"كورونا".. يَحرم الأُسر السورية الفقيرة من حوالات أبنائهم في الخارج

حبيب شحادة – وكالة أنباء آسيا

2020.04.25 - 06:02
Facebook Share
طباعة

 

 
 
في ظروف استثنائية تعم العالم، ولم تشهدها سورية خلال 9 سنوات حرب، فقدت اعتدال العبد الله مصدر دخل كان يأتيها من الخارج. إزاء تراجع حاد لمبالغ التحويلات المالية بسبب تفشي وباء كورونا، الذي نتج عنه صعوبات بالتنقل وفقدان وظائف.
 
تقول اعتدال لوكالة "آسيا" " إنّ ابنها المقيم في الإمارات توقف عمله بسبب كورونا، وخُفض دخله الشهري إلى النصف تقريباً، ما أدى لخسارتها حوالي 200$ كانت تأتيها كل شهر". وتضيف، أنّ هذا المبلغ كان يعينها على تربية أبنائها وتأمين مستلزماتهم.
 
ليست اعتدال وحدها من خسرت ذاك المبلغ النقدي الشهري، بل شملت الخسارة معظم الأسر السورية التي تعتمد في تدبير أمور حياتها المعيشية على تلك الحوالات، ذلك بعد وصول نسبة السوريين تحت خط الفقر إلى 83% وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
 
وكانت تُقدّر قيمة الحوالات الواردة إلى سورية بطرق غير نظامية بحوالي 5-7 مليون دولار يومياً، وترتفع إلى 10 مليون دولار في المناسبات.
 
هذا الرقم المرتفع كان يتجه إلى السوق السوداء بسبب تثبيت سعر الصرف الرسمي للدولار ب 435 ليرة للدولار الواحد، ما جعل العائلات تُرسل حوالتها للداخل السوري بسعر السوق السوداء وخارج القنوات الرسمية. بينما أصبحت هذه الحوالات اليوم في حدها الأدنى.
 
وكان مصرف سورية المركزي أصدر في شهر شباط من العام الجاري قراراً رفع بموجبه سعر صرف الحوالات الخارجية إلى 700 ليرة بدلاً من 435 ليرة، لتقليل الضغط على الليرة السورية التي فقدت قيمتها خلال الحرب بنسبة كبيرة جداً.
 
وقاربت قيمة الحوالات وفق القنوات الرسمية حوالي 4 تريليونات ليرة خلال سنوات الحرب وفقاً لأحد المواقع الاقتصادية المحلية.
 
وتوقع البنك الدولي في تقرير له صدر الأربعاء 22 من نيسان، أن تتراجع التحويلات المالية بنسبة 20% على مستوى العالم خلال العام الحالي، وهو ما يعد أكبر هبوط من نوعه في التاريخ الحديث.
 
كما حذر البنك الدولي من خسارة البلدان النامية مصادر عائدات رئيسية بالنسبة لها، في ظل التراجع الحاد لمبالغ التحويلات المالية من أبنائها الذين يعملون في الخارج، إثر إجراءات الإغلاق التي تشهدها دول العالم بسبب تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
 
وعزا التقرير هذا التراجع إلى ما تسببت به إجراءات الإغلاق التي جاءت كتدابير احترازية لمنع انتشار فيروس “كورونا”، من ركود عالمي وخسارة لملايين الوظائف، الأمر الذي يمنع العمال من إرسال الأموال إلى عائلاتهم في بلدانهم.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6