تأثير متابعة المسلسلات الدرامية في شهر رمضان يمتد إلى الفرد والمجتمع على عدة مستويات

مايا عدنان شعيب/ خاص وكالة أنباء آسيا

2024.04.03 - 01:36
Facebook Share
طباعة

رغم أن متابعة هذه المسلسلات قد يكون تقليدًا ثابتًا في عدة مجتمعات، وفترة ازدهار للجلسات العائلية حيث يرتبط جميع افرادها بشكل مخادع حول شاشة التلفاز للمتابعة، إلا أن هناك جانبًا سلبيًا تتسارع وتيرته مع تزايد عدد الإنتاج وتوسع نطاق المشاهدة على عدّة قنوات.

 

ما هي هذه الجوانب السلبية؟ وكيف تؤثر على الفرد والمجتمع؟

تأثير متابعة المسلسلات الدرامية في شهر رمضان يمتد إلى الفرد والمجتمع على عدة مستويات، فمن جهة الفرد، ارتبط شهر رمضان في اللاوعي عند الأفراد، بالمسلسلات والبرامج الترفيهية، هنا يمكننا وصفهم باللغة العامية " إنضربوا ثقافيا وفكريا " لأن شهر رمضان لم يرتبط بالطبع منذ اعتماده في الحياة الاسلامية بهذه الثقافة. ما السبب ؟!

 

لماذا باتت هذه الثقافة او هذه العادات السلوكية مقدسة في الحياة الرمضانية؟

عن هذه التساؤلات تجيبنا الأخصائية في علم التربية والاجتماع الدكتورة رشا شومان في حديث خاص أجرته معها وكالة أنباء آسيا بهدف التوضيح والتصويب لئلا تختلط علينا المفاهيم ونقع في شرك الاستهلاك التجاري والاعلامي الذي لا يوفّر حتى المحطات والمناسبات الدينية بهدف الربح والشهرة.

توضح لنا شومان أنّ أحد هذه الأسباب والتي كان لها التأثير الأكبر هي : الفراغ الثقافي والتشويش الفكري الذي يطال الأفراد في المجتمعات الإسلامية. العمل الحثيث على ابعاد الإنسان عن فطرته التوحيدية يُؤتي ثماره في هذا الشهر بالذات، فبعد أن أبعدوه طوال إحدى عشر شهرا عن السعي لطلب المعرفة وال ّتعمق بمعرفة الذات الفطرية السليمة، بات

يعاني الفرد من فراغ معرفي، فراغ ثقافي، عدم الثبوت على هوية ثقافية معينة، التعلق بالعالم الخيالي، وكل هذا يؤدي الى الابتعاد عن حبل الله، فيأتي شهر رمضان وهو لا يعرف كيف يعبد الله! كما أن تربية الأسرة تلعب دورا هاما في الأمر.

فمن جهة الفطرة التوحيدية، ان الفرد يُخلق وهو مفطور عليها لكن ما تقدمه له الأسرة في المقام الأول والمدرسة والمجتمع في المقام الثاني يغيّران من هذه الفطرة ويحوّلانها.

 

كيف تلعب الأسرة دورا في جعل شهر رمضان المبارك شهرا تجاريا لا روحيا؟!

تشدّد شومان أن سلوكًا واحدًا للأهل وهو عدم شرح ماهية شهر رمضان المبارك للطفل كفيل بأن يحوّل أو يحرف الشهر الفضيل عن غاياته العبادية، وبالتالي يصوم الفرد في أعوامه كلها على أنه سلوك اسلامي كي لا يدخل النار او يعصي الله. كما أن ربط الأهل الدائم لشهر رمضان بالإفطار وشراء حاجيات كثيرة قبل دخول الشهر، اضافة للزينة وشراء

ملابس للسهرات " العبايات الرمضانية " يجعل من شهر رمضان شهر السهرات واللباس والزينة والطعام. فيبتعد الطفل تدريجيا عن المغزى الحقيقي لشهر رمضان المبارك وبالتالي جيل بعد جيل يضمحل مفهوم شهر رمضان والمغزى الصحيح منه.

وبالتالي يصبح شهر رمضان شهرا : تجاريا مرتبط بالمسلسلات والبرامج الترفيهية مرتبط بالسهر حد طلوع الفجر لكن بسهرات ترفيهية لا عبادية

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 2