عروس الشمال اللبناني، وكأس السم المجهول

إعداد _ ليلى عباس

2020.06.16 - 08:00
Facebook Share
طباعة

 



"اقتتال أولاد العمومة بنفس مسمومة"، هكذا يُلَخّصُ الوضع الميداني اليوم في طرابلس، مع ما تشهده المدينة من عمليات تخريب واعتداء على أملاك الدولة من جهة، واشتباكات بين عدد من أبناء المدينة وقوات الجيش اللبناني من جهة أخرى.
المسرح الميداني ليس غريباً على "عروس الشمال"، العروس التي اعتادت على "حفلات الاقتتال" بين أبنائها أبناء العمومة جراء التحريض من قِبل تيارات متشددة طالما دست السم فيما بينهم لتسيل دماء القربى على طرقاتها، كما يقول مصدر مطلع لـ"آسيا"، محذراً من عودة الحركات السلفية للساحة اللبنانية عبر أحداث طرابلس الأخيرة.
وأضاف المصدر أن الاحتجاجات المعيشية التي شهدتها المدينة كما غيرها من مدن لبنان، بدأت بالانحراف عن مسارها الأساسي المتمثل برفع الصوت ضد الغلاء لتتحول إلى ساحات حرب بين الخصوم السياسيين.
وخلال احتجاجات اليومين الماضيين، جرى تحطيم واجهات عدة مصارف، وإضرام النار في اثنين منها في اصرار واضح على العنف والتخريب المتعمد.
الجيش اللبناني ذكر في بيان بأن من سماهم بالمندسين "تسببوا في شغب وتعرضوا للممتلكات العامة والخاصة"، وأضاف أن "آلية عسكرية استُهدفت بزجاجة حارقة، كما أُلقيت قنبلة يدوية على دورية عسكرية، ما تسبب في إصابة عسكريين بجروح طفيفة".
من جهتهم، عبّر علماء طرابلس عن استيائهم مما حصل وقالوا في بيان: "بقدر ما نؤكّد على المطالب المحقّة للحراك السلمي، ندين استباحة عدد من المدن اللبنانيّة وطرابلس الفيحاء تحديدًا، خصوصًا ما جرى خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، من سلسلة من الاعتداءات على الكرامات والأملاك العامّة والخاصّة، والّتي لا تمتّ إلى أيّة قيم، كما لا تمتّ إلى ​الثورة​ بصلة؛ مع التأكيد على أنّ هذه الممارسات محرّمة شرعًا ومعاقب عليها قانونًا".
لتبقى أحداث المدينة الشمالية رهن وعي أهلها دون غيرهم، كما يرى مراقبون، مشيرين إلى دقة المرحلة الراهنة وضرورة الحذر وعدم الانجرار وراء أجندات مسيسة طالما أخذت المدينة إلى المجهول دون الوصول إلى نتيجة بحسب ما يشهد التاريخ اللبناني وتاريخ طرابلس على وجه التحديد
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9