هل ظهرت دويلة جديدة في لبنان

خاص - وكالة انباء اسيا

2020.05.21 - 07:46
Facebook Share
طباعة

 يتم تكرار اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كثيراً في الآونة الأخيرة، أكثر من اسم أي زعيم سياسي اعتاد اللبنانيون ذكر اسمه، يعود ذلك للوضع الاقتصادي المتأزم، ومشكلة المصارف والمودعين وسعر الصرف وحالة الليرة الغير المستقرة.

بدايةً يجب التنويه إلى أن منصب حاكم مصرف لبنان، يتم اقتراحه من قبل وزير المالية، ليقوم رئيس الحكومة بإصدار قرار تعيينه، وقد درجت العادة سابقاً على أن يقوم رؤساء الحكومات كالحريري وميقاتي والسنيورة بالتحكم بهذا القرار وفق قوله مهتمين بهذا الملف.

فمن يبقي رياض سلامة في منصه؟ ألا يمكن تغييره أم أن ذلك بحاجة لتوافق بين القوى السياسي اللبنانية؟ هل هناك جهات سياسية لبنانية وازنة تدعم سلامة وتصر على استمراره في المنصب؟ أن أنها رغبة قوى دولية كأمريكا والبنك الدولي مثلاً؟ أسئلة كثيرة يطرحها الناشطون اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي.

فيما أدى الجدل والخلاف القائم حالياً بين مصرف لبنان وحكومة حسان دياب إلى نشر شعور بين اللبنانيين، وكأن المصرف يتبع دولةً اخرى، أو أنه دويلة قائمة بحد ذاتها،إذ رفض سلامة حضور اجتماع الحكومة مع وفد البنك الدول في المرة الأولى و أرسل ممثلين عنهن وقيل أنه حضر في المرة التالية، لكن بعد أن تباحث وفد الحكومة اللبنانية مع وفد المصرف قبل لقاء الوفد الدولي.

جمعية المصارف اللبنانية يعتبرها البعض ذراعاً قوية لمصرف لبنان وفق رؤيتهم، فقد طرحت ما أسمته خطة بديلة عن خطة الحكومة، تعتمد على تملك الأملاك الحكومية والعامة في قطاع الاتصالات وأراضي الدولة والأملاك البحرية، لتدفع الدولة مستحقاتها من الديون للبنوك، وزعمت الجعمعية بأن القطاع المصرفي بخير لكن على الدولة أن تدفع التزاماتها، يأتي ذلك وسط سخط شعبي للمودعين الذين لا يستطعيون سحب ودائعهم من البنوك.

يقول أحد المراقبين بأن هذه التطورات خلقت شعوراً جدياً لدى اللبنانيين بأن هناك معركة ضارية بين الحكومة اللبنانية نم جهة والمصرف وجمعية المصارف من جهة أخرى وفق قوله.

لكن ما أثار سخط بعض الناشطين هو إعادة تذكير البعض قيام مؤسسة دراسات ومؤشرات كتاب «مصرف لبنان» خمسون عاما من فيليب تقلا الى رياض سلامة يتحدث فيه عن مصارف لبنان من العصر العثماني الى العهود الاستقلالية وتنشأة البنوك المركزية ومنها مصرف لبنان وحكام مصرف لبنان من العام 1964 الى العام 1993 تاريخ تولي الحاكم الحالي رياض سلامة المنصب.

حيث يعتمد الكتاب على انتقاد جميع حكام مصرف لبنان ومقارنتهم برياض سلامة الذي أتى وأنقذ الوضع المتردي الذي تسبب بهم من سبقوه وفق زعم الكتاب، ويرى بعض الناشطين أنه كان على اللبنانيين أن يتوقعوا وجود حالة تعويم لرياض سلامة ليس كشخصية مصرفية فحسب، بل كمشروع شخصية اقتصادية مهيئة لمنصب سياسي كرئيس حكومة مثلاً في المستقبل بحسب اعتقادهم.

وانتهى هؤلاء للقول: إن مصرف لبنان بات يشبه دويلة حديثة ناشئة في لبنان المليء بالدويلات بسبب النظام السياسي الإقطاعي الطائفي بحسب توصيفهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9