في درعا.. "ازدهار" عصابات الخطف .. والضحايا أطفال وجامعيون

ألبير حسواني_وكالة أنباء آسيا

2020.07.07 - 08:35
Facebook Share
طباعة

 تتصاعد على نحوٍ مقلق عمليات الخطف في محافظة درعا جنوب سورية، وذلك رغم إعادة المحافظة إلى سيطرة الحكومة قبل نحو عامين .
و بحسب شهادات موثقة لعاملين في هذا الملف اطلعت عليها وكالة "آسيا"، فإنه تم توثيق اثنتين وخمسين حالة في محافظة درعا، موزعة بين خطف واختفاء قسري، منذ مطلع العام الجاري.
و تستهدف معظم عمليات الخطف الأطفال من طلاب المدارس، وكذلك طلاب الجامعات بمن فيهم فتيات من مختلف الانتماءات .

وشكّلت عمليات خطف الأطفال، منذ مطلع العام الجاري، مصدر فزع، لدى معظم الأهالي، نظراً لبقاء العصابات المنفذة لعمليات الخطف مجهولة، وبالتالي عدم معرفة الأهالي أي شيئ عن أبنائهم منذ شهور، في حين تشعر معظم الفتيات، اللواتي يدرسن في مناطق بعيدة عن أماكن سكنهن، بالخوف من الذهاب للدراسة.

ومنذ العاشر من شهر آذار/مارس الماضي، وحتى اليوم، لم يستطع ذوو الطفلة "سلام حسن الخلف" العثور على ابنتهم، بعد خطفها، أثناء عودتها من المدرسة، في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي، رغم كل محاولات ذويها للكشف عن مصيرها.

يقول أحد أقارب الفتاة ل"آسيا": إن "سلام، وهي في العاشرة من عمرها، اختُطفت من قبل مجهولين، كانوا يستقلون سيارة نوع "فان"، سوداء اللون. وعرض أهلها مبلغ خمسة ملايين ليرة سورية فديةً، لكن لا أنباء تشير إلى مكان وجود الفتاة".

ويخشى أهل سلام أن تكون ابتهم قد فقدت حياتها كما حدث في العديد من الحالات المماثلة، مبدين دهشتهم واستنكارهم ممن تسوّل له نفسه قتل روح بريئة لفتاة بعمر الورد.

وبحسب شهادات لأهالٍ تحدثوا إلى "آسيا" فإن سلام ليست الطفلة الوحيدة، التي تم اختطافها في المحافظة، إذ شهد ريف درعا عدداً كبيراً من حوادث الاختطاف، التي استهدفت الأطفال. ومنهم من أُفرج عنه بفدى مالية، فيما وجد بعضهم مقتولاً، دون معرفة هوية الجناة".

ونشرت "الشبكة السورية لحقوق الانسان" عدة تقارير، أكدت فيها خطف عناصر مسلحة لـمحمود جابر الحويلة، وهو طالب في كلية الحقوق في جامعة دمشق – فرع درعا، من أبناء قرية غصم، من قبل عناصر مُسلحة مجهولة في مدينة درعا، في الحادي عشر من حزيران/يونيو 2020، واقتياده إلى جهةٍ مجهولة.

كما أكدت الشبكة اختفاء الطالبة كريستين الهزرق، ذات الأصول المسيحية، من مدينة ازرع، بعد خروجها من المعهد التقاني الصناعي، قرب دوار "خربة غزالة"، واستقلالها لسيارة أجرة، لينقطع بعد ذلك الاتصال معها حتى اللحظة.

ويبدو أن الخطف لطلب فدية بات رائجاً في المحافظة، إذ تحدث مصدر مطلع لـ"آسيا" عن حالات تواصل فيها الخاطفون مع أهالي الضحايا، لإطلاق سراح المختطفين مقابل فدى مالية، حيث اضطرت عائلة في المدينة لدفع مبلغ سبعين مليون ليرة سورية للخاطفين، من أجل الافراج عن ثلاث فتيات، اختطفن أثناء عودتهن من تلقي الدروس الخاصة".

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن "الخاطفين اعترضوا طريق الفتيات، أثناء عودتهن للمنزل مستقلين حافلة، ليتم نقلهن إلى منطقة "القزاز" في العاصمة دمشق، لافتاً أن "الجهات الحكومية لم تستطع تحديد مكان الخاطفين من خلال أرقام الهواتف، التي اتصل بها الخاطفون بذوي الفتيات".

في ريف درعا الغربي، شهدت مدينتا طفس ونوى ست محاولات خطف باءت بالفشل، منها محاولة عصابة، مكونة من أربعة أفراد، اختطاف طفل في مدينة طفس، لكن مخططها فشل بسبب فرار الطفل، كما استطاع طفل آخر،عمره خمس سنوات، الفرار، قرب الجامع القديم بمدينة نوى، من مجهولين يستقلون سيارة من نوع سكودا، حاول راكبوها إقناعه بالذهاب معهم لإيصاله لوالده، حسب رواية الأهالي.

فوضى السيارات التي لا تحمل أرقاماً في محافظة درعا، ساعدت عصابات الخطف على التحرك بحرية دون معرفة هوية أفرادها، كما أشار الأهالي في مدينة درعا. كذلك يعمد الخاطفون إلى تغطية نوافذ سياراتهم باللون الأسود، ما ساهم بعدم التعرّف عليهم.

ازدياد حالات الخطف في المحافظة دفع الأهالي لاتهام الحكومة السورية بالتقصير و"التطنيش" كما قالوا، حتى وصل الأمر بوجهاء المنطقة للدعوة إلى منع الأطفال من اللعب أمام منازلهم، وعدم إرسالهم إلى الأسواق بمفردهم.

يقول الناشط محمد الحوراني: الأمور باتت تسير بمنحى سيء، خاصة بعد أن فُجع المدنيون، في بلدة جباب، باكتشاف جثة الطفلة ليمار عبد الرحمن مشوهةً داخل منزل مهجور، بعد أيام من اختفائها.

واتهم الناشط الحكومة بالسورية بتراجع اهتمامها بقضية المخطوفين، قائلاً إن "المرة الأخيرة التي أُعلن فيها عن أعدادهم، كانت عام 2017، حينما أكد المحامي العام الأول بدمشق، أن عدد حالات الخطف المسجّلة في سوريا، خلال سنوات الحرب، تجاوزت ثمانية آلاف حالة، كان أكثرها بين عامي 2011 و2012. بينما تفيد العديد من التقارير والشهادات إلى أرقام قد تكون ضعف الرقم المعترف به رسمياً، وأن عمليات الخطف ما زالت مستمرة حتى اليوم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2