فلسطين بين مواجهة الوباء وتحديات الاقتصاد

2020.04.09 - 03:15
Facebook Share
طباعة

 تعيش فلسطين كما العالم في مواجهة يومية مع الوباء المنتشر والمعروف بإسم كورونا وتسعى الحكومة الفلسطينية مدعومة بكل أجهزة السلطة الوطنية للنجاح في مواجهة هذا الوباء بالوقاية منه ، حيث أن الوقاية هي الطريقة الأفضل للتعامل مع الوباء بإعتبار عدم وجود علاج له أو لقاح لمكافحته حتى الان طبعا" ، كما وأن الوقاية وإجراءات الحظر والحجر للمشتبه بإصابتهم تتناسب مع قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية الإقتصادية .

حتى الان هناك نجاح مميز في مواجهة الوباء ومع وجود العديد من الملاحظات التي تتوارد من هنا هناك وهذا أمر طبيعي فنحن نتعامل مع أزمة كبرى تمس بالشعب الفلسطيني كما تمس العالم أجمع ، ومع تقديري لكل النجاحات ولكل الملاحظات المتبادلة بين الجميع إلا أننا يجب أن نشير بفخر وتقدير الى أن حرص السيد الرئيس محمود عباس (أبومازن) على سلامة شعبه وقرائته المبكرة لخطورة الوباء جعلت من قرارات الرئيس بإعلان حالة الطوارئ هي أساس العمل الحكومي الجاد على مكافحة الوباء بكل ما تملك السلطة من قوة وطاقة ومن عمل وقدرات.

طبعا" وكما هو الحال في الازمات ، هناك نجاحات وهناك إخفاقات وهناك أبطال يعرفهم الناس وهناك أبطال لا يعرفهم الناس وهم كثر والحمدالله وفي الأزمات طبعا" تتفجر معركة الوعي والجهل ومعركة الإلتزام مع الفوضى ومعركة الإيجابية مع السلبية وبالطبع معركة الحرص مع عدم المسؤولية وتتفجر كذلك معركة بين الإنانية والتضحية وطبعا" هناك وكما هو معتاد في كل الازمات مستفيدون من الازمة وهناك خاسرون بسببها .

يٌهمني الإعتراف بفضل الجميع ويهمني التركيز على وعي الشعب الفلسطيني الذي سارع للتعاون مع الحكومة لمكافحة ومواجهة هذا الوباء مع تأكيدي على أن السلبيات التي تمثلت بمظاهر عدم الإلتزام بالحظر هي أمر متوقع بحكم وجود بعض الغوغاء في شعبنا ولكن بالإجمال هناك وعي عام في مواجهة الوباء وهناك أداء مميز للحكومة ومعها كشريك أساس الأجهزة الامنية الفلسطينية التي بذلت جهدا" كبيرا" جدا" في ضبط الحالة العامة ، كذلك يجب الإشارة الى أن هناك من يعمل ليل نهار لتقديم كل ما يمكن لشعبنا بعيدا" عن وسائل الإعلام وبكل الطرق المتاحة .

وفي هذا المجال أرى ضرورة أن نتناول مثالين للعمل الذي ترك أثرا" جماهيريا" وأحدث تغير في الصورة العامة التي يراها البعض كما يريد ، أتحدث بداية" عن مكالمة السيد الرئيس أبو مازن مع الدكتور إبراهيم ملحم ونشر محتوى المكالمة الذي جعلنا نرى مستوى المتابعة من قبل السيد الرئيس للتفاصيل فهو لا يجتمع فقط مع رئيس الوزراء ولكنه يتابع عمل الوزراء ويتابع معهم التفاصيل وهذا الأمر خارج عن الصورة النمطية التي يحاول البعض رسمها لعلاقة الرئيس مع الحكومات .

وكمثال أخر جاء إعلان وزيرة الصحة الدكتوره مي كيلة عن جهود المخابرات العامة و الشؤون المدنية في دعم الوزارة وتوفير فحصوصات للفايروس وأجهزة تنفس رغم الصعوبات العالمية التي تحيط بالحصول على الفحوص الطبية للفايروس فقد جاء هذا الإعلان من الوزيرة المناضلة مي كيله بمثابة تسليط للضوء على دور كبير للوزير حسين الشيخ وللوزير ماجد فرج في دعم الحكومة لمكافحة الوباء وهي نجاحات تستحق الإحترام والتقدير وأشير الى اننا بهذا الإعلان من الوزيرة كيله بتنا نعلم ببعض ما يدور خلف (الإحاطة الإعلامية) وخلف( المؤتمر الصحفي ) للحكومة .

الان يجب أن نلفت النظر الى التحدي الأكبر في أثناء مواجهة الوباء وبعد التخلص من هذا الوباء بإذن الله وأتحدث عن التحدي الإقتصادي ، طبعا" الان العمل توقف بالكامل وبالتالي المصانع والمعامل والعمال والشركات بلا عمل وبالتالي صاحب العمل والعامل أو الموظف أمام تحدي إقتصادي كبير وفي نفس الوقت ومما زاد صعوبة التحديات الإقتصادية إنتشار الوباء في إسرائيل و ضعف منظومتها الصحية الذي أدى الى ضرورة العمل على إعادة العمال من إسرائيل وبالتالي توقف دخلهم في ظل عدم قدرة السلطة على توفير فرص عمل لهم أو توفير دعم مما جعلنا نواجه واقعا" صعبا" من المنتظر أن يكون أكثر تعقيدا" كلما طال أمد إنتشار الوباء .

الواقع الأن يقول بأن الاوضاع الإقتصادية على مستوى الإستثمار في فلسطين وعلى مستوى المواطن تتعقد حيث تتزايد الخسائر بسبب مكافحة هذا الوباء وبسبب توقف الأعمال الإجباري وهناك طبعا" توقف تام لدخل السلطة الوطنية الفلسطينية التي تعاني من عجز مالي .

واقع الأمر يقول بأن التحديات الإقتصادية تقتضي إجراءات حكومية للحفاظ على الإقتصاد الفلسطيني وللحفاظ على المصانع والشركات وهناك ضرورات تقتضي استعادة عجلة الإنتاج والعمل بالتدريج مع ضرورة الحفاظ على مكافحة الوباء بإعتباره أولوية فلا يمكن إستمرار توقف كل الأعمال لأن هذا سيكون له أثرا ليس أقل فتكا" من الكورونا فالجوع والفقر كما هو الوباء لو انتشر فلا راد له لأنه يحتاج الى سنين من العلاج.

بالمختصر هناك ضرورة لإتخاذ قرارات تساهم في الحفاظ على الإقتصاد الوطني وعلى لقمة عيش المواطن الفلسطيني بالقدر الذي يمكنه من البقاء ومن النجاح في مكافحة الوباء يإيجاد اليات جديدة للعمل تساعد على إستعادة الإنتاج وكذلك مكافحة الفقر والجوع وعلى الحكومة أن تسارع لإجراء مشاورات مع الجهات المختصة لإطلاق عجلة الإنتاج والعمل مع الحفاظ على إجراءات مكافحة الوباء وهذا هو التحدي الحقيقي للشعب وللحكومة كذلك .

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1