ما هي معايير تصنيف المجاعة؟

2024.03.04 - 03:14
Facebook Share
طباعة

 كتب مصدر: أظهرت عملية تسليم المساعدات التي انتهت بسفك الدماء الأسبوع الماضي مدى يأس سكان غزة، حيث قتل العشرات بعد أن تجمع عدة آلاف حول قافلة نادرة من شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع.


ومع الانخفاض السريع في عدد المساعدات التي يتم تسليمها إلى غزة ومعاناة الفلسطينيين للعثور على الغذاء، يحذر عاملون في المجال الإنساني ومسؤولون بالأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في القطاع.


وبالنسبة لجماعات الإغاثة والأمم المتحدة، فإن تحديد وجود مجاعة رسميا هو عملية فنية. ويتطلب الأمر تحليلا من قبل خبراء، ولا يمكن الإعلان عنه إلا من قبل السلطات الحكومية وكبار مسؤولي الأمم المتحدة.


ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا يتضمن معايير ترتبط بالمجاعة، وتصريحات خبراء عن شدة الجوع في غزة.


ويحدد خبراء انعدام الأمن الغذائي الذين يعملون على التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أو I.P.C، من هيئات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الكبرى، المجاعة في منطقة ما على أساس ثلاثة شروط:


عندما تواجه تحو 20 في المئة من الأسر نقصا حادا في الغذاء.


عندما يعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد.


عندما يموت ما لا يقل عن شخصين بالغين أو أربعة أطفال من كل 10.000 شخص كل يوم بسبب الجوع أو المرض المرتبط بسوء التغذية.


وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان، الأحد، إن 15 طفلا توفوا نتيجة سوء التغذية والجفاف خلال الأيام القليلة الماضية في مستشفى كمال عدوان بالقطاع.


ومنذ تطوير تصنيف I.P.C. في عام 2004، تم استخدامه لتحديد المجاعة مرتين فقط: في الصومال عام 2011، وفي جنوب السودان عام 2017. وفي الصومال، مات أكثر من 100 ألف شخص قبل إعلان المجاعة رسميا.


وأعرب محللون عن قلقهم البالغ إزاء انعدام الأمن الغذائي في اليمن وإثيوبيا، في ظل الحروب الأهلية في هذين البلدين، لكنهم قالوا إنه لا تتوفر معلومات كافية من الحكومات لإصدار تقييم رسمي.


وقد حفز تصنيف المجاعة في الصومال وجنوب السودان العمل العالمي وعزز التبرعات الكبيرة. ويشير عمال الإغاثة وخبراء الجوع إلى أن أزمة الجوع في غزة خطيرة بالفعل، مع أو بدون تصنيف المجاعة، وهناك حاجة إلى المساعدات بسرعة.


وفي 1 آذار الحالي، جدد مسؤولون بالأمم المتحدة التحذير من الخطر الوشيك بحدوث مجاعة في غزة. وقال، كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن البيانات الرسمية تفيد بأن طفلا عاشرا- مسجلا بأحد المستشفيات- مات تضورا من الجوع.


وفي مؤتمر صحافي عقدته وكالات الأمم المتحدة في جنيف قال ليندماير إن العدد الحقيقي للأطفال الذين ماتوا جوعا ربما يكون أعلى من ذلك. وحول استمرار تفشي الأمراض، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن النقطة الطبية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في جباليا- شمال غزة- تستقبل ما يتراوح بين 100 و150 حالة من التهاب الكبد الفيروسي يوميا.


وتحذر الأمم المتحدة من أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع، في حين اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل باستخدام السلاح كأداة للتجويع، وهي اتهامات نفتها الأخيرة.


وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مؤخرا إن ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة، محذرا من أن مثل هذه الكارثة ستكون "شبه حتمية" إذا لم يحدث تغيير ملموس.


وإذا انتشرت المجاعة بين السكان في غزة، فإن عدد الذين سيموتون بسبب الجوع أو المرض قد يفوق عدد الوفيات بين المدنيين في الحرب بين إسرائيل وحماس، بحسب تحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز".


وتؤكد منظمات أممية أن "نافذة العمل تضيق" لمواجهة مخاطر المجاعة ما لم يتوقف القتال وتحد إسرائيل من أساليب الحصار التي تمنع تنفيذ عمليات إغاثة واسعة النطاق، وفق المجلة ذاتها.


وبعد خمسة أشهر على اندلاع الحرب، يشعر سكان غزة باليأس إزاء قلة المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، حيث يقول بعض السكان لوكالة فرانس برس إنهم يلجأون إلى أكل أوراق الشجر وعلف الماشية.


في المقابل، تحمّل إسرائيل حماس مسؤولية نقص الغذاء في غزة، وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، في تعليقه على اتهامات هيومان رايتس ووتش، في ديسمبر الماضي، إن حماس هي المسؤولة عن أي نقص في غزة.


وكتب في منشور عبر حسابه بمنصة "إكس" هذه "كذبة، إسرائيل لديها القدرة الزائدة على تفتيش أكثر من ضعف عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، مازلنا نضخ المياه إلى غزة من خلال خطي أنابيب، ولم نضع أي قيود على دخول الغذاء والماء".


وأضاف ليفي "وجهوا غضبكم إلى حماس التي تختطف المساعدات".


واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية.


كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 130 منهم ما زالوا في غزة، بعد صفقة تبادل حصلت خلال هدنة مؤقتة لمدة أسبوع بدأت في نوفمبر الماضي، ويُعتقد أن 31 منهم قتلوا. 


وردت إسرائيل بقصف القطاع واجتياح بري ما أدى إلى مقتل 30035 شخص، معظمهم مدنيون، وإصابة 70457 شخصا آخرين وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 8