الحرية الدينية في الأنماط الأمريكية

فادي صايغ - موسكو

2020.05.11 - 09:10
Facebook Share
طباعة

 

التحالف الدولي للحريات الدينية هو أداة أخرى للضغط الأمريكي على الدول ذات النظام السياسي التي لا تحبها واشنطن ولها اقتصاد مستقل عنها. هذه المجموعة الصغيرة المكونة من 26 دولة، بقيادة الولايات المتحدة، أعطت لنفسها الحق في تحديد مكان انتهاك الحريات الدينية في العالم. وسوف يتم اتهام أولئك المذنبين بالإرهاب. وقد ناقشنا هذا الأمر في مادتنا السابقة عن هذا التنظيم الجديد.
لنفترض أنَّ التحالف لم يقرّر فقط ترتيب العلاقات مع المنافسين الجيوسياسيين، بل أرادً أيضاً ترتيب القضايا الدينية؟ فهل من الممكن توقّع انتصار الحريات الدينية حتى بين أعضاء التحالف؟
المنظمة حالياً متعدّدة التخصصات الدينية، فهناك دول كاثوليكية "النمسا، البرازيل، كولومبيا، كرواتيا، بولندا، وليتوانيا". ودول أرثوذكسية "جورجيا، أوكرانيا، وبلغاريا". وبروتستانتية "الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، إستونيا، ولاتفيا". واليهودية ممثلة بإسرائيل. أمَّا الدول الإسلامية فهي "ألبانيا، كوسوفو، والسنغال".
في العديد من هذه البلدان، وفي الآونة الأخيرة، وبمساعدة نشطة من الولايات المتحدة، تغيرت الأنظمة السياسية. حيث دخلوا مرحلة التوافق مع أفكار واشنطن حول الديمقراطية الحقيقية. وأذكر الآن أنه في القوة العظمى نفسها، فإن غالبية السكان يصرون على البروتستانتية. وباتباع منطق أفعال واشنطن، سرعان ما سيتم الاعتراف بهذا الاتجاه الديني الخاص في بلدان التحالف الأخرى على أنه الإيمان الحقيقي الوحيد. بادئ ذي بدء، في الأرثوذكسية، حيث ترتبط الأرثوذكسية أولاً وقبل كل شيء بموسكو.
إنَّ محاولات الاتهام والتحديد لمنتهكي الحريات الدينية في الدول الإسلامية، سوف تتسبَّب في عواقب أكثر خطورة. خاصة في المنطقة العربية غير الممثلة على الإطلاق في الحلف. غالباً ما يربط السياسيون والصحفيون عديمو الضمير، أوجه شبه بين الإسلام والإرهاب. وعلى الرغم من أنَّ هذه المقارنات ولدت فقط لمصلحة دائرة معينة من المستفيدين، فإن التكهنات حول موضوع الأديان الصحيحة والخاطئة، ستؤدي إلى تعقيد أكبر للوضع في الشرق الأوسط.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8