أزمة الدواجن: سوء ادارة أم غضب "الدجاج من عقوبات ترامب"

زينة عماد الدين

2020.07.02 - 01:19
Facebook Share
طباعة

 تقف امرأة أربعينية عند محل لبيع لحوم الدجاج في سوق المرجة بدمشق، تسأل عن سعر كل مادة والحيرة بادية على وجهها، تقول المرأة: لم نسمع في حياتنا عن دجاج يطير عالياً، لكننا وصلنا في بلدنا إلى زمن بات الدجاج يطير عالياً.

موقف درامي يعيشه كثير من السوريين هذه الأيام عند سؤالهم عن أسعار اللحوم والبيض، هو واقع يعكسه ارتفاع اسعار لحوم الدواجن والبيض، على خلفية تحذيرات بالجملة أطلقها مربو الدواجن منذ عدة أيام حيال إمكانية نقص مادة اللحوم والبيض في السوق المحلية، وصولاً إلى احتمال قلة إنتاجها وذلك نتيجة للخسائر الكبيرة التي تكبدها المربون خلال الفترة الماضية والنقص الحاد في مادة الأعلاف وغلاء أسعارها.

مداجن أغلقت وأخرى مستمرة رغم الخسائر
في اللاذقية، وتحديداً منطقة الخابورية الشهيرة بالمداجن أو في صيدنايا ريف دمشق يتحدث مربو الدواجن عن غلاء أسعار الأعلاف واحتكار بعض التجار لاستيرادها، لاسيما الصويا والذرة، فيما المواطنون يتسمرون بذهول أمام الأسعار المرتفعة مترددين ومحبطين، كل يوم سعر مختلف؟ لدرجة أصبحت أساسيات الغذاء رفاهية للمواطن السوري يقول مواطنون.

وبحسب أحد مالكي المداجن الخاصة في الخابورية ، وهي الوحيدة بالمناسبة التي توزع في اللاذقية وماحولها من البيض ولحم الدواجن، نتيجة إغلاق العديد من المداجن التي لم تتحمل أعباء أسعار الأعلاف والرعاية الخاصة للدجاج قال: "إنه لا يمكن تسعير البيض ولحم الدواجن، بسبب ارتفاع سعر الصويا والذرة فأنا اشتريهم من تجار (حيتان)" . وأضاف: السؤال الدائم لمربيي الدواجن لماذا لا يتم سحب الحلقة الوسيطة من تجار الأعلاف وتكون الدولة السورية من تطرح الأعلاف في السوق بتحديد سعر معين وثابت؟

تراجع الإنتاج مؤشر خطر

حسب وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي قدرت مؤخراً حاجة سورية سنوياً من البيض بحوالي 3 مليارات بيضة، والفروج بـ58 مليون فروج.

مدير مؤسسة الدواجن سراج الخضر صرح لوكالة "آسيا" بأن تراجع الإنتاج مؤشر خطر، ولكن الحلول البديلة التي تُطرح هي أن تقوم مؤسسة الأعلاف حصراً باستيراد العلف الذرة والصويا وتحديد سعرها بعيداً عن احتكار التجار للمداجن الخاصة والعامة.

وأضاف الخضر: إن إنتاج سورية بين عام 2013 و 2010 5 مليارات بيضة، وهو أعلى رقم إنتاجي تصله مزارع الدواجن في سورية، منذ تأسيس صناعة الدواجن في السبعينيات من القرن الماضي.

وختم أنه في الوقت الراهن إنتاج سورية من البيض مليار بيضة تقريبا "مع توقع انخفاض نسب الإنتاج إذا لم يتم التدخل الحكومي بسرعة" .

أعلاف الدجاج تتكون بشكل رئيسي من حوالي 65% حبوب ذرة وحوالي 25% كبسة فول صويا وهذه الأعلاف مستوردة بنسبة 90%، حيث وصل سعر طن كبسة الصويا لحوالي المليون وخمسين ألف ليرة، وطن الذرة الصفراء حوالي 625 ألف ليرة، هذه الاضطرابات المستمرة بأسعار الأعلاف والأدوية واللقاحات البيطرية تزيد دائرة المعاناة لتشمل كبار المربين وأصحاب المداجن فما الحل؟
اقتراح للحل للحؤول دون وقوع الكارثة
وافق مجلس الوزراء على دراسة وزارة الزراعة و «تقديم دعم مالي مباشر لمربي الدواجن نظراً لأهمية هذا القطاع في الأمن #الغذائي وتم رصد 9 مليارات ليرة سورية لتنفيذ خطة وزارة الزراعة في هذا المجال بهدف خفض تكاليف الإنتاج وتشجيع عودة المنشآت المتوقفة إلى العمل .
وتقترح مصادر في مؤسسة الدواجن وزارة الزراعة لتوفير مادة الأعلاف أن يصار إلى تكليف جهة حكومية لاستيراد المادة دون أي وسيط أو سمسرة وتوزيعها على جميع المداجن وفق استهلاكها الطبيعي وبغض النظر إن كانت المداجن مرخصة أو غير مرخصة، ومثل هذه الخطوة ستمنع الاحتكار وتحكم بعض المستوردين بطرح الأعلاف في السوق المحلية بأسعار وصلت إلى مرحلة أصبحت ترهق كاهل المربين وتتسبب بارتفاع أسعار مادة لحوم الدجاج والبيض في الأسواق المحلية
ورغم الدعم المادي الذي قدمته الحكومة إلا أن مادة الأعلاف لم تتوفر بشكل كاف وبسعر معقول الأمر الذي يفرض تحركاً حكومياً سريعاً لتفادي حدوث نقص شديد في لحوم الدجاج والبيض لفترة قد تمتد لعدة أشهر بالنظر إلى عزوف كثير من المربين عن المهنة انتظاراً لما ستؤول إليه الأوضاع. وهذا أيضاً ما تحذر منه المؤسسة العامة للدواجن، التي تؤكد أن أوضاع إنتاج الدواجن صعبة محذرة من نقص شديد وارتفاع في الأسعار خلال الفترة القادمة اذا لم يتم معالجة الأمر سريعاً.
وتقترح مصادر عدة لتوفير مادة الأعلاف أن يصار إلى تكليف جهة حكومية لاستيراد المادة دون أي وسيط أو سمسرة وتوزيعها على جميع المداجن وفق استهلاكها الطبيعي وبغض النظر إن كانت المداجن مرخصة أو غير مرخصة، ومثل هذه الخطوة ستمنع الاحتكار وتحكم بعض المستوردين بطرح الأعلاف في السوق المحلية بأسعار وصلت إلى مرحلة أصبحت ترهق كاهل المربين وتتسبب بارتفاع أسعار مادة لحوم الدجاج والبيض في الأسواق المحلية وهي ستقود إلى كارثة ستحل بهذا القطاع فيما لو استمرت الأمور على حالها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6