جدل بين مصادر مقربة من الحكومة وقوى 14 آذار
وجوب الخروج من حال المراوحة والتخبط في مقاربة الحلول الاقتصادية والمالية،الحوار مع الصندوق الدولي الذي ينتظر من الحكومة اللبنانية برنامجاً عملياً واضحاَ لا يخضع للاستنسابية السياسية والاجندات الخاصة لبعض الجهات الحاكمة والقوى الحزبية، كانت توصيات اجتماع كتلة المستقبل النيابية في بيت الوسط، وفق ما أعلن النائب محمد الحجار في بيان الاجتماع.
مصدر من داخل الكتلة نفسها رأى أنهم في المستقبل يرون ضرورة إظهار جدية الالتزام بالعمل امام صندوق النقد الدولي من أجل مساعدة البلاد، وأضاف: نحن نعتبر بأن الحكومة تدور حول نفسها حتى الآن ولم تقدم شيئاً.
في حين رد مصدر صحفي مقرب من حكومة حسان دياب بالقول: إن جميع الانتقادات للحكومة نابعة من موقف سياسي كيدين وليس من باب النقد البناء الذي يهدف لمصلحة لبنان وشعبه، متسائلاً: ما الذي فعلته الحكومات التي رأسها الحريري الابن و السنيورة و ميقاتي سوى المزيد من الأموال المهدورة وتحقيق الربحيات الكبيرة في عدد من القطاعات؟ لقد قبل حسان دياب وحكومته تولي المسوؤلية في هذا التوقيت الصعب في وقت لم يقبل أحد من زعماء الأحزاب ونوابهم التقدم كي لا يكونوا كبش محرقة، وفوق كل ذلك يوب هؤلاء سهامهم على الحكومة رغم أنهم يعلمون جيداً بأن الموقف الاقتصادي والمالي و السياسي صعب جداً.
ويضيف المصدر: لقد قدمنا العديد من الطروحات والحلول امام قوى في 14 آذار، لكنهم ربطوها فوراً بالمصالح والعلاقات الإقليمية والدولية، طرحنا فكرة التقارب مع سورية اقتصادياً وحكومياً دون الدخول في الشأن السياسي ، ودون أن نعادي خصوم دمشق أيضاً، لكن من أجل فتح المنافذ البرية وتخفيف التهريب وتأمين بدائل للسلع في الأسواق اللبنانية وضخ للدولار بين البلدين، طرحنا فكرة حل مشكلة الطاقة والكهرباء عبر سورية والعراق وإيران وروسيا وتم الرفض، وطرحنا فكرة توطين الصناعات الدوائية بشكل أكبر وقد تم رفضها أيضاً لأنها تعارض صالحهم، ومع كل هذه العصي التي يضعونها في عجلة العمل الحكومي يتابعون الاتهامات لنا وفق تعبيره.
بينمارأى متابعون أن إصرار قوى 14 آذار على مفاوضة الصندوق الدولي و تقديم حسن النوايا له من أجل مساعدة مالية، لن يغني ويسمن من جوع، لأن تلك المساعدة حتى لو حصلت فإنها ستكون إسعافية، ولن يطول مفعولها، لذلك نحن بحاجة إلى حل جذري.
