين، فإن شركات أخرى بدت مستفيدة من الأزمة بشكل كبير حيث جنت أرباحاً هائلة، بل وأعلنت عن حاجتها لمزيد من الموظفين.

لا شك بأن معظم الشركات في جميع أنحاء العالم قد تأثرت بالتغيرات التي فرضها تفشي فيروس كورونا، فقد لاحظنا بأن العديد من البلدان في المنطقة أعلنت الإغلاق التام، ما دفع الشركات العاملة في هذه البلدان لتبني أساليب عمل جديدة وغير مسبوقة، ففي الوقت الذي تعاني فيه دول وشركات من مصاعب اقتصادية كبيرة استفادت شركات أخرى من الأزمة لتوسيع أسواقها.

معظم الأشخاص، منذ بدء الأزمة، لجؤوا إلى استخدام شبكة الإنترنت ليس فقط لغايات مهنية، بل لغايات شخصية أيضاً. فلم تعد الشبكة فقط وسيلة لإنجاز مهام الأعمال اليومية والتواصل مع فريق العمل، بل تحولت لشراء السلع الغذائية والبضائع الاستهلاكية عن بُعد، وذلك لتجنب الاختلاط مع الآخرين والحد من نشر الفيروس.

بالرغم من إغلاق المطارات وتوقف حركة السياحة والسفر, إلا أن شركات الطيران ووجهات سياحية أخرى استفادت أيضا مع إلغاء الرحلات من وإلى الصين، خصوصا الوجهات لأوروبا والولايات المتحدة، كما أن شركات الاتصالات جنت أرباحا مع تعظيم التعاملات الإلكترونية سواء بالشراء أو إنجاز بعض الأعمال إلكترونيا تجنباً للاتصال المباشر مع الأفراد.

والغريب في الأمر، أن هناك قطاعات أخرى رابحة كشركات الترفيه، مثل شبكة "نتفليكس" وغيرها التي تقدم الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت نتيجة البقاء وقت أطول في المنازل.

عملاق التسوق الالكتروني الأمريكي" أمازون" يعد واحداً من أبرز الأمثلة على انتعاش التسوق عبر الإنترنت في ظل أزمة وباء كورونا الراهنة, فقد أعلنت الشركة عن توظيف 75 ألف شخص إضافي في وظائف تتراوح من موظفي المخازن إلى سائقي التسليم. وذلك بعد أقل من شهر على إعلانها عن 100 ألف وظيفة شاغرة.

أما ثروة الملياردير الأمريكي جيف بيزوس مالك الشركة فقد نمت بمقدار 24 مليار دولار أي بزيادة 20% وسط جائحة كورونا.

ومن أبرزالرابحين ايضا شركات الأمصال واللقاحات في الولايات المتحدة التي أضافت ملايين الدولارات إلى قيمها السوقية مستفيدة من تنامي المخاوف بشأن تفشي فيروس «كورونا» الجديد، وفي ظل التوقعات السائدة بارتفاع مبيعاتها، حسبما تُظهره مؤشرات ناسداك في بورصة نيويورك مستفيدة من الهلع لدى الرأي العام فارتفعت مبيعات الأقنعة والملابس الواقية والسوائل لتطهير الأيدي ومنتجات التنظيف بسبب الخوف من الفيروس.

وأعلنت شركة تاوباو المملوكة لمجموعة علي بابا، عملاق التجارة الإلكترونية في الصين وفي العالم، عن بيع أكثر من 80 مليون قناع طبي في أول يومين بعد اكتشاف الفيروس
كما سجلت مبيعات أجهزة قياس الحرارة رواجا كبيرا, فقد سارعت السلطات لشرائها للتحقق من عدم إصابة المسافرين في المطارات بالحمى والأماكن العامة الأخرى سعيا لاحتواء الفيروس.

على المقلب الآخر، سجلت أسهم شركة "كلوروكس" في نيويورك و شركات منتجات تطهير أخرى ك "ليسول " و "ديتول " في بريطانيا ارتفاعا قياسيا في مبيعاتها
فالجميع بحاجة إلى منتجات إضافية للتطهير وهذه المنتجات تقضي على كافة الفيروسات والجراثيم.

وفي لندن على سبيل المثال تبين أن مخزون سائل تطهير اليدين نفد بعد جولة على عدة صيدليات فالطلب على سائل تطهير اليدين زاد بأكثر من ألف في المئة في فبراير مقارنة مع الأشهر الأخرى مع قيام زبائن بتخزينه بعد تفشي الفيروس.

هذه الانتاجات الوقائية والتوصيات قد أتت بناء على طلب من منظمة الصحة العالمية التي تأسست في عام 1948, مقرها في جنيف، سويسرا، وهي وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن الصحة العامة العالمية تضم 194 دولة، وتهدف إلى "تعزيز الصحة"، والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء المعرضين للإصابة بالأمراض و بناء مستقبل أفضل للناس في أنحاء العالم كافة.

ويعمل موظفو المنظمة من خلال المكاتب الموجودة في أكثر من 150 بلداً جنباً إلى جنب مع الحكومات والشركاء الآخرين لضمان تمتع جميع الناس بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه و يأتي تمويل المنظمة بواسطة مزيج من اشتراكات الأعضاء على أساس الثروة والسكان والمساهمات الطوعية.

وكان الرئيس الأميركي, دونالد ترامب , قد علّق مساهمة بلاده في منظمة الصحة العالمية وقرر وقف دفع مساهمة بلادة المالية فيها بشكل دائم , متهما الصين بمحاولة التغطية على نشأة فيروس كورونا في ووهان، والضغط على منظمة الصحة العالمية لتضليل العالم بشأن انتشاره.

ويرى ترامب أنّ المنظمة الدولية أخفقت في محاسبة الصين على تفشي كورونا. ويأتي قطعه للعلاقة معها تتويجاً لسلسلة انتقادات لاذعة وجهها للمنظمة، واجه قرار ترامب انتقادات دولية حادة، إذ حثّ الاتحاد الأوروبي ترامب على إعادة النظر بهذا القرار.

لا شك أنّ منظمة الصحة العالمية مرت بأكثر المراحل حرجا في تاريخها، في ظل اهتزاز الثقة بأدائها جراء طريقة إدارتها لأزمة وباء فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح العالم، كما شملت الانتقادات رئيس المنظمة الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
هل ستشهد المنظمة تغييرات جزرية في الأشهر المقبلة؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1