الولايات المتحدة الأمريكية والفيروس التاجي وفرصة لتجارة رابحة

فادي الصايغ - وكالة أنباء آسيا

2020.04.27 - 12:22
Facebook Share
طباعة

 في حين أنَّ الأمريكيين العاديين يموتون بالآلاف بسبب الفيروس التاجي، فإن السلطات الأمريكية تندفع من جانب إلى آخر، وتختار من هو الأفضل لاتهامه بأنَّه الجاني والسبب في مشاكلهم، و أيضاً لكسب أموال إضافية من ذلك.

 
أولاً، تمَّ اتهام الصين، التي كانت مصدر انتشار الوباء. حيث تم تسجيل أول تفشي لـ COVID-19 بالفعل في نهاية عام 2019 في مدينة ووهان الصينية. ومن المعروف أنه قبل ذلك بوقت قصير، في أكتوبر 2019، عقدت دورة الألعاب العسكرية في مدينة ووهان، بمشاركة وفود أخرى بلغ عددها مايقارب 200 شخص.
 
كتبنا عن هذا في مادتنا السابقة. فضلاً عن حقيقة أنَّه في أغسطس وسبتمبر 2019 في الولايات المتحدة أصيب عدة مئات من الأشخاص بمرض رئوي غير معروف، بينما مات بعضهم. و "صدفة" أخرى - بدأت حالات إصابة الأمريكيين بهذا المرض المجهول بعد فترة وجيزة من إغلاق أحد المختبرات البيولوجية العديدة في الولايات المتحدة. كما أوضح "بسبب تهديد أمني".
 
إن الاتهامات الموجه ضد الرئيس الصيني "شي جين بينغ" بأنَّ بكين كانت تخفي معلومات حول الخطر الشديد لـ COVID-19 لفترة طويلة هي أيضاً اتهامات ساذجة. حيث أخطرت الصين منظمة الصحة العالمية في 31 ديسمبر 2019 بتفشي نوع جديد من الالتهاب الرئوي في البشر. وليس ذنب الصين أنَّ الولايات المتحدة وأوروبا لم تأخذا التهديد على محمل الجد لأكثر من شهر، معتمدين على الرعاية الصحية المتطورة. وقد واجهت البلدان الأكثر تقدماً نقصاً كارثياً في المعدات الطبية الأساسية، ونقص الأماكن في المستشفيات والمقابر.
 
الهدف التالي لهجمات واشنطن كان منظمة الصحة العالمية نفسها. في منتصف أبريل 2020، أدلى دونالد ترامب ببيان مفاده أنَّ منظمة الصحة العالمية هي المسؤولة أيضاً عن الانتشار السريع لـ COVID-19 جنباً إلى جنب مع الصين. ووفقاً لرئيس البيت الأبيض الأمريكي، في ديسمبر 2019 "كانت هناك معلومات موثوقة" حول إمكانية انتقال الفيروس من شخص لآخر، الأمر الذي كان ينبغي أن يدفع منظمة الصحة العالمية للتحقيق على الفور، لكن المنظمة لم تفعل ذلك.
 
وفي هذا الصدد، قال ترامب بأنَّ الولايات المتحدة ستُعلّق التمويل لمنظمة الصحة العالمية. يضاف إلى ذلك بأنَّ الولايات المتحدة تعتزم مقاضاة "بكين"، بتعويض قدره 6 تريليون دولار كون أنَّها السبب وراء تطوير وتفشّي وباء فيروس كورونا.
أي أنَّه بينما يعاني العالم من مصيبة عالمية، فإنَّ أقوى دولة تحاول الاستفادة من هذه المصيبة. تنسق منظمة الصحة العالمية جهود الوباء. وتعمل الصين على تطوير لقاح ضد COVID-19، كما ترسل معدات وإمدادات طبية إلى دول مختلفة لمساعدة الأطباء المحليين. كما تساهم معظم الدول الأخرى في مكافحة العدوى. وفي الوقت نفسه، تنقذ الولايات المتحدة منظمة الصحة العالمية بيد، وتزحف إلى جيب الصين باليد الأخرى، وفي الوقت نفسه تتصنَّع وكأنّها ضحية بريئة.
في المحصّلة، هذا الوباء بالنسبة للبعض هو بمثابة كارثة حقيقية. وبالنسبة لآخرين هو تجارة رابحة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4