ماذا جاء في طيات حديث المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى سورية؟

زينا صقر – وكالة أنباء آسيا

2020.06.13 - 10:41
Facebook Share
طباعة

 قبل تعيينه سفيرا لروسيا ومبعوثا للرئيس فلاديمير بوتين، إلى سورية رد ألكسندر يفيموف على الادعاءات و الإشاعات حول الخلافات في العلاقات الروسية- السورية مبينا أن ليس لها أي أساس، وتتم بطريقة الكذب وتزوير الحقائق، وهي عبارة عن عملية تخريب إعلامي فقط، وعلّق على ذلك بالقول إن "الكلاب تنبح والقافلة تسير"


و قال يفيموف في كلمة له عبر الفيديو بمناسبة العيد الوطني لجمهورية روسيا الاتحادية،" إن الدول التي تعتبر نفسها نموذجاً للإنسانية والأخلاق، أعطت أذناً صماء لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتخفيف العقوبات في ظل جائحة كورونا بل وسارعت للإعلان عن تمديدها أيضاً". مضيفا أن روسيا لن تتخلى عن سوريا في هذه الأيام العصيبة.


معتبراً أن سورية "صمدت خلال سنوات طويلة بوجه الإرهاب، ولذلك من المستحيل تحطيم روسيا وسورية بالإرهاب الاقتصادي، وستفشل هذه المحاولات مثلما فشلت محاولات فرض الإرادة الأجنبية على سورية بقوة السلاح".


الباحث بالقانون الدولي أحمد قلعه جي رأى في حديثه مع "آسيا" أن التدقيق بتصريح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلكسندر يفيموف يقود إلى الرد على الكثير من التشكيك الذي أثير في الآونة الماضية حول العلاقة بين الدولتين". و اعتبر أن البداية كانت بتعيين السيد يفيموف كشخصية روسية لها وزنها للقول بأن العلاقات بين دمشق وموسكو "مبدئية" وذات بعد استراتيجي وهي تتطور بعكس ما يشاع .

و نوه الى أن تصريح يفيموف حمل رسائل هامة "أولها عندما وصف الإجراءات القسرية الأمريكية بحق سورية على أنها إرهاب اقتصادي وأن روسيا وسورية لا يمكن التغلب عليهما من خلال هذا الإرهاب، وهذا يعني ضمنياً أنه لا يحق للإدارة الأمريكية فرضها قانوناً، وثانياً أنه لا يجوز لأحد الرضوخ والانصياع لهذه الإجراءات لأنها تحمل طابعاً إرهابياً غير مشروع، وهذا دلالة على أن روسيا لن ترضخ لهذه الإجراءات، وآخرها قانون سيزر".

و أشار قلعه جي الى تعبير يفيموف" أن روسيا وسورية تواجهان عدواً مشتركاً" فهو بذلك يوسع دائرة التحالف لأنه لم يحدد التنظيمات الإرهابية هذه المرة " وإنما ترك المصطلح مطلقاً ليشمل جهات أخرى في هذه المواجهة وهو أمر جديد في التصريحات الرسمية الروسية، بالاضافة الى أن التصريح كان رسالة إلى المشككين بعمق ومتانة العلاقة بين الدولتين، فروسيا تقول كما أكدت سورية على أن الثقة والتفاهم المتبادل بينهما في أحسن حالاته وهذا يعكس النظرة المشتركة للمواجهة الحالية والرؤية الاستراتيجية للمستقبل المشترك .

قلعه جي لفت الى أنه إذا كانت سورية وأصدقاؤها داخل دائرة التأثر من القرارات الأمريكية التي تشكل جريمة ضد الإنسانية و خصوصا بعد دخول ما يسمى قانون سيزر حيز التطبيق، فإن التشبيك والتعاون الإقتصادي بين سورية وحلفائها سيكون الرد الأبرز والأقوى في مواجهة الهيمنة.

و تابع :" ومن خلال هذا التعاون الذي يشكل رافداً أساسياً لصمود الشعب السوري وقدرات سورية في المواجهة، اعتماداً على قدراتها الذاتية يمكن أن تقلب الموازين وأن تتلاشى قدرة الولايات المتحدة والأنظمة الغربية في التأثير على القرار السيادي للدول من خلال الحروب غير المباشرة بوجهها الاقتصادي. وبالتالي يمكن أن نقدم من خلال هذا الصمود وهذا التعاون درساً جديداً يضاف إلى الانتصارات التي تحققت لسورية وحلفائها على المستوى العسكري والسياسي، والأهم أن تبدأ هذه المنظومات القوية الصاعدة من إثبات قدراتها على التحدي ورسم ملامح مستقبل دولي دون هيمنة .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10