حجر موحش .. عائدون يروون قصصهم!

حبيب شحادة – وكالة آسيا

2020.05.20 - 06:14
Facebook Share
طباعة

 
 
 
كنتُ خائِفة من احتمال إصابتي بالفايروس" بتلك العبارة تبدأ حديثها لوكالة "آسيا" وتصف فترة حجرها بالقصيرة جداً، حُجِرت لمدة 4 أيام، وعادت إلى محافظتها (السويداء) بعد إقامة عمل لمدة عامين في الامارات (دبي).
 
غدير زين الدين (30 عاماً) خسرت عملها بِفعل كورونا في دبي، تقول " قررت العودة بعد استنفاد إقامتي، وبعد سماعي عن التسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية للراغبين بالعودة".
 
تصف غدير لدى وصولها لمطار دمشق الدولي الوضع العام بالجيد، وتقول " تم وضعنا في مجمع صحارى، حيثُ الإقامة جيدة، وكذلك الأكل والشرب، إضافة للفحوصات الطبية وقياس الحرارة صباحاً ومساءً".
 
لكن ما أزعج غدير كان تخريج المحجورين الذين كانت نتيجتهم سلبية بعد 4 أيام، ودون توفير أية وسيلة نقل تقلهم حيث يقطنون. حيث خُرّج محجورين في ساعات متأخرة من الليل، منهم غدير دون أن يكون معها ثمن أجرة سيارة إلى مكان إقامتها.
 
تقول غدير " دفعت 380$ تكلفة نقلي من دبي إلى سورية، وكافة مستلزمات الوقاية من الفايروس وأنا لا أملك غيرها". ومن حسن حظها تواجد محجورين من منطقتها ذهبت معهم على أن تدفع لهم حيال وصولها.
 
وتختم حديثها بالقول " بإن إجراءات الوقاية اقتصرت على قياس درجة الحرارة قبل الدخول للطائرة، في حين كانت معدومة بداخلها". وصلت منزلها بالسويداء وحجرت نفسها احترازياً. خصوصاً بعد تسجيل إصابة واحدة لشخص كان على متن طائرتها العائدة.
 
وبشكل شبه يومي تُجلى الجاليات السورية من الخارج عائدة إلى سورية على متن الخطوط الجوية السورية نتيجة انتشار وباء كورونا، ويبلغ عدد العائدين اليومي حوالي 205 إلى 270 عائداً. حيث يخضع العائدون لحجر صحي لمدة 14 يوماً أو أقل.
 
لا يختلف وضع سامر (اسم مستعار) عن غدير سوى باختلاف مكان حجره. سامر العائد من السودان بعد خسارة عمله، حُجر في المدينة الجامعية بدمشق، في ظروف مخالفة لشروط الحجر الصحي الآمن المعتمدة في أغلب دول العالم.
 
يقول سامر " كل شيء على ما يرام الى أن تركب الطيارة إلى دمشق، حيث تنصدم بهول المشهد فلا عقامة ولا تعقيم سوى أنّ كادر الطيارة يرتدي الكفوف والكمامات، كنت انتظر نقطة مُعقم توضع على يدي بعد إجراءات المطار، تمسكت بنفسي لمدة ساعتين على ألا المس شيئاً".
 
ولدى وصله لمطار دمشق كانت الكارثة بحسب وصفه، حيثُ وضعوا كل الحقائب في الساحة ما دفع العائدين للتجمع حولها، كلُ يبحث عن حقيبته دون أي إجراءات صحية، ودون سابق انذار عُبء الجميع في باصات وتم اقتيادهم إلى مركز الحجر الصحي في المدينة الجامعية كما قال سامر.
 
مر اليوم الأول دون أن يأتي أحد لفحص أو تعقيم العائدين يقول سامر. وما زاد لطين بلة سوء المكان وامتلائه بالحشرات والقوارض، والفاجعة وفقاً لسامر حمام واحد لجميع المحجورين. حُجر 10 أيام وغادر لمنزله على أمل بقائه خارج دائرة المصابين.
 
على أعصابهم يقضون هذه الأيام وينتظرون النتائج بفارغ الصبر حالهم اليوم لا يحسدون عليهم سواء بإقامة جيدة أو إقامة سيئة تبقى النتيجة واحدة لمن يحمل الفايروس .
 
هذا وقد كانت وزارة النقل قد حددت شروطًا للسوريين الراغبين بالعودة إلى سوريا، في ظل إجراءات توقف حركة النقل الجوي بسبب فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد- 19).
 
وبحسب ما نشرته الوزارة عبر حسابها في "فيس بوك" خلال شهر نيسان، طلبت من السوريين الراغبين بالعودة ملء استمارة تتضمن تاريخ السفر ونوع ومكان الإقامة، والمحافظة التي يرغب بالعودة إليها في سوريا.
 
ووفقاً لوزارة الصحة بلغ عدد مراكز الحجر 32 مركزاً موزعة في أغلب المحافظات السورية، في حين بلغ اجمالي الأشخاص المخرجين 4624 من 7613 شخصاً تعرضوا للحجر الصحي.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8