هل ستكون الصين افضل من اميركا لو حكمت العالم؟؟

كتبت د. زينة يوسف

2020.05.06 - 12:26
Facebook Share
طباعة

 
منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1990، انفردت الولايات المتحدة الاميركية بالهيمنة على العالم ولم يعد لها منافس حقيقي من الدول العظمى.
ومع تعاظم قوة الصين الاقتصادية بسبب ضخ " النظام العالمي" عبر شركاته العابرة للقارات للاموال والصناعات والتقنيات اضحت الصين منافسا محتملا لأميركا لكنها لم تسعى لذلك بعد.
اميركا التي يعيش شعبها في وضع افضل بكثير من كل شعوب الارض لكنه لا يحظى الا بجزء يسير من حقوقه في ثروته الهائلة. فالسلطة الحاكمة في واشنطن محكومة من شركات عابرة للقارات هي التي شاركت النظام الشيوعي في بكين وجعلت من نهضة الصين أمراً ممكناً.
فهل لو ان الصين تحولت الى قطب منافس للاميركيين في الساحة العالمين ستكون ارحم مع شعوبنا من واشنطن؟؟
وهل هي دولة عظمى رحيمة بعكس الولايات المتحدة الظالمة لشعوب العالم الثالث؟؟
الجواب في العنوان التالي و هو " أنظروا كيف تتعامل الصين مع اسرائيل"
اميركا حامية اسرائيل التي تحتل دولة عربية هي فلسطين، وتشرد عشرة ملايين من شعبها وهي التي تحتل اجزاء من سورية ولبنان هي ايضا تحظى بعد سنين من القطيعة بالرعاية الصينية.
الصين التي كانت شيوعية شيء، والصين التي صارت رأسمالية وشريكة في النظام العالمي شيء آخر.
والشراكة الصينية مع اسرائيل لا تفسير لها سوى بالتفسير نفسه الذي يمكن من خلاله فهم العلاقة الاسرائيلية الاميركية. اسياد من يحكمون واشنطن من الشركات الاستعمارية تهمهم اسرائيل لاسباب عديدة لذا ازلامهم في واشنطن يحمون اسرائيل وكذا ستفعل الصين لو احتاجت اليها اسرائيل.
الشراكة الصينية الاسرائيلية استفزت حتى الصهيوني دايفيد شينكر عضو اللوبي الاسرائيلي في واشنطن اذا اعترض على التعاون المالي الصيني مع اسرائيل بسبب ازمة كورونا وقال:
"إن إسرائيل من بين الدول التي تحتاج إلى تدقيق أكبر على الاستثمارات الأجنبية خاصة خلال فترة الانكماش الاقتصادي بسبب تبعات جائحة كورونا، بحيث عليها الانتباه جيدا للتعاملات مع الصين، والتي يمكن أن تستهدف شركات إسرائيلية.
وأدلى شنكر بتصريحه في اتصال هاتفي مع وكالة بلومبيرغ مبديا تخوفه من توجه الشركات نحو الصين والتي ستصبح بحاجة ماسة لرأس المال بعد أزمة كورونا المستجد، وهو ما سيجعل هذه الشركات فريسة وأهدافا للتعاملات الصينية.
وأضاف "لقد اتخذنا خطوات" وبعض الدول الشريكة للولايات المتحدة بدأت بخطوات أيضا لتعزيز جهود التأكد من الاستثمارات الأجنبية ومصادر رأسمالها، وهو ما ينصح إسرائيل باتخاذه أيضا.
فماذا في تفاصيل العلاقات الصينية الاسرائيلية؟؟
تعهدت الصين ببناء أكبر محطة تحلية لمياه البحر على الشواطئ الفلسطينية المحتلة لخدمة المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية، حيث ستتمكن هذه المحطة من تحلية أكثر من مليوني متر مكعب من مياه البحر يومياً، وهو ما يغطي نسبة 25% من احتياجات الكيان للمياه العذبة.
ستحظى المحطة المذكورة التي أغضبت الولايات المتحدة الأمريكية، برعاية صينيةٍ وإشرافٍ مباشرٍ من خبرائها، لتضاعف في السنوات القادمة قدرتها القصوى على التحلية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمكن الكيان الصهيوني من زيادة إمكانية استخدامه للمياه العذبة والنقية من المصادر الأخرى في الصناعات الدوائية، وستتعهد الحكومة الصينية بتغطية تكاليف إنشاء المحطة وتشغيلها، وصيانتها وتطويرها، مقابل خدماتٍ أخرى يقدمها الكيان الصهيوني للصين.
كما شرعت الصين مع الكيان الصهيوني في أوسع عملية استثمار تقني وعلمي، في جميع المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والتكنولوجية، وباشرت في عقد الصفقات التجارية، إلا أنها تركز على الجوانب العلمية والتكنولوجية، حيث تبرع الصين في البرمجيات الحديثة وتقنيات الكمبيوتر التي يتميز بها الكيان الصهيوني أيضاً، إلا أنها تتطلع إلى مزيدٍ من تبادل الخبرات التقنية معه، وتطمح للاستفادة منه في تطوير وتجهيز قطاع الطائرات المسيرة، التي تستخدم في الرصد والمتابعة والتصوير والمراقبة، أو تستخدم في قطاع الخدمات المدنية، إلا أنها تتطلع إلى التزود بالجديد وعالي التقنية منها، حيث أنها تنتج كمياتٍ كبيرة منها، ولديها أسواق استهلاكية كبيرة في الشرق الأوسط.
 
الاستثمارات الصينية في الكيان الصهيوني ليست قديمة، إذ بدأت قبل عقد ونصف تقريبا لكنها اضحت شريكا اساسيا للاسرائيليين وممولا بديلا عن الولايات المتحدة للكثير من المشاريع التقنية في المجال العسكري على وجه الخصوص.
واذا ما كنا نعلم ان اسرائيل هي مشروع استعماري له اهداف استعمارية فكر فيها نابوليون بونابرات حين غزا مصر وفلسطين وفكر في اقامة دولة لليهود في المنطقة لتقسيمها ولاقامة قاعدة ثابتة تعتبر جزءا غريبا على نسيج المنطقة ويفرض هيمنته عليها. لذا لا يمكن فهم التعاون الصيني الاسرائيلي الا في اطار تحضير الصين لادوات استعمارها للمنطقة اذا ما تخلت عنها اميركا.
تلك هي الصين التي يراهن عليها كثيرون للتخلص من الامبريالية الاميركية
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3