حركة سير خانقة يشهدها الطريق الساحلي من بيروت باتجاه الجنوب فما السبب؟

مايا عدنان شعيب/ خاص وكالة أنباء آسيا

2024.04.09 - 07:02
Facebook Share
طباعة

 

شهد "الاوتستراد" الساحلي من بيروت باتجاه الجنوب حركة سير كثيفة بعد ظهر اليوم الثلاثاء وهو أمر طبيعي إذ يتوجه الجنوبيون المقيمون في العاصمة وضواحيها عشيّة عيد الفطر المبارك إلى بلداتهم وقراهم، لكن ما هو غير معتاد أن من بين هؤلاء الكثيرون ممن حالت الحرب، التي يشنها العدو الاسرائيلي منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، دون

وصولهم إلى قراهم التي نزحوا عنها، فهل من بين هؤلاء من يصرّ على العودة إلى بلداتهم رغم الخطر؟

 

في جولتنا بين السيارات التي تتحرك ببطء بسبب الزحمة الخانقة، استطلعنا آراء الناس المتوجهين جنوبًا فمنهم من يمارس حياته العادية في العودة يوميًا إلى الجنوب لأن عمله في العاصمة أو ضواحيها كحال الشاب سامر.خ العائد إلى مدينته الغازية بعد انتهاء دوامه الوظيفي في إحدى الشركات حيث يعمل في العاصمة بيروت، وقد لفتنا خلال الجولة السيارات

التي يزدحم داخلها أفراد العائلة مع الأمتعة والحاجيات، إنّهم قاطنو العاصمة من المواطنين الجنوبيين الذين ينتهزون العُطل والمناسبات ليعودوا إلى وجهتهم جنوبًا، قصدنا إحدى تلك السيارات لنستطلع وجهتهم فإذا هم من سكان الطيبة الجنوبية، البلدة التي نالت "حصّة الأسد" من الاعتداءات الاسرائيلية منذ بداية الحرب، يشير السائق السيد محمد أبو طعام،

وبرفقته زوجته وأولاده الثلاثة، أنّهم اضطروا للنزوح من بلدتهم منذ شهر تشرين الثاني بعد تصعيد العدو لاعتداءاته التي طالت الأحياء في البلدة، فتوجّه مع عائلته إلى العاصمة حيث يمكثون حتى اليوم في منزل أحد أقاربهم المغتربين، وعمّا إذا كانت وجهتهم هذه المرّة الطيبة؟ أجاب أنه يستحيل الوصول إلى البلدة في ظل الظروف الصعبة والعدوان المستمر،

وقد سبق أن أصيب منزلهم وتضرّر بفعل غارةٍ استهدف العدو خلالها البلدة الشهر الفائت، لكنّهم اليوم تحديدًا يصرّون أن يكونوا قريبين قدر الإمكان في نهار العيد من بلدتهم، فقرروا تمضية نهار عيد الفطر المبارك لدى أقارب لهم في منطقة النبطية، فبرأيه وبإجماع أفراد العائلة "لا طعم للعيد بعيدًا عن الجنوب.

 

هكذا كان المسير من العاصمة إلى بوابة الجنوب صيدا التي تفتح ذراعيها لتستقبل العائدين إلى حضن بلداتهم وقراهم أنّى كانت وجهتم ومن أيّ مكان أتوا، هنا تفسح الطريق للزحمة ويتنفس السائقون الصعداء وينشرح الصدر بمشهد الشمس التي تسلّلت خيوطها من بين الغيوم لتلقي ببريقها على رمال الشاطىء.ليس هناك من فرحة توازي فرحة العودة إلى

الديار، والأعياد رغم محاولات الاحتفاء بها ناقصة وغير مكتملة، فالعيد هذا العام لن يكون سعيدًا بل يكفينا القول بأنه مبارك، السعادة منقوصة والحرب لا تزال مشتعلة في فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني، وعلى أمل أن يكتمل فرح العيد بأفراح النصر والعودة والتحرير "عيدكم مبارك وكلّ عام وبلادنا بألف خير". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4