في مخيم الهول،حوالات خارجية تمول داعش والنساء يعدن تشكيل التنظيم

وسام دالاتي - وكالة انباء اسيا

2020.06.02 - 01:42
Facebook Share
طباعة

 تحول "مخيم الهول"، الذي يعيش فيه حوالي 67 ألف شخص إلى ما يشبه المدنية المقمسة إلى أحياء، ويعد الجناح المخصص للعوائل المرتبطة بتظيم "داعش"، من جنسيات أجنبية، الحي الأكثر رفاهية في المخيم، إذ أن 11500 امرأة ينتيمن إلى 56 جنسية أجنبية، يعشن مع عوائلهن في ظروف مالية ممتازة بفعل تلقيهن حوالات مالية من خارج سورية بشكل دوري، وتصل قيمة ما تتلقاه كل منهن خلال الشهر إلى مبالغ تتراوح بين 2000-3000 دولار أمريكي في الشهر، عبر شركة حوالات تم الترخيص لفتحها من قبل "قوات سورية الديمقراطية".

في الجناح المخصص للأجنبيات من عناصر التنظيم، تنفق الأسرة الواحدة ما يقارب 500 دولار أمريكي شهرياً وفقاً لعدد من الباعة الجوالين الذن تواصلت معهم "وكالة أنباء آسيا"، إذ تسمح "قسد"، بدخول الباعة إلى الجناح المخصص لـ "الأجنبيات"، كما استحدثت لهم سوقا خاصاً بهدف منعهم من التجوال في سوق المخيم بعد تكرار حالات طعن لعناصر "الآسايش"، على يد نساء مرتبطات بتنظيم "داعش".

يقول البائع الذي فضل عدم الكشف عن هويتهم أن النساء الأجنبيات يصرفن ما يقارب نحو 400ألف ليرة سورية على الأغذية التي تعتبر "رفاهية"، كـ "الحلويات - المثلجات"، التي من المستحيل أن تباع في سوق المخيم، كما أن الأطفال الذين يعيشون في القسم المخصص للأجنبيات يقومون بصرف مبالغ كبيرة يوميا على الأغذية المخصصة للأطفال ومن الأصناف التي يتم تهريبها من تركيا والعراق.

وبرغم أن الحوالات المالية الخارجية تعتبر هي المصدر الأساسي لمعيشة النساء الأجنبيات في مخيم الهول، إلا أن الامر لا يمنعهن من استلام المساعدات الإنسانية من المنظمات النشطة في المخيم، كما إنهن تسلمن مؤخرا مراوح تعمل بالطاقة الكهربائية، وكنا قد استلمن مدافئ تعمل بـ "زيت الكاز"، خلال فصل الشتاء، وبالمقارنة مع بقية أجنحة المخيم التي تحتوي عدداً كبيراً من مكاتب الحولات المالية، إلا أن الجناح المخصص للأجنبيات يتلقى أضعاف ما يصل لبقية الأجنحة شهرياً، علما إن التحويل فيه محصور بشركة واحدة فقط.

تجارة وإعادة تشكيل

وتعتبر تجارة المواشي والدواجن الحية رائجة جداً في هذا الجناح، إذ تفضل العوائل المرتبطة بـ "داعش"، أن تقوم بتنفيذ عمليات الذبح بدلاً من شراء اللحوم تبعا لقواعد "الحلال والحرام"، الخاصة بعناصر التنظيم، وغالبا ما يقوم الأطفال بتنفيذ عمليات الذبح للمواشي كجزء من عملية تدريبهم القتالي من قبل القائمين على إعادة تشكيل "داعش"، في المخيم، إذ تؤكد المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، أن "قسد"، عثرت على كميات كبيرة من مادة "زيت الكاز"، في إحدى الخيام كانت تعد لاستخدامها في تصنيع العبوات الناسفة، كما عثر على كميات من الأسلحة الحربية خلال الشهرين الماضيين في خيام النساء الأجنبيات.

برغم أن القوانين التي وضعتها "قوات سورية الديمقراطية"، لإدارة المخيم تمنع اقتناء الأجهزة الخليوية الحديثة، إلا أن النساء المرتبطات بتنظيم "داعش"، يمتلكن هذه الأجهزة ويقمن بالتواصل مع أقاربهن أو قيادات التنظيم خارج المخيم للحصول على الدعم المالي بشكل مستمر، وغالباً ما يكون ثمة فائض مالي شهرياً لدى هذه النسوة بهدف جمع المبالغ الكافية للهروب من المخيم من خلال التنسيق مع "مهربي البشر"، الذين زاد نشاطهم في منطقة "الهول"، منذ أن أجلت "قسد"، والقوات الأمريكية عوائل تنظيم "داعش"، من منطقة "باغوز فوقاني"، في آذار من العام الماضي، وكانت وسائل إعلام موالية لـ "قوات سورية الديمقراطية"، قد أعلنت عن إحباط عدد من عمليات الهروب من المخيم بعد أن دفعت النسوة اللواتي حاولن الهروب مبالغ تصل إلى 3000 دولار أمريكي لعناصر الحرس المكلفين بحماية المخيم.

يؤكد مصدر صحفي مقرب من "قسد"، فضل عدم الكشف عن هويته خلال حديثه لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن القوات الأمريكية وجهت تعليمات صارمة لـ "الإدارة الذاتية"، لإنشاء خنادق عريضة حول المخيم ورفع أسواره، كما تعمل قوات الاحتلال الأمريكي على إنشاء مقر دائم لها داخل المخيم بهدف "متابعته أمنيا"، إلا أن الأمر لم يمنع وصول الأسلحة أو "زيت الكاز"، وبقية المحروقات بكميات كبيرة إلى الجناح الذي أنشأت فيه "نساء داعش"، محكمة شرعية وأعادت تشكيل ما يسمى بـ "جهاز الحسبة"، لتطبيق قواعد التنظيم الشرعية على قاطني "مخيم الهول"، وقد سجل عدد كبير من جرائم القتل بحق سوريين وعراقيين أعلنوا عصيانهم لـ "خلافة داعش"، كما يؤكد المصدر نفسه أن الأطفال بخضعون لدورات تدريب قتالية من قبل النساء ومن دخل المخيم من رجال التنظيم برغم إصابتهم التي تصل حد الإعاقة بفعل بتر أحد الطرفيين السفليين.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3