بين إغلاق الحدود وعقوبات النصرة،"مرضى إدلب" يواجهون الموت

وسام دالاتي - وكالة انباء اسيا

2020.06.13 - 07:36
Facebook Share
طباعة

 يعاني المصابون بأمراض مزمنة في محافظة إدلب من تشدد تنظيم "جبهة النصرة"، بمنعهم من الانتقال إلى مناطق سيطرة الدولة السورية لتلقي العلاج، إضافة لإغلاق النظام التركي المعابر الحدودية أمام حركة المدنيين بحجة الإجراءات الوقائية التي يتخدها في بلاده لمواجهة انتشار مرض "كورونا"، الامر الذي يجعل من الحصول على العلاج بالنسبة للمصابين مسألة مرهونة بـ "السوق السوداء"، للأدوية التي يديرها في إدلب تنظيم "جبهة النصرة".

تؤكد مصادر محلية أن عدداً كبيراً من المصابين بمرض السرطان ومن بينهم أطفال منعوا من دخول الأراضي التركية على الرغم من إنهم مسجلين كمرضى في بعض المشافي التركية، والسبب في المنع هو القوانين التي أصدرتها الحكومة التركية فيما يخص إغلاق الحدود لمواجهة انتشار "مرض كورونا"، إلا أن هذه القوانين لا تمنع مرور القوافل العسكرية التابعة لقوات الاحتلال التركي دون أي إجراء وقائي من قبل ما يسمى بـ "حكومة الإنقاذ"، المعلنة من قبل تنظيم "جبهة النصرة"، ولا يمنع مرور القوافل التجارية بين طرفي الحدود دون أي إجراء وقائي.

تؤكد المصادر إن "جرعات العلاج الكيماوي"، لمرضى السرطان تباع بالدولار الأمريكي في السوق السوداء، وعلى الرغم من انتشار عدد كبير من المنظمات في المحافظة إلا أن أياً منها لا يقدم الخدمات العلاجية لمرضى السرطان أو المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والفشل الكلوي، ما يضطر السكان للتحول إلى زبائن في السوق السوداء للأدوية والمواد العلاجية، وعلى الرغم من إن محافظة إدلب لم تسجل أي إصابة بـ "مرض كوورنا"، حتى الآن وفقاً لما يعلنه "الائتلاف المعارض"، وسواه من الجهات المتحكمة بالعملية الصحية في المنطقة، إلا أن النظام التركي يواصل منع المدنيين السوريين من الدخول إلى أراضيه مع قيام حرس الحدود التركي المعروف باسم "الجندرما"، بإطلاق النار بشكل مباشر على أي محاولة عبور غير شرعي للحدود من قبل السوريين، ما يستبب غالبا بسقوط ضحايا، وتشير إحصائية خاصة بـ "وكالة أنباء آسيا"، لسقوط "468"، ضحية والعشرات من الجرحى خلال العام الماضي بنيران "الجندرما التركية".

ويعاني القطاع الصحي في المنطقة التي تحتلها "جبهة النصرة"، من سوء في الخدمات وضعف في الإمكانات الطبية الناتج عن سرقة النصرة ما يزيد عن ٥٠% من حجم المساعدات الطبية الممنوحة للنقاط الطبية من قبل المنظمات الأممية، وتنقل النصرة ما تقوم بالسطو عليه إلى المشافي الميدانية الخاصة بها، أو تقوم ببيعه في السوق السوداء داخل الأراضي التركية لزيادة مصادر تمويلها الذاتي، في حين أن العيادات الخاصة تتلقى أجوراً مرتفعة وتسعر غالبا بالدولار الأمريكي أو الليرة التركية، الأمر الذي ينسحب على الصيدليات العاملة في المنطقة والتي تعتمد بيع الأدوية المهربة من تركيا أيضاً.

تنظيم "جبهة النصرة"، يمنع بشكل نهائي المدنيين من السفر إلى بقية المحافظات السورية أياً كانت الأسباب، وعلى الرغم من إن الحكومة السورية كانت قد افتتحت في مناسبات عدة ممرات إنسانية لخروج المدنيين من إدلب إلى المناطق السورية الأخرى، إلا أن "النصرة"، وحلفاءها يمنعون بقوة السلاح الأمر في كل مرة، وتعتبر قيادات التنظيم أن محاولة الخروج من مناطق سيطرتها تعد بمثابة "الخروج عن الدين"، الأمر الذي قد تصل عقوبته حد الإعدام.

وتشير إحصائية غير رسمية إلى وجود ٢٠٠٤ مريض بالسرطان، كما سجل 1972 حالة إصابة بأمراض قلبية مختلفة، إضافة إلى تسجيل نحو ٣٤٠ إصابة بـ "الفشل الكلوي"، علما إن هذه الأرقام صدرت عما يسمى بـ "اللجنة الطبية في معبر باب الهوى"، خلال العام ٢٠١٩، الأمر الذي يجعل من ترجيح ارتفاع أعداد الإصابات بالأمراض المزمنة خلال العام الحالي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9