"غزوة مزبود" ورهاب سعد الحريري من وهاب

يوسف الصايغ

2020.05.12 - 08:48
Facebook Share
طباعة

 
 
 
مع إنطلاق حراك17 تشرين الأول من العام الماضي تمايز رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب بمواقفة حتى عن حلفائه، خصوصا وانه كان قد إستبق حراك تشرين مُحذراً الطبقة السياسية من مغبة الإمعان في سياسة الإفقار والتجويع، التي أوصلت معظم الشعب اللبناني الى خانة العوز.
 
في السياق تشير مصادر مطلعة لوكالة أنباء آسيا الى أن "مواقف وهاب وجرأته السياسية ضد حلفائه قبل الخصوم وتسمية الأشياء بأسمائها في ما خص ملفات الفساد شكلت عامل جذب للقاعدة الشعبية، التي تدور خارج الإطار السياسي التقليدي لرئيس حزب التوحيد، لا سيما في منطقة الإقليم المحسوبة وفق التصنيف الطائفي على تيار المستقبل كونها ذات غالبية من الطائفة السنية، بالإضافة الى إرتفاع أسهم وهاب درزياً ومسيحياً وحتى شيعياً، بإعتبار أن مواقف وهاب تعبّر عن الشريحة الأكبر من اللبنانيين، ألا وهي شريحة المتضررين من سياسات الجوع والتفقير التي دفعت بالناس للنزول الى الساحات، والمطالبة بمحاسبة الفاسدين وناهبي المال العام ومهربي الأموال الى الخارج".
 
وتلفت المصادر الى "تنامي الحالة الشعبية المؤيدة لوهاب واتساعها لتشمل فئات شعبية من طوائف أخرى لا سيما في منطقة الإقليم، شكّل مصدر قلق للقوى السياسية وتحديدا بالنسبة لتيار المستقبل، الذي تلمس أولى بوادر تبدل المزاج الشعبي في الإنتخابات النيابية الأخيرة، وهذا ما يفسر الحملة السياسية العنيفة من قبل عدد من "صقور" تيار المستقبل على وهاب بعد حراك 17 تشرين حيث أصبحت الأمور أكثر وضوحاً، فتحوّل وهاب الى مصدر تهديد للتيار الأزرق في الإقليم بعد إتساع مساحة مؤيديه شعبياً".
 
كذلك تشير المصادر أنه ومع إنطلاق تحركات "المبايعة" لسعد الحريري بعد بروز نجم شقيقه بهاء، الذي شكلت مواقفه مادة إعلامية دسمة خلال الأيام القليلة الماضية تسلطت الأضواء مجدداً على الوزير وهاب، بإعتباره أول من أعلن منذ أسابيع عن مشهد جديد للحريرية السياسية بقيادة بهاء الحريري، بعدما أثبت شقيقه سعد فشله السياسي".
 
وعليه تضع المصادر الإعتداء على مركز حزب التوحيد العربي في بلدة مزبود الشوفية حيث تم تحطيم واجهة المركز، في سياق محاولة للتنفيس عن الإحتقان الذي أصاب سعد الحريري بعد كلام الوزير وهاب قبل أيام، والذي أشار فيه الى إحتمال عودة التفاهم السعودي – السوري المعروف بـمصطلح الـ "س – س" الى لبنان، ما يعني حكماً أن سعد الحريري خارج هذه المعادلة، لأن الأخير أحرق جميع مراكبه مع سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد".
 
وتختم المصادر مشيرة الى أن "كلام الوزير وهاب الأخير نزل كالصاعقة على سعد الحريري الذي بات يعيش حالة رهاب من حالة وئام وهاب، لا سيما وأن رئيس حزب التوحيد أشار الى ان المحاسبة ستطال خمسة رؤوس في الفترة المقبلة، وربما هذا ما يفسر الغزوة على مركز حزب التوحيد، وتلفت الى أن سعد الحريري بات قلقا على مستقبله أكثر من أي وقت مضى بعد بروز منافس له داخل البيت الحريري الذي يبدو انه ليس واحداً".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 3