"صرير الأسنان" ظاهرة تتفاقم عوارضها مؤخرا فما هي أسبابها وسبل العلاج؟
مايا عدنان شعيب / خاص وكالة أنباء آسيا
اهل لاحظت أنك تطحن أسنانك دون وعي في بعض الأحيان؟ هل تشعر بضغط في فكك عندما تقلق أو تنزعج؟ إن طحن الأسنان أمر طبيعي، ويحدث من حين إلى آخر، بوعي أو بدون وعي، وحتى عند النوم. ولكن في بعض الحالات، يصبح طحن أو صرير الأسنان أمرا خطير.
يعاني الكثير من الأشخاص ومن مختلف الفئات العمرية من صرير الأسنان ( أو الكزّ على الأسنان أو تطاحن الأسنان) أثناء النوم خاصة، هذه الظاهرة التي باتت لافتة في عيادات أطباء الأسنان والأطباء المتخصصين في أمراض الأذن، يبدو أنها ترتبط بمستجدات مؤخرًا تساعد على انتشارها بالشكل اللافت، لاسيما تلك المرتبطة بأخبار الحروب ومشاهد
العنف والضحايا والأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها أغلب الناس.
كان لوكالة أنباء آسيا وقفة عند هذه "المعاناة" التي تقلق المرضى مؤخرًا، فقصدنا عيادة الدكتورة غنى عباس الأخصائية في أمراض الفم والأسنان واللثة للحديث مفصّلا عن "صرير الأسنان"، عوارضه وعلاجه وهل من سبيل للتخلص منه نهائيًا؟
بدايةً أشارت عباس إلى أنّ هذه الظاهرة قديمة لكنها تنتشر بشكل واسع، ففي الماضي كانت نسية المرضى ممن يعانون من "الكزّ على الأسنان" قليلة أو عاديّة أنا الآن فإن أغلب المرضى الذين يزورون أطباء الأسنان متورطين في هذه المعاناة من حيث لا يدرون.
ممّا يشكو المريض وكيف يكتشف الطبيب أنّ مريضه يعاني من "صرير الأسنان"؟
تلفت د.عباس أنّ المرضى يأتون لعيادة طبيب الأسنان يشتكون من ألم في مفصل الفك و طنين في الأذن وأوجاع في الأسنان الأضراس رغم أنّ الأخيرة بحالة سليمة ولا يوجد فيها ما يدل على أسباب مرضية كالتسوس او التهاب في العصب وما إلى ذلك.
هنا يأتي دور الطبيب ليتأكد من المشكلة فيسأل المريض عن الآلام والمشاكل التي ترافق صرير الأسنان وهي:
- طنين وألم في الأذن
- تشنجات عضلة الفك والتي يمكن أن يلاحظها الطبيب من خلال الفحص السريري
- الدوخة
- آلام في الرأس والرقبة أو في الظهر
- وما لا يتوقعه المريض أن هناك أمراض صدرية وأمراض قد تصيب القلب بسبب هذه الظاهرة(صرير الأسنان)
- إضافة إلى بعض المشاكل في الجهاز الهضمي وخاصة الكولون( نفخة وإمساك)
- ضعف الأسنان وحساسيتها وتكسّر الحشوات
إذن ما الحل وهل يكمن العلاج بتناول الأدوية؟
إنّ أول ما يلجأ إليه طبيب الأسنان لعلاج صرير الأسنان أو تطاحنها هو استخدام ما يعرف بالgoutiére أو واقي الفم وهو عبارة عن غلاف للأسنان العليا والسفلى يصنع لكل مريض غلاف خاص بمقاس أسنانه يصنع من مادة تشبه السيليكون يضعها المريض قبل النوم ليجنّب أسنانه الضغط أثناء الصرير ويقلل من الاحتكاك وبالتالي يحمي أسنانه من التلف
والتكسر، أما الخطوة الثانية والمساعدة فهي بعض التمارين البسيطة حيث يقوم المريض بتدليك عضلة الفك التي تبرز أمام الأذن أثناء العض، ويكون التدليك بشكل دائري أو فتح الفم لأقصى ما يمكن لمدة عشر ثوانٍ كي تتمدد العضلة والطريقة الثالثة تكون بتحريك الفك الأسفل بطريقة أفقية لليسار واليمين، وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية
تساعد على الاسترخاء وبعض المتممات الغذائية أو المركبات العشبية للغاية ذاتها.
في الختام ولتجنب الإصابة بصرير الأسنان تنصح عباس بضرورة الابتعاد عن مصادر التوتر والقلق، ومحاولة تخفيف التعرض لوسائل التواصل او الأخبار ومشاهد العتف وما يسبب الضغط النفسي قبل النوم لاسيما الأطفال والالتزام بتعليمات الطبيب المعالج كي لا تتفاقم العوارض وتؤذي المريض.
