أزمة خبز كبيرة في طريقها إلى سوريا.. ماذا ستفعل البطاقة "الذكية"؟
فقر الحال الذي أوصلت الحرب السوريين إليه أودى بهم اليوم إلى كارثة لاسيما مع انتشار وباء الكورونا في العالم وإغلاق الفعاليات الاقتصادية وشل حركتها..
الفقر وارتفاع الأسعار المترافق جعل من الخبز الصنف الوحيد الذي يستر عيب جوعهم حيث لجأت الكثير من العائلات إليه لسد الجوع وحفظ الكرامة..
إلا أن هذا الناجي الوحيد من غلاء الأسعار لم يعد كذلك، ففقدانه أصعب من غلاء سعره، والأصعب من ذلك كله أن سيضاف إلى باقة مواد أساسية حبيسة بطاقة "ذكية" لم تثبت نجاحها في حل أي أزمة ..
علمت وكالة أنباء آسيا من مصادر مطلعة أن الخبز سيباع عبر البطاقة الذكية خلال الأيام القادمة، حيث أوشى العديد ممن يعملون في توزيع الخبز أن وزارة التجارة الداخلية تدرّب المعتمدين حاليا على استخدام هذه البطاقة لتزويد المواطنين بالخبز.
يقول رامي وهو يعمل حاليا متطوعا في إيصال الخبز إلى الأحياء نظرا للظروف التي تعيشها البلاد: يتم تدريب المعتمدين ومن يقومون بمساعدتهم على استخدام البطاقة الذكية في توزيع الخبز، وبحسب هذه البطاقة سيحصل كل 3 أشخاص على ربطة خبز يومياً ، فكيف ستكفي ربطة من سبعة أرغفة 3 أشخاص يعتمدون عليها كغذاء شبه كامل في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني الذي ترافق مع إجراءات الوقاية من فايروس كورونا.
ويقول زميله في التطوع، اليوم ومن خلال عملنا يستغرق الخبز عدة ساعات ليصل من الفرن إلى المواطن، هذا من غير بطاقة "ذكية"، ما يعني أن الوقت الذي سيستغرقه ايصال الخبز للمواطن سيتضاعف وبالتالي سيصل الخبز بجودة سيئة.
ولن تتوقف معاناة الحصول على الخبز عبر البطاقة الذكية على هذا وستبدأ قريبا نفس المشكلات التي عانى منها الكثير من السوريين عندما طبقت "الذكية" على مواد أخرى حيث لم تحل تلك المشكلات حتى اليوم مثل حصول العازب أو من لا يملك دفتر عائلة على المواد التي يتم توزيعها عبر البطاقة الذكية، لكن الحال هنا سيكون أصعب فهذا "خبز"!!
آسيا تواصلت مع معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت سليمان، لتأكيد الخبر أو نفيه والوقوف على تفاصيله إلا أنه لم ينفي أو يؤكد إنما قال إن هناك العديد من الحلول المطروحة لحل مشكلة الخبز ولم يتم البت بها حتى الآن ومنها زيادة عدد المعتمدين.
السوريون اليوم يتخوفون من تطبيق هكذا قرار فليس من المنطق أن يباع الخبز لهم بالقطارة أيضاً!!
