بلا خجل .. المحتل يقرّ بلُصوصيَّته

2020.04.17 - 05:54
Facebook Share
طباعة

لم يكن صادماً خبر سرقة الموساد الإسرائيلي للمعدات الطبية التي طلبتها وزارة الصحة في حكومة الاحتلال لمواجهة فيروس كورونا ، فمن سلب الأرض وجعل سكانها ضيوفاً غير مرغوب فيهم عليها ، ومن قتل وشرد وحاصر الفلسطينيين في ديارهم لن يأبه بفعل أي عمل إجرامي مادام يلبي مصالحه الاستيطانية والعدوانية ، وقد أثبتت من جديد قضية انتشار فيروس كورونا في العالم عنصرية كيان الاحتلال بما لا يقبل الشك ، على مبدأ .. أنا ومن بعدي الطوفان .

وقاحة السارق

لقد وصلت الوقاحة الإسرائيلية بهم إلى أن يعترفوا على الملأ باستخدامهم أساليب غير مألوفة كما أسموها ، لتلبية الأعداد الخيالية من المعدات الطبية والأدوية التي طلبتها وزارة صحة كيان الاحتلال لمواجهة فيروس كورونا المتفشي هناك، كلام على لسان ضابط في جهاز استخبارات الاحتلال الاسرائيلي في مقابلة مع القناة الـ12 الإسرائيلية ، الذي بين أن الموساد يلجأ أحياناً للسرقة ويحصل على المعدات الطبية باستخدام طرق وأساليب مختلفة في ظل أزمة كورونا المتفاقمة التي تعاني منها "إسرائيل" ، معلومات تظهر مدى ضعف وهشاشة النظام الصحي والاستماتة الحكومية لتخفيف فشلها في إدارة الأزمة.

إيران في الحسبان

لا يمكن للإسرائيليين اتخاذ قرار دون أن يضعوا في حساباتهم "معادلة إيران" إن صح التعبير ، وإن "فوبيا" إيران بالنسبة للصهاينة تظهر كعين الشمس في تصريحات مسؤوليهم ، كان آخرها ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مصادر مطلعة بأن إيران لم تعد تمثل تهديداً أمنياً في الفترة الحالية بسبب الانشغال الإيراني على حد تعبيرهم بالتعاطي مع أزمة فيروس كورونا ، ولذلك أعطي الضوء الأخضر للموساد الإسرائيلي للمشاركة بشكل مباشر في حل المشكلات الصحية الكارثية ، حيث تعاني المشافي الإسرائيلية من نقص حاد في الأدوات الطبية خاصة أجهزة التنفس الاصطناعي مع ارتفاع أعداد الإصابات بشكل مخيف .

ويؤكد التقرير أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي منخرط بشكل وثيق في مواجهة "إسرائيل" للفيروس، وأصبح واحداً من أهم الدعائم التي ترتكز عليها للحصول على المعدات الطبية بشتى الطرق ، وقد تدخل "يوسي كوهين" رئيس الموساد الإسرائيلي لإيجاد السبل التي يمكن أن تساعد النظام الصحي المنهك في "إسرائيل" الشيء الذي دفع الموساد لتنشيط شبكته الدولية ، ما يترك علامات استفهام كبيرة حول هذا الموضوع.

سلاح "إسرائيل" غير السري

بعد أن وصفت تقارير إعلامية غربية جهاز الاستخبارات بـ "سلاح إسرائيل غير السري" في مواجهة فيروس كورونا ، يبقى السؤال الهام ، ما هو سلاح "إسرائيل" السري ؟ وما حقيقته وجدواه ؟ خاصة أن أعداد الإصابات والموتى بفيروس كورونا في "إسرائيل" ليست سرية !

سلاحٌ غير سري بدا كأنه زوبعة في فنجان ، لم يغير من واقع الحال شيئاً وكان تأثيره محدوداً لدرجة أن أحداً لم يشعر به ، وإن التهويل الإعلامي المبالغ فيه عن مشاركة الاستخبارات الإسرائيلية في صد الوباء لم يتعدَ حدود تلك التقارير ولم يقلل من الانتشار المخيف للفيروس ، انتشار لم ينجُ منه رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "يوسي كوهين" نفسه ، وقد تم حجره صحياً الخميس المنصرم ، بعد مخالطته وزير الصحة "يعقوب ليتسمان" الذي تبين أنه مصابٌ بالفيروس ، المثير في الأمر أن "كوهين" يمثل السلطة العليا في الجهاز الذي تغنى الإعلام الغربي بوصفه سلاحاً غير سري . 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4