كيف تُلقي الولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليتها على الصين؟

فادي الصايغ

2020.05.02 - 12:59
Facebook Share
طباعة

 في الوقت الذي يُركّز فيه العالم كافة جهوده على مكافحة الفيروسات التاجية، تجد الولايات المتحدة الفرص للمؤامرات السياسية، والمواجهات ضد الدول الأخرى. هذا وعلى الرغم من حقيقة أنَّ الولايات المتحدة تتقدّم في عدد الإصابات والوفيات من COVID-19 وسط عدم الاستعداد الكامل للوباء في البلاد. وقد تمت مناقشة ذلك في مقال سابق عن الولايات المتحدة والفيروس التاجي. البيت الأبيض الأمريكي يعتبر الصين المسؤولة عن تطوير وانتشار عدوى الفيروس التاجي. ولكن هناك العديد من الدلائل على أنَّ واشنطن تحاول صرف انتباه المجتمع الدولي عن تطويرها للأسلحة البيولوجية بهذه الهجمات وإلقاء اللوم على الآخرين.

اتهم الرئيس ترامب بكين مراراً وتكراراً في العديد من خطاباته، بأنّها لم تُبلّغ عن الفيروس التاجي في الوقت المناسب، وهو يفترض بأنّه لهذا السبب انتشر الوباء في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، في ديسمبر 2019، أبلغت السلطات الصينية منظمة الصحة العالمية عن تفشي الالتهاب الرئوي غير معروف الأصل في ووهان، وآنذاك بدأت العديد من الدول -حتى دون أن تدرك الخطر الكامل لـCOVID-19- على الفور باتخاذ تدابير استباقية لتأمين أنفسهم، ومن بينها تشديد الرقابة على الحدود، وعمليات التفتيش الصحي المنظم للوافدين وتدابير الحجر الصحي، كما بدأت باتخاذ تدابير وقائية مع السكان، وما إلى ذلك. في الوقت الذي تجاهلت فيه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التهديد، وبقيوا على مدى نحو شهر ونصف واثقين من أنَّ مشاكل بقية العالم لا تهددهما. وعندما أدركوا الخطر، كان قد فات الأوان.
بطبيعة الحال، احتاجت واشنطن بشكل عاجل إلى طرف مُذنب، يتحمل المسؤولية، لكي لا تعترف بسذاجتها الإجرامية. وكانت الصين هي ذاك الطرف، حيث تم فيها تسجيل الحالات الأولى للإصابة بالفيروس التاجي بشكل رسمي. لذا تحاول الولايات المتحدة حل مشكلتين بآنٍ معاً. الأولى هي إخلاء مسؤوليتها وإلقائها على طرف آخر. والثانية هي ضرب منافس يُظهِر نمواً اقتصادياً يُحسَد عليه لسنوات عديدة، ويقهر الأسواق العالمية خطوة بخطوة ليقترب من الولايات المتحدة.
الآن وفي سياق الحديث عن الاتهامات الموجهة للصين في تطوير وانتشار وباء الفيروس التاجي، فقد بدأ دونالد ترامب بتسميته "الفيروس الصيني"، مدعياً أنه قدَّ تم تطويره في أحد المختبرات البيولوجية بالقرب من مدينة ووهان، حيث يزعم حدوث تسرب من المختبر، وتسبّب ذلك في وقوع أول تفشي للمرض في ووهان.
لكنَّ رئيس البيت الأبيض صامت عن حقيقة أنه في عام 2014، طوَّرَ علماء في جامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة، وعلى أساس الفيروس التاجي، فيروساً جديداً خطيراً على البشر. وزعيم القوة العظمى صامت أيضاً عن الحقائق التالية:
في أغسطس من عام 2019، تمَّ إغلاق أحد المختبرات البيولوجية العسكرية في الولايات المتحدة بسبب "تهديد أمني". سرعان ما تم تسجيل أعراض مرض رئوي غريب في أمريكا لأكثر من 200 شخص. وفي سبتمبر 2019، أصاب "مرض رئوي غير معروف" أكثر من 500 شخص في أكثر من 30 ولاية أمريكية. وفي الوفيات المبلغ عنها من المرض في 5 ولايات، كان عمر القتلى بدءاً من 30 سنة فما فوق.
بعد ذلك بشهر، عُقدت في مدينة ووهان الصينية دورة الألعاب العسكرية، وشارك فيها الوفد الأمريكي البالغ 200 شخص. وفي 17 نوفمبر 2019، في ووهان، تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس، تمت تسميته لاحقاً COVID-19.
إذاً فالتسلسل السابق للأحداث يضعنا أمام استنتاجات واضحة، لاتحتاج للتفسير!
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10