معركة البحر الأحمر إلى أين؟

مايا عدنان شعيب/ خاص وكالة أنباء آسيا

2024.01.15 - 10:53
Facebook Share
طباعة

 في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة لاسيما في الجبهات التي تشهد يوميًا مراحل جديدة من قواعد الاشتباك العسكري، توجهت الأنظار إلى البحر الأحمر الذي بات جبهة من نوعٍ آخر تلتهب سماؤها بالمسيرات والصواريخ التي تستهدف السفن والبواخر المتوجهة إلى الكيان الإسرائيلي.
ليس سهلًا فهم التصعيد في البحر الأحمر دون النظر إلى الحرب الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة، أو معرفة فظاعة الجرائم والمذابح التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني، إذ فتحت حرب غزة التي بدأت مع طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر الفائت، ميادين القتال على مصراعيها في المنطقة وقد أدّى تمادي الاحتلال الاسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة إلى انضمام محور ال مق اومة في مختلف جبهاته في العراق وسوريا واليمن لنصرة الشعب الفلسطيني والضغط على الحرب الصهيو-أميركية في غزة، وتعتبر جبهة اليمن من الجبهات التي انضمت الى ميادين القتال للضغط على الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية عبر استهداف السفن والبواخر التابعة لهم لضرب مصالحهم والحدّ من وصول الدعم الى الاحتلال الإسرائيلي لوقف حربه على غزة، وبعد تصعيد أنصار ال له ضرباتهم وتكثيف استهدافهم في مضيق باب المندب للسفن الداعمة للكيان الإسرائيلي، قامت أمريكا بتشكيل تحالف لمواجهة تلك الضربات وما أسمته بال"قرصنة" على الملاحة في البحر الأحمر لصدّ هجمات أنصار ال له، يتألف التحالف من عشر دول تشمل بريطانيا، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج ، سيشيل والبحرين الدولة العربية الوحيدة في هذا التحالف، فقامت لندن و واشنطن بتوجيه ضربات لليمن فجر الجمعة في 12 يناير كانون الثاني، عبر القوات مشتركة بريطانية-أمريكية على ستين هدفًا في ستة عشر موقع كما جاء في بيان القوات الجوية الامريكية، وتوعد بعدها أنصار ال له على لسان محمد الحو ثي بالرد و"أن كل بلد يورط نفسه في التحالف الذي تقوده أمريكا في البحر الأحمر سيفقد أمنه البحري وسيكون عرضة للاستهداف".

فهل استدرج محور الم قا ومة القوات البريطانية الأمريكية الى اليمن في خطة مدروسة؟
ما يجري في البحر الأحمر بشكل مباشر منشؤه العدوان الإسرائيلي على غزة ومن الواضح أنه لن يتوقف إلا بتوقف العدوان وقد أعلن أنصار الله ذلك مرارا وتكرارا، هذا ما أفادنا به د.وسام ياسين الاستاذ المحاضر في العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الذي رأى أيضًا أنه اذا استمرت الولايات المتحدة في سلوكها العدواني ضد أنصار الله فمن الطبيعي أن المواجهة ستتوسع ما سيرتد سلباً على القوات الاميركية في البحر الأحمر وعلى الكيان الإسرائيلي ومن المحتمل أن يتم على ضوء ذلك قطع الطريق أمام مرور كل السفن في مضيق باب المندب بما لذلك من تداعيات على الاقتصاد العالمي.

وهل تضعف تلك الجبهة او تقلل من قدرات المحور على رد الاعتداءات والضربات العسكرية المتنقلة التي تشنها هذه القوات دعمًا للكيان الصهيوني؟
أجابنا ياسين أنه على العكس فقد تدفع المحور لتوسيع ردوده ومن الواضح أن أطراف المحور متفقة على أن لا يتم اعتداء دون رد.
وما هو أفق جبهة الحرب في باب المندب؟
أشار د.وسام أنه حتى الآن لا يبدو أن شيئاً سيتغير في باب المندب، فعلى الأغلب بأقصاها يمكن ان توجه اميركا بعض الضربات لليمن لكنها لن تؤثر على تصميم أنصار ال له في اقفاله أمام السفن المتجهة للكيان إن لم يتوقف العدوان الاسرائيلي في غزة، وهذا ما حصل بالفعل فبعد توجيه الضربة الاميركية البريطانية قام انصار ال له مجددا بإطلاق نحو ١٨ صاروخ ومسيرة تجاه قطع بحرية اميركية وبريطانية، وجددوا تعهدهم عدم السماح للسفن المتجة إلى الكيان من عبور المضيق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4