العراق: بين الأمل واليأس يجسِّد التشكيليون وباء كورونا؟

2020.04.09 - 02:38
Facebook Share
طباعة

توقفت المعارض التشكيلية مع انتشار وباء كورونا وانحسر الفنانون في فضاءاتهم الخاصة، لكنهم لم يغيبوا عن العالم الافتراضي الذي تحول الى بديل لنشر أعمالهم ومخاوفهم وكذلك يأسهم وآمالهم معاً، وللتعبير عن أحوالهم في لوحات يؤثرون من خلالها ويتأثرون بالمتابعين.


كيف يمضي الفنان أيام العزلة وما هو دوره في المجتمع؟ هل يخاف وينكفئ على ذاته أم يعتبرها تجربة مثيرة للمخيلة والابداع؟ هذه أسئلة توجهنا بها الى بعض الفنانين التشكيليين العراقيين:

 

يقول الفنان التشكيلي زياد جسام إنها عزلة اجبارية تمنح الاحساس بانعدام الحرية يرافقه قلق من مستقبل مجهول يهدد الجميع، وهذا من المؤكّد يترك أثراً نفسياً ينعكس على إبداع الفنان. فالعزلة مهمة في حال اخترناها طوعاً لكي نرتقي ونطِّور أفكارنا لتنفيذها بهدوء وسكينة.

دوَّن زياد جسام أفكاراً كثيرة من شأنها أن تكون أعمالا فنية مهمة توثق الهواجس والمخاوف والتجارب بشكل يومي، وقد نفّذ بعضها بما توفَّر لديه من مواد والأخرى بطريقة الفن الرقمي، وما تبقّى فهي تحتاج الى معالجات ومواد غير متوفرة حاليا، فجميع الاسواق مغلقة ولا يمكن الحصول على الخامات المطلوبة لأعماله التركيبية بشكل خاص وستكون جميعها موضوعا لمعرض قادم بعد انتهاء الحجر الصحي.

تبقى الآن مواقع التواصل الاجتماعي المكان الوحيد للفنان التشكيلي لعرض اعماله للجمهور، وهذا ما لفت انتباه الفنان التشكيلي زياد جسام، فالناس على منصات التواصل الاجتماعي أغلب الأوقات وبشكل مثير يختلف عما قبل وباء كورونا ولهذا أثر إيجابي على التواصل مع الجمهور محليا وعالميا.

 

هل سيختلف الفن بعد وباء كورونا كحال السياسة والاقتصاد والأدب؟ وهل تغيرت نظرة الفنان التشكيلي اليوم الى اللون والموضوع؟

يقول معراج فراس إنه ينظر الى لحياة بمنظار مختلف بعد التهديد من ندٍّ غير مرئي، فأصبحت نظرته الى اللون نظرة مستقبلية وفنية متفائلة ذات إصرار وصراع لأجل تجاوز الازمة ووجد في المُنجز نسياناً وتجاوزاً وانكفاءً لما يدور في أركان المعمورة.

 

وهو يعتبر أن الكوارث والحرب والوباء مواداً دسمة للفنان ليوثق بمنجزه معاناة الانسان، لذا فهو باق في مرسمه لإنجاز كل ما كان مؤجلاً وواثق بان مستقبل الانسانية سيبتهج بفضل الالتزام بطرق الوقاية الصحيحة والحظر المنزلي.

 

لم يخَفْ منير العبيدي من الوباء ويعتبره فرصة لإعادة ترتيب الالتزامات وتغيير نمط الحياة لصالح المُنجز الإبداعي. نشاطاته مستمرة في البيت وقد أنجز العديد من التخطيطات على الورق تحت عنوان "وجوه نساء من الذاكرة" وتدرب على أنواع من الخطوط وواصل كتاباته باللغتين العربية والألمانية.

 

البقاء في البيت جعله يعيد ضبط التوازن بين التأمل والانجاز لصالح الأول، فهو يتأمّل كثيرا وضع العالم وهشاشته. وما يحدث اليوم يؤكد له الاستنتاج الذي كتب عنه عام 2009: "كلما ازداد عالمنا ثراءً وقوةً ازداد هشاشةً" فسهولة الاتصالات والعولمة انقلبت الى الضد.

 

المؤسسات والجمعيات الفنية لها دور في استثمار الفن التشكيلي في مواجهة الوباء والتوعية والحث على الالتزام بالتعليمات الصحية والوقائية كما تقول الفنانة التشكيلية ومديرة جمعية كهرمانة للفنون ملاك جميل.

ولذلك فقد طلبت من جميع الفنانين التشكيلين العراقيين عمل ملصقات توعية عن المرض ومخاطره حيث قدّم الفنان دهام بدر مجموعة مميزة من الملصقات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل مكان.

كما قامت دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة العراقية بتوجيه من مديرها العام الدكتور علي عويد بحملة تثقيفية بالاستعانة بالفنانين التشكيلين لنشر التوعية بين الجمهور للوقاية من فيروس كورونا ودعت على مواقع التواصل الاجتماعي الفنانين المشاركة بالحملة عبر الملصق أو التصوير. وأعلنت على صفحتها الرسمية عن معرض للفنان التشكيلي وعميد كلية الفنون الجميلة في السليمانية ريبوار سعيد بعنوان "لا تعطي اجنحة لكورونا اوقف طيرانه". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7