لهذا عاد تيار المستقبل الى قطع الطرق وهزّ الاستقرار الأمني

كتب أحمد الأبراهيم – بيروت

2020.05.02 - 12:20
Facebook Share
طباعة

 بالتزامن مع تشكيل الحكومة، وقبل جلسة الثقة تولى الرئيس نبيه بري " بحسب مصادر خاصة" التفاوض وتقديم التطمينات للرئيس سعد الحريري وللوزير السابق وليد جنبلاط بخصوص نفوذهما ورجالهما و " حصصهما" في المؤسسات والوزارات.

للرجلين تركة كبيرة، فرجالهم يحتلون اغلب المناصب الحكومية الاساسية ويرأس اتباعهم مفاصل اساسية في المجالس والاجهزة العسكرية والامنية. وخشية كل منهما من القضاء على على مواقع نفوذهم تمظهرت " تقنيا" في قطع الطرقات " الطائفية" خصوصا طريقي الجنوب عند خط الساحل، والبقاع عبر نقاط طائفية حامية مثل تعلبايا وسعدنايل.
كل ما سبق يمس بالعرق الحساس لحزب الله الذي يقدم الكثير من التنازلات الثمينة لتيار المستقبل منذ العام 2005 خشية من صراع سني شيعي مسلح.
اي شيء مقبول لدى الحزب الا الحرب الاهلية لذا كانت تطمينات الرئيس نبيه بري تمثله شخصيا كمشارك في تأمين الغطاء السياسي لحكومة حسان دياب، لكنه ايضا تحدث باسم حزب الله الذي وان اعاد ذكر التطمينات نفسها امام سعد الحريري ووليد جنبلاط الا انه يعتبر الرئيس نبيه بري ضامنا للطرفين وذو مصداقية عنده وعند خصومه فهو هنا من التركيبة الجديدة، وكان هناك ولا يزال من الحلف القديم الذي حكم منذ العام 1992.
ما أعاد اسلوب قطع الطرقات الى الواجهة ليس التعرض كلاميا لحاكم مصرف لبنان المحسوب شريكا اساسيا من الطبقة التي يمثلها ثلاثي بري – جنبلاط – سعد الحريري، فقد بدأ الحلف الثلاثي خططه الطارئة لمواجهة ما اعتبروه " بحسب المصدر" هجمة انقلابية برزت في مقررات جلسة 26 اذار 2020 التي اتخذ خلالها مجلس الوزراء قرار كلف بموجبه وزير المالية "المحسوب على بري" التباحث مع مصرف لبنان في الية لاجراء تدقيق محاسبي في سبب الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان"
 
