التفويض الروسي واختلاف السوريين من يمتلك الحقيقة

علي مخلوف - وكالة انباء اسيا

2020.05.30 - 09:11
Facebook Share
طباعة

 على صوت أغنية كاتيوشا يرتشف القيصر قدحاً من الفودكا دفعة واحدة، يقلب الخرائط بين يديه على المكتب، ثم يتحدث بلكنة واثقة مع مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع على الشاشة، حول السيناريو القادم بشأن سورية، تزامناً مع تلويح واشنطن بقيصر.

لم يلبث أن انهى الرئيس بوتين مكالمته مع مسؤوليه، حتى انتشر خبر تفويضه لوزارتي الدفاع والخارجية بالتفاوض مع الحكومة السورية ، بغية تسليم العسكريين الروس منشآت ومناطق بحرية إضافية في سورية.

ثم ثارت عاصفة من الجدل والتحليل بين المراقبين والسوريين حول ذلك، بعضهم دافع عن تلك الخطوة واعتبرها تأتي في سياق الدفاع عن سورية وإنقاذها من عقوبات قانون قيصر، لأن المنشآت والمنافذ التي سيأخذها الروس لاحقاً لن تكون مشمولةً بالعقوبات كونها ستصبح روسية شكلياً، فيما امتعض أصحاب وجهة النظر الأخرى واعتبروها تمدداً روسياً على السيادة حتى وصل بعضهم لوصف الأمر بالاحتلال، ووصفوا من يروجون للتفويض الروسي بأنهم سذج وفق تعبيرهم.

سفير روسيا في دمشق ألكسندر يفيموف سارع لإجراء لقاء مع صحيفة الوطن السورية، اكد فيها أن العلاقات بين البلدين قوية وصلبة، معتبراً أن كل الشائعات التي طالت العلاقات السورية ـ الروسية مؤخراً تهدف للتشويش على البلدين ، ومن يفعل ذلك يحاول الكذب والتزوير وقلب الحقائق، وأنهى السفير كلامه بالقول: أن هؤلاء بعدما فشلوا عمدوا إلى تشدد الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية على سورية، إن العلاقات الروسية ـ السورية هي أقوى بكثير مما كانت عليه في السابق.

كل هذا تزامن مع أخبار قيام إيران بإرسال أربع ناقلات نفط إلى فنزويلا، واعتبره كثيرون دلالة على أن الحليف الإيراني لن يقف مكتوف الأيدي أمام العقوبات ضد سورية.

يقول بعض الناشطين : إن الدماء الباردة في العروق الروسية، لاتشبه الدماء العربية الحامية، ودبلوماسيتهم تختلف كثيراً عن دبلوماسية شعوب المنطقة الحماسية والعاطفية، لكن المثير للعجب هو اعتراض البعض على علاقات موسكو بكل من تركيا والكيان الصهيوني، وهل هناك دولة لا تقيم علاقات مع هذين الجانبين باستثنائنا كسوريين ولبنان كدولة إلى جانب إيران وحركات المقاومة؟ هل يعني ذلك بأننا يجب أن نقاطع الروس والأوروبيين بل وجزءاً من العرب في حال أرادوا إعادة العلاقات فقط لأنهم على علاقات مع الكيان الصهيوني؟

أما الزميل الصحفي اللبناني خضر عواركة فقد قال: ليس الزمن الان زمن تحليل، انه زمن الاسرار، اعتذر من اصدقائي الصحفيين الذين يقولون رأياً وتحليلاً في قضايا كبرى لا مجال لتصديق ما ينشر عنها لان سرها وحقيقتها في سريتها، ولن نعرف ماذا سيحصل الى ان يحصل، روسيا و دمشق، اميركا في لبنان، ايران في العراق، سلعاتا مر سلعاتا لم يمر،حرب في لبنان ام مع ايران؟؟ نفط لفنزويلا؟ كلها مواضيع تحتاج لأجوبة ممن يعرفون ولا اظن من يعرفون يهتمون في هذه اللحظات التاريخية بأن يسربوا حرفاً مما يعرفون، يختم عواركة قوله.

لا شك بأنه ما من أحد يمتلك المعلومات الكاملة او بعضها حتى حول ما يجري الآن في ملففات عدة في المنطقة، سوى القيادات في هذه الدول والمسؤولين عن الملفات الحساسة فيها، ولا يمكن التعويل على مصدر صحفي أو رأي محلل أو تتبع مزاج ناشطين ومواطنين ومعرفة كيف يقرؤون هذه التطورات، لكن مما لا شك فيه بأن الدول ليست ساذجة وأي خطوة أو قرار أو اتفاقية لا بد وأن تكون محسوبة، نقصد ما يخص آخر تطورات العلاقات السورية ـ الروسية المتزامنة مع إعلان الأمريكي بتشديد عقوبات قيصر وتمديد الأوروبي لعقوباته على سورية وشعبها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 8