سورية: مؤسسات حكومية تُخالف إجراءات الوقاية من كورونا

حبيب شحادة – وكالة أنباء آسيا

2020.05.07 - 11:59
Facebook Share
طباعة

 
 
 
ما أن أعلنت الحكومة تخفيف إجراءاتها الاحترازية وعودة العمل في المؤسسات الحكومية بنسبة 40% حتى غص البعض منها بطوابير الناس المندفعة لتسديد التزاماتها المالية، كما حدث في مؤسستي المياه والهاتف بدمشق ذلك جراء قيام تلك المؤسسات بقطع خدماتها عن المواطنين كما فعل مركز اتصالات النصر.
 
أكثر من 200 شخصاً يتجمعون في صالة لا يتجاوز طولها 10 أمتاراً، ورغم تواجد مسؤولين لتنظيم الناس في صفوف، إلا أنه لا توجد كمامات ولا تعقيم ولا مسافة أمان، بل ما يطغى على المشهد تعالي أصوات الناس الذين قُطعت خطوط هواتفهم دون أدنى توجس من الفايروس التاجي.
 
مازن سنابل قال لوكالة "آسيا" "قطعولي خطي، واليوم يقولون لي هذا الرقم غير موجود في الخدمة"، ويضيف أن الناس كانت محجوره صحياً، وتم إعطاء مهلة لتسديد الفواتير لكن مؤسسة الهاتف لم تلتزم بتوجيهات رئاسة الحكومة التي نصت على ذلك.
 
وكانت شركة الاتصالات قد ذكرت السادة مشتركي الهاتف الثابت بضرورة تسديد الذمم المالية المترتبة عليهم في أقرب مركز هاتفي وحتى تاريخ أقصاه ٢/٥/ 2020 وحددت أوقات عمل لذلك. ما دعا الناس للتجمهر بأعداد هائلة ضمن هذه المراكز خوفاً من انقطاع الخدمة وفرض الغرامات المالية.
 
واشتكى عدد من المواطنين من قطع خطوط هواتفهم، إضافة لسوء شبكة الانترنت لديهم، ومن تجمع الناس على كوة واحدة للتسديد في ظل عدم تواجد موظفين على الكوات الأخرى، ما خلق حالة من الازدحام العشوائي دون توافر أدنى إجراءات الوقاية الصحية في وقت حرج من انتشار فايروس كورونا.
 
وكان الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفايروس كورونا أكد على أهمية أن تتوافق جميع الخطوات والإجراءات لإعادة النشاط الاقتصادي والخدمي مع المسؤولية العالية والحرص والوعي من قبل المواطنين وضرورة الالتزام بالوقاية الشخصية وشروط السلامة الصحية في كافة المهن والخدمات.
 
لكن كل ذلك غير متواجد على أرض الواقع التي تعج بالناس المتجمهرة في أغلب المؤسسات الخدمية، والتي تفتقد لمعايير الصحة والسلامة المعتمدة من قِبل منظمة الصحة العالمية.
 
وعند التوجه لمدير الصالة في مركز الهاتف في الحجاز للسؤال عن عم الالتزام بإجراءات الوقاية من قبل الناس أشار وبشكل سريع إلى التزام المنظمين بالصالة بهذه المعايير من ارتداء الكمامة والكفوف. ويبدو أن المؤسسات قد فهمت اجراءات الوقاية بشكل مختلف، تلتزم هي وتترك الناس على راحتها دون أي متابعة أو تنظيم.
 
وما يحدث في مؤسسة الاتصالات من حيث الاكتظاظ والتجمع ينسحب بدوره على مؤسسة المياه بدمشق وفقاً لعدد من الناس التقتهم وكالة "آسيا".
 
علا من سكان حي النصر بدمشق، ومن أمام مؤسسة مياه دمشق قالت لوكالة "آسيا" " أرفض الوقوف في هذا التجمع العشوائي، حيث لا يوجد حتى سنتيمتر من الأمان، بل الناس تتدافع هنا لتسدد فواتيرها، وكأن كورونا غير موجود، أو أن الناس هنا لم يسمعوا به بعد".
 
بالمقابل لم يبدي مدير الصالة في مؤسسة المياه المسؤول عن تنظيم الدور والتباعد بين الناس أي اهتمام لدى سؤاله عن ضرورة توافر إجراءات صحية وقائية لمنع انتشار الفايروس، سوى قيامه بإرسال موظف من ذوي الاحتياجات لتنظيم الدور. ملقياً باللوم على الناس التي لا تلتزم بالدور وتتجمهر عشوائياً.
 
لا كمامات. لا كفوف. لا تعقيم. تلاحظه عند دخولك أية مؤسسة حكومية، ما يدعو للقلق والخوف من موجة ثانية لانتشار الفايروس، أما عن المواطنين فأعبائهم اليومية تبعدهم كل البعد عن التفكير بشراء كمامات وكفوف والتي أصبحت بأسعار مرتفعة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3