هذا البند وحده كاف لدفع الطبقة السياسية التي حكمت منذ اتفاق الطائف الى الاستنفار، لان الامر يعني تأمين السلاح القانوني اللازم لملاحقة كل من تولى منصبا حكوميا او وزاريا في الدولة. ومن تولوا تلك المناصب اهمهم ينتمي لتيار المستقبل وللحزب الاشتراكي ولتيار المستقبل. ومما زاد مخاوف أباطرة الطوائف والطائف الثلاثة أن القرار بدا كما لو انه يمثل حرفيا ما يحلم بتحقيقه وزير الخارجية السابق جبران باسيل الذي يتهمه الثلاثي بلعب دور " الوحي" في مواجهتهم عبر حسان دياب.
تداعت الامور وتطورت وصولا الى الحرب التي اندلعت ضد القوانين التي تؤمن حدا أدنى من الادوات القانونية لاسترداد المال المنهوب. في جلسة مجلس النواب الاخيرة التي كانت ختامها هجوما شخصيا حادا من الرئيس نبيه بري على حسان دياب وامام عدسات الكاميرا.
الامر الذي فهمه دياب وفهم أسبابه، فرد بتصعيد هجومه على الطبقة التي يمثلها الثلاثي المذكور آنفا ومستهدفا بشكل عنيف وصريح
" محاسب" الثلاثي وسترهم المالي رياض سلامة الذي حظي بدعم بكركي ودار الفتوى وبدعم الفوضويين وقطاع الطرق في الشوارع الطائفية.
هل يقف نبيه بري ضد الاصلاح وضد اعادة المال المنهوب وهو حليف حزب الله ؟؟
مصادر مطلعة تقول " ان الرئيس نبيه بري لا يخشى من حسان دياب، بل من الاستهداف الذي يخطط له جبران باسيل عبر قرارت الحكومة" . يستشهد المصدر القريب من حركة أمل بتعيينات أقرتها حكومة الرئيس حسان دياب في احدى جلساتها شملت اثنين من المقربين من جبران باسيل رغم اعتراض وزراء حركة امل على القرار لكن الرئيس دياب قال لهما" سجلنا اعتراضكم وتحفظكم" وقضي الامر.
لهذا اعتبر الرئيس ان مصلحته الآنية تتقاطع مع مصالح اعداء الحكومة كون الرئيس حسان دياب اظهر انه لا يأبه ولا يحترم موقع الرئيس نبيه بري ولا يأخذ بعين الاعتبار حصصه في التعيينات. وهو يرى كما يرى الرئيس سعد الحريري ووليد جنبلاط ان الخطر لا ينحصر بالتعيينات الجديدة التي يفترض بها ملء الفراغ، بل ان مخاوف الثلاثي تذهب بعيدا الى حد الخوف من الاطاحة بكل مواقع النفوذ التي يشغلها محسوبون على الثلاثي الحاكم سابقا، ما يعني نهاية مصادر القوة ومصادر الثروة التي أمنت من المال العام ما يلزم للابقاء على المحازبين والانصار راضين وعلى العوائل والشركاء فرحين".
هنا يختلط الهم الشخصي، بالخوف على الثروة والمكاسب وعلى مستقبل الورثة السياسيين والماليين. فما يحاول الرئيس حسان دياب فعله يعني امتلاك القدرة القانونية مستقبلا على استعادة الثروات المنهوبة منذ ثلاثة عقود حتى اخر فلس، والقدرة ايضا على محاكمة ومحاسبة الزعماء الطائفيين ان تغيرت الظروف أمام القضاء العادي وهو امر وان يكن بعيدا لكن مقدماته بالنسبة للثلاثي " الخطير" غير مقبولة وغير مسموح لها ان تقر او ان تمر عبر مجلس النواب.
ولم يتأخر التصعيد، اذ رأى وليد جنبلاط في تصريح له امس لقناة العربية السعودية " أن حزب الله يقود انقلابا يتقاطع مع حرب الغاء يشنها الرئيس ميشال عون على خصومه" وفي حين اكتفى الحريري بدفع انصاره لقطع طرقات تلعب دور البريد المستعجل في الدامور والسعديات وفي البقاع الاوسط وفي بيروت نفسها عند تقاطع قصقص وكورنيش المزرعة، قال البطريرك نيابة عن اصدقائه في الطبقة السياسية الفاسدة " ان التعرض لرياض سلامة ممنوع" واضاف " ان تغيير وجه لبنان ايضا ممنوع" في اشارة الى توافق البطريرك الراعي مع مخاوف وليد جنبلاط وسمير جعجع الذي تولى انصاره قطع طريق الزلقا – جل الديب.
اين قائد الجيش من كل ما يحصل؟؟
عمل الجيش على فتح الطرق المقفلة، لكن اداء القوى الامنية في المستقبل القريب سيحدد شكل المواجهة ومدى اتساعها.
اما حزب الله فقد اوعز لأبواقه الاعلامية التي يبعث من خلالها عادة الرسائل ليقول عبر (حسين ايوب) " ان ما يقوم به الرئيس نبيه بري من دفاع عن رياض سلامة يتوافق تماما مع رأي حزب الله. في حين اكد الزميل "ابراهيم الامين" في الاخبار صباح اليوم " ان حزب الله لا يريد النيل من مواقع نفوذ تيار المستقبل ووليد جنبلاط في الوزارات والمناصب الرسمية.
فهل يكتفي الثلاثي بهذه الرسائل ويفتح الطرقات اما اننا ذاهبون الى تصعيد اكبر في ظل اصرار حسان دياب على المواجهة عبر الضغوط المتواصلة بواسطة قرارات مجلس الوزراء الذي تلحظ جلسته المقبلة جدولا للاعمال يتضمن ثلاث بنود كلها تصب في خانة ملاحقة ناهبي المال العام بهدف استعادته.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1