السويداء, احتجاجات مُستمرة. والنتيجة صفريّة!

حبيب شحادة – وكالة أنباء آسيا

2020.06.17 - 11:48
Facebook Share
طباعة

 

في كل أزمة داخلية تشهدها سورية بعد بدء الحراك بالعام 2011، تَكون السويداء المحافظة الأولى التي تتحرك للتعبير عن غضب معظم السوريين تجاه ما يحدث من فشل في إدارة شؤون العباد التي وصلت لمرحلة عصيّة على الانفراج القريب، بعدما بات أكثر من 83% من السوريين تحت خط الفقر وفقاً لتقارير أممية.
على وقع أزمة معيشية وارتفاع أسعار غير مسبوق وتسجيل هبوط قياسي لقيمة الليرة السورية، خرج مئات من أهالي السويداء في مظاهرات يومية لا تزال مُستمرّة منذ تاريخ 7/6/2020 حتى اليوم. مظاهرات تحتج على تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي، وتندد بالفساد الحكومي.
متظاهرون ومحتجون جالوا شوارع السويداء بِشعارات بدأت بتحميل السلطات السورية مسؤولية الأوضاع المتدهورة يوماً بعد أخر، لتصل إلى شعارات يغلبها الطابع السياسي، حيثُ طالب المحتجون برحيل الرئيس السوري وخروج القوات الروسية والايرانية وفقاً لما قاله عدد من المحتجين تواصلت معهم وكالة "آسيا".
كما بدأت الدعوات عبر "فيسبوك" لتجديد التظاهر اليومي من أمام مبنى المحافظة، مع التأكيد على سلمية الاحتجاج، وضرورة التزام المشاركين فيه بثقافة الاحتجاج السلمي للتعبير عن مطالبهم، بحسب صفحة السويداء 24 على "فيسبوك"، التي أشارت لمشاركة نسائية في التظاهر اليومي.
ورغم تأكيد من احتج من الأهالي على سلمية تظاهراتهم، وعدم حدوث أي اشكال بينهم وبين القوى الأمنية والشرطية، إلا أنّ ذلك لم يستمر مع بقاء التظاهر. حيثُ قال لوكالة "آسيا" شخص من المحتجين (رفض ذكر اسمه) إنّ قوات الأمن اعتقلت عدداً من المتظاهرين.
وسط كل ذلك هناك من يدعو لتغيير نمط التفكير والعقلية السائدة غير المنتجة لأيّة حلول، والتي ما زالت تتحدث بآلية تفكير تجاوزها الزمن.
الناشط المدني جديع نوفل من السويداء قال في حديثه مع وكالة "آسيا" "إنّ 9 أشخاص تعرضوا للاعتقال بطريقة عُنفيّة".
وتابع القول " لا أحد يعرف إلى متى سيستمر التظاهر وماذا سينتج عنه من تحقيق للشعارات التي ترفعها تلك التظاهرات". مضيفاً أنّ الكل كذاب من فوق لتحت ومن على اليمين واليسار، ومبرراً ذلك بقوله " شخص بِكون مش حاضر بالمظاهرة، بقلك كنت حاضر، وأخر يرى مثلا أنّ القوى الأمنية اعتقلوا شخصين، بقلك شحطوا وضربوا ما يقارب ال 10 أشخاص. في حين الموالي يقول ما في شيء".
وختم جديع حديثه مع وكالة "آسيا" بالدعوة للخروج من آليات التفكير التي دمرت البلد، تلك الآليات الموجودة لدى السلطة والمعارضة والموالين لهما وفقاً لتعبيره.
وفي أول تعليق حكومي رسمي، حول الاحتجاجات، قال محافظ السويداء همام الدبيات في تصريحات اعلامية إنّه " يتم التواصل مع المحتجّين، للاستماع إلى المطالب المنطقية وهناك من يخرج عن الإطار العام ويتم التواصل مع الجهات المعنية لمتابعة هذا الأمر".
وعلى المقلب الأخر، دعا مجلس محافظة السويداء، وفعاليات من حزب البعث، لخروج مسيرة مؤيدة للرئيس بشار الأسد، في ساحة مبنى المحافظة، كما طالبت الفرق الحزبية، جميع المنتسبين لها بالخروج بالمسيرة، بمن فيهم موظفي الدوائر الحكومية، وذلك بحسب صفحة السويداء 24 على "فيسبوك".
ويرى مراقبون للوضع السوري أنّ تجربة السويداء خلال الاحتجاجات التي عمت مدن سوريا عام ٢٠١١، كانت فريدة من نوعها. وقد رفض بعض زعماء المنطقة الاصطفاف مع أي طرف خلال سنوات الحرب في البلاد. كما أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين دعوة إلى أبناء الطائفة "لضبط النفس وعدم التمثل ببعض الأشخاص الخارجين عن طاعة الأهل والدين".
ويذكر أنّ تلك الاحتجاجات الأخيرة في السويداء جنوب سوريا خرجت تحت صرخة "بدنا نعيش" وذلك جراء الانهيار المستمر لسعر صرف الليرة منذ بداية عام 2020 وحتى اليوم
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3