التعليم في مناطق "قسد".. معلمون بلا شهادات وطلاب بلا كتب

خاص. فاروق المضحي

2020.07.02 - 02:20
Facebook Share
طباعة


بعد خروجها عن سيطرة الدولة السورية، بدأت مناطق ريف دير الزور الشرقي تعاني من أزمات كثيرة في قطاع الخدمات، حيث حرم أبناء تلك المنطقة وعلى مدار ثماني سنوات من التعليم وإن تلقوه فهو مسيّس حسب توجهات الفصيل الذي كان يسيطر على المنطقة من "د اع ش" وصولا إلى "قسد" والثمن يدفعه أطفال تلك المنطقة حيث تجد السواد الأعظم منهم دون تعليم .
ويتحدث " علاء خ " وهو أحد أبناء مدينة هجين، عن تلك المعاناة ويقول لـ"وكالة أنباء آسيا": لقد حرم أبناؤنا من التعليم طوال سنين سيطرة "داع ش"، وبعد افتتاح المدارس من قبل الإدارة الذاتية شعرنا بالتفاؤل الذي تبدد سريعا مع اكتشاف الأخطاء التي وقعوا فيها، وعدم وجود منهاج تدريسي واضح حيث اعتمدوا على المنهاج والكتب التي تقدمها منظمة اليونيسف، وهي غير كافية لإتمام العملية التعليمية، مما جعل الطالب يكتفي طوال ثلاث سنوات بتعلم الأحرف الأبجدية وعمليات الحساب جمع وطرح .
ويتابع علاء: لقد طالبنا كثيرا بتدريس المناهج المعتمدة من قبل وزارة التربية في الدولة السورية، ولكن الموضوع جوبه بالرفض من قبل المعنين على التعليم في الإدارة الذاتية دون ذكر الأسباب .
معلمون بلا شهادات
وتقول "خولة م" من قرية الحوايج في الريف الغربي لدير الزور: إن واقع التعليم منذ سيطرة مليشيا "قسد" وافتتاحها المدارس من سيء إلى أسوء فالمحسوبيات هي التي تدخل في تعيين المعلمين الذين لا يملك معظهم الخبرة التدريسية فهم من حملة الشهادة الثانوية والبعض منهم يحمل شهادة التعليم الأساسي، ولكن لوجود أحد أقربائه ضمن كوادر "قسد" تم تعيينه كمدرس الأمر الذي ينعكس على الطالب داخل غرف المدرسة .
وتتابع: أضف الى ذلك عم وجود رقابة حقيقة للتعليم فهناك المئات من الشهادات التي تم تزويرها من قبل المعلمين للالتحاق في العملية التعليمية دون أن يكون هناك متابعة دقيقة وحقيقة لهذا الموضوع من قبل المعنين على المؤسسة التعليمية مما يجعل التعليم في وضع سيء مع وجود هؤلاء الأشخاص داخل أسوار المدارس فكيف لمعلم بلا شهادة أن يعلم طفل عانى طوال سنوات الحرب من غياب الكتاب والدفتر والقلم عنه .
طلاب بلا كتب ولا لغة كردية
الأمر لا يختلف كثيرا في الريف الشرقي فيقول (حمد ف) وهو مدرس في منطقة البصيرة : نحن نقوم بالتدريس من الكتب الصادرة من وزارة التربية السورية ولا يوجد تعليم للغة الكردية في المنطقة ينقصنا الخبرة التدريسية بسبب غياب الدورات الصحيحة على الرغم من قيام العديد من المنظمات بإخضاع المعلمين إلى دورات تدريسية لكنها ليست بالمستوى المطلوب إضافة إلى أن معظم الأسماء يتم انتقائها حسب الواسطة كون المنظمات تدفع مردود مادي جيد .
وأضاف: كما نعاني من عدم وجود كتب توزع للطلاب في بداية العام الدراسي والكتب الموجودة غير كافية ولا تغطي كافة المدارس في الريف .
دعم نفسي غائب
يؤكد المدرس حمد على أهمية الدعم النفسي للطلاب ويضيف: لقد عانى معظم أطفال المنطقة من سنين الحرب وعاصروا حقبة سيطرة "د اع ش" على المنطقة الأمر الذي يحتم على المعنين عن التعليم في المنطقة بتقديم الدعم النفسي للطلاب على اختلاف مراحلهم التعليمية وأعمارهم فهم بحاجة إلى توعية أكثر لمحو تلك الفترة من مخيلاتهم وبحاجة إلى دعم نفسي يقدم لهم خلال العام الدراسي.
التجنيد والعمالة بدل التعليم
مع غياب التعليم الحقيقي في مدارس ريف دير الزور اتجه الأهالي إلى زج أطفالهم في سوق العمل سواء في الزراعة أو الصناعة أو أي أعمال حرة أخرى للاستفادة منهم كما يقول الحاج " علي ف " ويتابع : نسبة كبيرة من أطفال المنطقة فضلت الالتحاق في صفوف قسد عبر التطوع مع قوات الأسايش كون الرواتب جيدة لتجده طفلا لا يتجاوز عمره ال١٦ عاما يحمل سلاحا ويقف على الحواجز.
رؤية غائبة ومستقبل مجهول
يرى الكثير من الأهالي أن واقع التعليم كما باقي القطاعات التي تشرف عليها الإدارة الذاتية يعيش في حالة من التخبط في ظل غياب التخطيط الواضح للمستقبل إضافة إلى عدم وجود أي تقدم في القطاع التعليمي الأمر الذي دفع بالكثير من أبناء المنطقة إلى إرسال أبنائهم إلى مناطق الدولة السورية لتلقي تعليمهم وخصوصا طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي .
ويقول "أحمد ط" وهو طالب شهادة التعليم الأساسي: لقد كنت أتلقى تعليمي في معهد خاص بمنطقة البصيرة التابعة لـ "قسد" وقمت بالتسجيل لتقديم امتحانات شهادة التاسع في مناطق الدولة السورية وذلك لعدم وجود امتحانات أو شهادات في مناطق قسد وهذا حال الكثيرين من طلاب شهادة التعليم الأساسي التاسع والثانوي البكالوريا .
ويبدو أن واقع التعليم ينطبق على كثير من القطاعات في الصحة والخدمات والتعليم في المنطقة التي تسيطر عليها "قسد" وكلها تعاني من المتسلقين والجهلة في ظل غياب رقابة حقيقة .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8