لبنان بعد استقالة الحكومة, عودة إلى الحرب أو الوصاية

2020.06.11 - 08:55
Facebook Share
طباعة

 
بلد بلا سلطة تنفيذية في ظروف هي أشبه بالخراب الذي تخلفه الحروب، لكن هذه الحرب كانت بمسمى "الفساد قديم العهد" الذي عاث خراباً في مؤسسات الدولة ومصير الشعب، ليخرج رجل كله أمل في الإصلاح ولو اليسير فيتعثر في أولى الخطوات ثم ينسحب حتى لا تلوثه نتانة مستنقع حكام لبنان.
 
لعل ما ستحمله الساعات المقبلة لن يكون مفاجئاً، حسان دياب مستقيلاً وحكومته في عداد حكومات تصريف الأعمال.. فمع انباء تتحدث عن ان رئيس مجلس الوزراء اللبناني ابلغ افرقاء سياسيين في السلطة بنية الاستقالة لا بد من النظر في أفق لبنان وما يخبئه المستقبل القريب.
 
أما ما بعد الاستقالة، وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي جداً، والفساد المستشري، فإن حدة الاحتجاجات في البلاد ستتفاقم لتصل إلى أبواب البرلمان والقصر الجمهوري وبيوت الحكام وحصون البنوك، وأصوات الجياع والمنهوبين والعاطلين عن العمل وأصحاب الودائع الضائعة في دهاليز المصارف لن تقف عند حدود الأفواه، ولعلها ستنقلب عصياناً مدنياً، ليكتمل المشهد الذي ينتظره دواهي العالم، بعد تغلغل ما يسمى بالطابور الخامس بين الجموع لتبدأ مظاهر العنف والتخريب والشغب، وقد تصل إلى التفلت وانعدام الأمن لتصبح أرضية الوطن الواحد صالحة لإشعال فتيل الفتن.
 
ولتعلو كذلك أصوات الخيانة المتطلعة للوصايات الغربية بين صرخات وجع المواطنين، وينتشر خبثها بين الطلبات المحقة، فتغيب كل الصيحات عن آذان من خولوا لأنفسهم التدخل في شؤون البلاد الحرة ويصدح صدى الاستنجاد بالأمم المتحدة لتكون وصية على لبنان في ظل ما يشهده هذا البلد من خراب.
 
ولن تكون هذه المطالب المرة الأولى، بل إنها بدأت مع بدء الحراك في لبنان.
 
ومع جنوح الأمور نحو الفوضى ستتخذ الأمم المتحدة قرار وضع البلاد تحت انتدابها إما بتشكيل فرقة عسكرية لتدخل إلى لبنان أو أنها ستملي سياساتها وقراراتها على المؤسسة العسكرية لتدير البلاد، هذا يتبعه تصفيق أميركي حار ورعاية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ظاهره نوايا حسنة تجاه الشعب اللبناني، وفي باطنه سياسة خبيثة لإضعاف بل والقضاء على حزب الله سياسياً، رغم ما يعانيه من معضلات على صعيد الداخل الأميركي، لن يمنعه ذلك طالما سيحظى بكامل الدعم من اللوبي الصهيوني في الانتخابات الرئاسية القادمة في أميركا وسترتفع حظوظه بالفوز.
 
إنّ انفلات الوضع على الارض والذهاب باتجاه صدامات خلال الاحتجاجات في الشارع، سيسرّع الاتجاه نحو هكذا سيناريو، الذي لن ينتج عنه إلا الصراعات الداخلية والاقتتال بين أبناء الوطن.
 
ولكن.. ماذا لو خطا الشرفاء خطوة نحو استنقاذ لبنان من الوقوع بين فكي قوى الاستكبار، بكشف الغطاء عن كل فاسد وكل سالب لخيرات البلد مهما كلف الأمر من خسائر سياسية، ماذا لو ضرب أبناء الوطن الأوفياء في مراكز الدولة خزائن الأموال المنهوبة بيد حديدية مدرعة بالحق وأعادوا ما سرق لجيب المواطن؟
 
وماذا لو استبقوا فعل الاستقالة ودخول البلد في الفراغ والمجهول، من خلال تقديم الدعم السياسي للرئيس دياب وحمايته لتنفيذ وعوده الاصلاحية، في بلد بات الحكام فيه يشعلون فتيل حروب وفتن لأجل المنصب، فعلى ما يبدو فإن مصير البلد متوقفٌ على سند قوي ووطني يتمثل بأبناء البلد الشرفاء من السياسيين والنواب والقادة القادرين على قول كلمة حق في وجه جائري عروش الفساد.
 
العالم
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8