الأهداف الرئيسية للتوجه السعودي نحو الهند

خاص - وكالة انباء اسيا

2020.05.21 - 08:40
Facebook Share
طباعة

 للهند خصوصية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وفي العقد الاخير باتت نيودلهي سوقاً نفطياً كبيراً واعداً مقابل كونها من أكبر المصدرين لبعض السلع إلى الدول الخليجية.

ليست الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن وباء كورونا، هي السبب الرئيسي الذي يدفع الدول عموماً لتعزيز أسواقها التصديرية، بل الجيوسياسية، والمتغيرات المتسارعة في مصالح الدول.

لقد كان العراق من أكبر الدول المصدرة للنفط إلى الهند، لكن العراق بوضعه الداخلي السياسي المتقلب منذ تشكيل اولى حكوماته بعد الاحتلال الأمريكي وحتى الساعة ليس قادراً على استغلال موقعه الجيوسياسي وإمكاناته النفطية للتأثير سياسياً في المنطقة، فالنظام السياسي العراقي الجديد الذي يقسم السلطات بين المكونات إضافةً للفدرلة الممثلة بإقليم كردستان حد من ذلك بشكل كبير، ولعل الأمريكيون تقصدوا ذلك، خوفاً من ان يكون العراق دولةً سياسية مركزية كما في تاريخه، ولقربه من إيران فإن الخوف أكبر من أن يكون للأخيرة تأثير سياسي كبير على العراق في حال تحوله إلى قوة إقليمية كبيرة، وفق رؤية بعض المحللين.

ويضيف هؤلاء: بالتالي لا بد من قوة عربية إقليمية اخرى أن تستغل الوضع الاستراتيجي والاقتصادي للهند، فكانت المملكة السعودية، التي حلت مكان العراق كأكبر مورد للنفط الخام إلى الهند ، إذ جذبت تخفيضات حادة على أسعار النفط التي قدمتها الرياض، شركات التكرير في الهند.

الأمر ليس اقتصادياً فقط يقول أحد المراقبين ولكنه أيضاً سياسي، ويأتي في إطار تعزيز الأمن القومي للمملكة، من حق أي دولة أن تبحث عن تعزيز مكانتها وراء حدودها، ومع محاولة كل من تركيا وقطر التوغل في الهند، والتواصل مع الأخوان وتحديداً مؤيدي واتباع أبو الأعلى المودودي، فضلاً عن محاولة أنقرة التوغل في ملف كشمير، وظهور نبرة تركية هي أقرب لباكستان من الهند فيما يخص الإقليم المتنازع عليه، ومحاولة التركي اللعب على الوتر الديني في تلك المنطقة، فإنه بات لزاماً على الرياض أن تتحرك ويكون لها تأثيراً وحضوراً على الساحة الهندية، وهل هناك أفضل من الحضور الاقتصادي عبر النفط؟ وفق رأيه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6