ترحيب إسرائيلي بعقوبات ترامب على الجنائية الدولية وسط استياء عالمي

ترجمة : عبير علي حطيط

2020.06.12 - 02:59
Facebook Share
طباعة

 
 
نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم"، اليوم، الجمعة، مقالًا يقر بعدم ترحيب أيّ دولة في العالم غير الكيان الصهيوني بالعقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على الجنائيّة الدوليّة، أمس، الخميس، فيما أعلنت دول أوروبيّة ومنظمات حقوق الإنسان عن استيائها.
 
ورحّب رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، بقرار ترامب فور صدوره، وقال إن المحكمة "فاسدة ومسيّسة" وإنّها "منشغلة" بملاحقة إسرائيل والولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى التي تحترم حقوق الإنسان.
 
وزعم نتنياهو أن المحكمة الجنائية الدولية تؤكد أن اليهود الذين يعيشون في وطنهم التاريخي، أيّ "فلسطين" بحسب قوله، يمثّلون جريمة حرب. وأن هذا هو شيء سخيف".
 
بينما أبدى وزير الخارجيّة الهولندي، ستيف بلوك، عن "انزعاجه الشّديد"، وأضاف أن بلاده تدعم المحكمة الجنائية الدولية بشكل كامل وستستمر في ذلك. فالمحكمة الجنائية الدولية ضرورية لمواجهة الإفلات من العقاب ودعم سيادة القانون الدولي.
 
أما المحكمة نفسها فاعتبرت أن العقوبات الأمريكيّة تصل إلى مستوى التهديد والإكراه، وهي محاولة غير مقبولة للتدخل في حكم القانون، وأكدّت مساندتها موظفيها ومسؤوليها، واصفة العقوبات الأمريكية بأنها أحدث هجوم في سلسلة هجمات "غير مقبولة" عليها، بحسب ما ذُكر في المقال.
 
بينما ذهبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى اعتبار الإجراءات التي أعلنتها إدارة ترامب ضد المحكمة تصعيدًا للجهود الهادفة لعرقلة العدالة أمام ضحايا الجرائم الخطيرة، وأضافت أنّ إدارة ترامب سبق وهددت مرارًا وتكرارًا بعرقلة تحقيقات للمحكمة الجنائية الدولية في أفغانستان وفلسطين.
 
وقال مدير إدارة العدل الدولي في "هيومن رايتس ووتش"، ريتشارد ديكر، إنّ "تجميد الأصول وحظر السفر ينبغي أن يكونا لمنتهكي حقوق الإنسان، وليس أولئك الذين يسعون لتقديم منتهكي الحقوق إلى العدالة"، وأضاف، "من خلال استهداف المحكمة الجنائية، تواصل إدارة ترامب هجومها على سيادة القانون في العالم، ما يضع الولايات المتحدة إلى جانب أولئك الذين يرتكبون الانتهاكات والتستر عليها".
 
وأشار ديكر إلى أن "الولايات المتحدة سبق أن أجرت بعض التحقيقات المحدودة في الانتهاكات المزعومة من قبل أفراد أمريكيين في أفغانستان، لكن كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين الذين يمكن أن يتحملوا المسؤولية عن التصريح بهذه الانتهاكات، أو عدم المعاقبة عليها، لم تتم محاسبتهم أمام أي محكمة أمريكية".
 
مع العلم أن هذا القرار قد تم اتخاذه بتنسيق إسرائيلي، فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" والقناة 13 في التلفزيون الإسرائيليّ أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، نسّق خلال زيارته للبلاد الشهر الماضي هذه العقوبات مع المسؤولين الإسرائيليين.
 
وسيتم فرض عقوبات ماليّة على القضاة وقيود سفر على العاملين بالمحكمة المشاركين مباشرة في التحقيق مع قوات أمريكية ومسؤولين استخباراتيين بسبب جرائم حرب محتملة في أفغانستان دون موافقة أمريكية.
 
وقال مسؤول بارز بالإدارة الأمريكيّة إن "تحقيق الجنائية الدولية ينتهك السيادة الوطنية الأمريكية، وروسيا ربما تكون مُشَجِّعة للاتهامات ضد القوات الأمريكية"، دون ذكر أيّة تفاصيل إضافية.
 
وأُنشِئت المحكمة ومقرها لاهاي في 2002 لمحاكمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في المناطق التي قد لا يواجه المعتدون فيها العدالة، ويشارك فيها 123 دولة تعترف باختصاصها القضائي.
 
وعلى العكس من تلك المعاهدات والاتفاقيات، لم تكن الولايات المتحدة أبدًا عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية. وشعرت الإدارات من كلا الحزبين بالقلق بشأن المحاكمات السياسية المحتملة لقوات ومسؤولين أمريكيين بسبب جرائم حرب أو فظائع أخرى مزعومة. واستطاعت الولايات المتحدة الحصول على تعهدات من معظم أعضاء المحكمة بأنهم لن يسعوا لمثل هذه المحاكمات ويخاطرون بخسارة المساعدات العسكرية والمساعدات الأمريكية الأخرى.
 
 
 
المصدر : https://www.israelhayom.com/…/netanyahu-lauds-trumps-icc-a…/
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2